رمزي حسن : ذاكرة الزمن

كتب .. كتب .. كتب :

خمسة عشر

حسين سرمك حسن

وعن دار تموز للطباعة والنشر بدمشق صدر كتاب "ذاكرة الزمن – قصص ونصوص" للقاص "رمزي حسن" ضمن إصدارات إتحاد الأدباء والكتاب في البصرة ، وأعتقد أن اتحاد أدباء البصرة هو من فروع إتحاد الأدباء القليلة جدا الذي يصدر كتبا من نتاجات أعضائه ، فحتى المركز العام لم نسمع أنه أصدر كتابا واحدا لأعضائه منذ سنوات إن لم أكن مخطئا .

تكونت المجموعة من قسمين : ضم الأول واحدا وعشرين نصا قصصيا بين قصة وقصة قصيرة جدا ، في حين ضم الثاني تسع نصوص محملة بتأملات فلسفية ووجودية .

بالنسبة لنصوص القصصية فقد دارت حول محورين رئيسيين : الحرب وما تعنيه من موت وخراب ، والسجن والإعتقال والقهر السياسي . من أقاصيص المجموعة :

"مشهد"

في أثناء الحرب التقى اثنان في عربة قطار تضج بالجنود .

قال الأول : أشعر بالحزن فقد تركت طفلي الصغير دون حذاء هذا العيد .

ستة عشر – إتحاد أدباء البصرة : قصيدة النثر

عن دار تموز للطباعة والنشر في دمشق صدر كتاب عنوانه "قصيدة النثر – الملتقى الأول في العراق" ، وهو ضمن إصدارات اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين في البصرة هذا الإتحاد الذي أشدتُ بنشاطاته سابقا ، وقلت إنه قد يكون فرع اتحاد الأدباء العراقيين الوحيد الذي يُصدر كتباً كثيرة بنتاجات أعضائه من شعراء وقصّاصين ونقّاد حتى أنّه كان يُصدر في السنوات العجاف السابقات إثنى عشر كتاباً سنويّاً بالتعاون مع إحدى مؤسسات الإتصالات ، وأتمنى أن يكون الأنموذج للمركز العام لاتحاد الأدباء الذي لم يُصدر أي كتاب لأعضائه منذ عشر سنوات وقد أكون مخطئاً .

والإمتياز الآخر هو إنّ الكتاب الذي بين أيدينا هو لمجموعة النصوص التي ألقيت في الملتقى الأول لقصيدة النثر الذي اقامه إتحاد أدباء البصرة المكافح في مدينة المدن البصرة الفيحاء من 23 – 25 /12 / 2010 وهذا نشاط آخر مميّز يُحسب به في تاريخ النشاطات الثقافية بأن أول ملتقى لقصيدة النثر في العراق اقامه هذا الإتحاد .

ضمّ الكتاب نصوصاً لأربعة وستّين شاعراً !! منهم : ياسين طه حافظ ، طالب عبد العزيز ، عادل مردان ، رسمية محيبس ، جابر خليفة جابر ، صبيح عمر ، علي وجيه ، سلمان داود محمد ، زعيم النصار ، كريم جخيور ، فليحة حسن ، رياض الغريب ، عمر الدليمي ، عبد السادة االبصري ... وغيرهم .

المشكلة أن الكثير من النصوص – عدا اشتثناءات قليلة ذكرنا بعضها -  لن تشعر معها بفارق حين تغيّر اسماء الشعراء .. رُفعت الأقلام وجفّ الشعر .

من قصيدة "رسالة حبّ" للشاعر الكبير "ياسين طه حافظ" :

(أكثر من نصف رفاقنا ماتوا

ونحن بقينا أحياءً ، أحياء جراحنا لا تشفى

ولأنّ قصتنا غريبة

تنتابكِ خطفات تردّدٍ

ويشحبُ وجهُك الوردي حين تسمعين

صيحات الأوزّ البرّي يجتاز القفار المَغيمة

هكذا تضيع الأرواح يا حبيبتي

عمود الكهرباء القريب من باب دارنا

مكسورٌ مصباحه منذ أسابيع

يبدو محزوناً وهو واقفٌ في العراء

وأنا محكومٌ باللّاموت واللّاحياة

فلا مفرّ لي من حضورك

في نهاري وفي كتابتي

عالياً أرفع لك هذا الإعتراف قبل الغرق )