موجز النظرية العامة للدعوة الإسلامية

د. عدنان علي النحوي

كتـــاب

موجز النظرية العامة للدعوة الإسلامية

والنهج العام وأساس لقاء المؤمنين

الدكتور عدنان علي رضا النحوي

أهداف الإسلام أهداف ربّانية لا يمكن تحقيقها في الواقع البشري إلا بجنود ربانيين ووسائل وأساليب ربانية ، وهذه وتلك تحتاج إلى إعداد وبناء رباني . فبناء عمارة مهما عظمت يسهل إذا  قيس ببناء الإنسان على قواعد الإيمان والتوحيد والمنهاج الرباني . فبناء العمارة يقوم به المهندسون والفنيّون . أما بناء الإنسان وإعداده وتدريبه فمهمّة بعث الله من أجلها الرسل والأنبياء الذين خُتِموا بمحمد صلى الله عليه وسلّم ، ثمّ جعلها مهمة الأمة المسلمة الواحدة الممتدة مع الزمن .

   ومن أجل بناء الأمة المسلمة الواحدة في الأرض لابد من لقاء المؤمنين المتقين العاملين . ولا بدّ من اللقاء من أجل الوفاء بالعهد مع الله . وبالأمانة التي حملها الإنسان والخلافة التي جُعلت له والعبادة التي خُلِق لها والعمارة التي أُمر بها . ومن أجل ذلك يجب أن يتعاون المؤمنون في كلّ ما أمرهم الله أن يتعاونوا فيه. ويعذر بعضهم بعضاً فيما أذن الله لهم أن يختلفوا فيه .

   إن الدرب جليّ . إنه الصراط المستقيم . إنه سبيل الله . وهو سبيل وحيد لا سبيل للمؤمنين سواه . إنه السبيل إلى النصر ! وإن المضيّ فيه مضيّ إلى أهداف ربانية ثابتة تمتد إلى الهدف الأكبر والأسمى ـ الجنّة ـ مضيئاً يحمل النهج والتخطيط والبذل والعطاء من أجل الاستقامة على الدرب .

        ومن أجل ذلك نقدّم في هذه الدراسة وهذا البحث والذي يقع في (276) صفحة : " موجز النظرية العامة للدعوة الإسلامية ، وموجز النهج العام والتصور العام للدعوة الإسلامية والعمل الإسلامي ، وأساس لقاء المؤمنين ".

   إننا نؤمن أن النهج العام والتصور العام معروض كله في منهاج الله موجزاً ومفصّلاً في آيات معجزة ولكنها ميسّرة للذكر مع إعجازها ، وفي أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلّم .

   إننا فيما نقدّمه ، نذكّر بما أمر الله به حقاً نزل به الوحي الأمين وبلّغه رسول الله صلى الله عليه وسلّم . نذكّر لأن الذكرى تنفع المؤمنين ، ونذكّر لأن الله أمر بالتذكير .     ثم ندرس الواقع دراسةً موسعةً من خلال منهاج الله ، حتى نعي الواقع ونحدّد الخلل ونحدّد العِلاج ، كلّ ذلك على أساس من منهاج الله .

   وعلى ضوء ذلك نجمع ما نُذّكر به من أمر الله ، الذي نراه يعالج أمراضنا والخلل في واقعنا ، نضع ما نُذكّر به في نهج عام وخطة ومناهج تفصيلية ، ودراسات تفصيلية مترابطة متناسقة ، تمثّل النظرية العامة للدعوة الإسلامية والنهج العام والتصور العام وتفصيلاتهما .

   والخطوة الهامة في هذا كله " التدريب " بمراحله وأنواعه المفصّلة في دراساتها ، والذي يمثّل جزءً هاماً في النظرية التربوية التي ندعو لها ، وفي التصور العام . فلا بدّ من التدريب المنهجي الممتدّ ، التدريب الذي يظلّ ملازماً لعملية البناء والإعداد في جميع مراحله .

