إخوة يوسف

clip_image002_4b962.jpg

هذا الكتاب / الديوان الجميل الحزين الثائر ، ضمَّ مجموعة من القصائد ، هي من صميم أدب السجون .. هذا الأدب النفيس الذي كانت له بعض الإطلالات البديعة في أدبنا العربي القديم ، ومنها قصيدة الشاعر الفارس أبي فراس الحمداني ، البديعة في بابها : (أقول وقد ناحت بقربي حمامة) وسواها غير قليل من الشعر الرائع الحزين ، ومنه قصيدة الشاعر المخضرم : الحطيئة ، الذي وجهها إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ الذي أودع الحطيئة في السجن لأنه هجا الزبرقان بن بدر هجاء مقزعاً ، في أيامه ، ولكنه مديح لدى ناس في زماننا ، فالبيت الذي أوجع الزبرقان ، قول الحطيئة :

***

وفي هذا الكتاب وفي غيره من كتب أدب السجون ، قصائد وروايات وقصص ومقالات تتحدث في العمق من أدب السجون الذي غدا ظاهرة ، ولكنها لا تكافئ ما لقيه ويلقاه الذين زجّهم طواغيت هذا العصر في أعماق السجون الرهيبة التي فاقت في أعدادها عدد المدارس والجامعات والمستشفيات معاً ، أما أساليب التعذيب ، فهي مما يخطر ولا يخطر إلا على بال الأبالسة من الإنس والجن ، وأما السجّانون والجلادون والمحققون ، فهيهات هيهات أن يمتّوا إلى البشر بأي صلة ، غير أنهم يمشون على قدمين .

لقد أجاد الأستاذ يوسف بمختاراته هذه ، بل هي مختارات من مختارات تميزت بعمق دلالاتها الإنسانية ، لعلها تلامس ضميراً ما تزال فيه أثارة من حياة ، قبل أن تتوارى خلف التوحش الذي جُبلت عليه نفوس أوباش المخلوقات ، كل المخلوقات ، ممن يمشون على قدمين ، أو على أربع قوائم ..

أحيي الأستاذ يوسف الذي جمع فأوعى في مختاراته ، ولعله يستدرك بعض ما فاته من شعر الشعراء المعذبين في أقباء السجون والمعتقلات والمسالخ البشرية التي تملأ دنيا العرب والعجم ، من الأوشاب والأوباش .

وإني لأدعو الله القوي العظيم ، أن يهدي الضالين ، ويهلك الظالمين الذين طغوا في البلاد ، وأكثروا فيها الفساد ، وهو القاهر والقادر ، وهو بعباده الرحيم الراحم .

وسوم: العدد 701