   إننا نقدّم هنا موجز النهج والتخطيط الذي ندعو إليه . ولكل قضية موجزة هنا دراسات مفصلة تقدم الوسيلة والأسلوب لتحقيق الأهداف المحددة والدرب والنهج . إلا أن تحقيق الأهداف الإيمانية لا يعتمد على سلامة النهج والخطة فحسب، بل لابدّ مع النظرية العامة للدعوة الإسلامية والنهج والتخطيط ، من توافر الطاقة البشرية المؤمنة الصادقة ، والكفاءات المدرّبة القادرة ، الواعية لمنهاج الله دراسةً وتدبراً والتزاماً ، والواعية للنهج والخطة والملتزمة بهما .

   يقع هذا الكتاب في ستة أبواب ، فالباب الأول بعنوان : " الدعوة الإسلامية والأمة المسلمة الواحدة " ويتكون من ثلاثة فصول ، الفصل الأول بعنوان " الدعوة الإسلامية رسلها ودعاتها وجنودها " ، والفصل الثاني : " الدعوة الإسلامية دعوة ربانية " ، والفصل الثالث " الأمة المسلمة الواحدة ومسؤوليتها " .

أما الباب الثاني فقد جاء بعنوان : " أهم العقبات والمبشرات على طريق الدعوة الإسلامية " ويتكون من فصلين ، فالفصل الأول بعنوان " المعوقات " والفصل الثاني بعنوان : " المبشرات " . أما الباب الثالث ، فبعنوان : " أمام المسلمين سبيل واحد لا سبيل سواه " ويضم ثلاثة فصول ، الفصل الأول بعنوان : " أمام المسلمين سبيل واحد لا سبيل سواه " ، والفصل الثاني بعنوان : " الجيل المؤمن والصراط المستقيم " ، والفصل الثالث : " هل المسلمون اليوم قادرون على بناء مصنع للأجيال المؤمنة ؟! " .

أما الباب الرابع فقد جاء بعنوان : " المسؤولية الفردية " وحوى ثلاثة فصول : في الفصل الأول نعرض لـ " جوهر المسؤولية الفردية ومحورها والأسس التي تقوم عليها " ، وفي الفصل الثاني " المسؤوليات والتكاليف الربانية على الإنسان " . وفي الفصل الثالث  " المسؤولية الفردية بين الإسلام وبين المذاهب العلمانية ودورها في بناء الأمة المسلمة الواحدة ومسؤوليتها " .

 أما الباب الخامس فبعنوان : " النظرية العامة للدعوة الإسلامية " ونعرض فيها الجوانب المتعلقة بهذه النظرية ، ففي الفصل الأول نتحدث عن : " أهمية النظرية العامة للدعوة الإسلامية وضرورتها ودورها " ، وفي الفصل الثاني نذكر البند الأول من هذه النظرية " القاعدة الصلبة : الإيمان والتوحيد " ، وفي الفصل الثالث نذكر البند الثاني " الركنان الرئيسان : المنهاج الرباني والواقع الذي يُدرس من خلاله " ، وفي الفصل الرابع نتحدث عن البند الثالث " القضايا والمشكلات الأربع الكبرى في ميدان الدعوة الإسلامية " وفي الفصل الخامس  نتناول بالحديث  عناصر التنفيذ الثمانية ، وهو البند الرابع ، أما البند الخامس " المضي على الصراط المستقيم دون توقّف أو انحراف " فقد تناولناه في الفصل السادس ، وفي الفصل السابع نذكر البند السادس " إلى الهدف الأكبر والأسمى ـ الجنة ورضوان الله ـ ، أما الفصل الثامن والأخير من هذا الباب تناولنا فيه مراحل النظرية العامة للدعوة الإسلامية.

أما الباب السادس من هذا الكتاب فقد جاء بعنوان : " موجز الأهداف والوسائل والأساليب والعهد ، والعهد في لقاء المؤمنين ، وينقسم إلى ثلاثة فصول، نتناول في الفصل الأول منه " موجز أهداف الدعوة الإسلامية والوسائل والأساليب" وفي الفصل الثاني " موجز العهد " والفصل الأخير " موجز العهد في لقاء المؤمنين " .