مدارس حلب الٱثرية

كتاب مدارس حلب الٱثرية

كتابي مدارس حلب الأثرية - تاريخها وعمارتها : صدر عام 2000 . وهو يقع في 725 صفحة يضم ما يلي : التعليم في البلاد الاسلامية عشية ظهور الاسلام . نشأة المدارس الاسلامية وعمارتها ، مناقشة نظريات المستشرقين وعلماء الآثار حول تخطيط المدارس ثم عناصر الإنشاء المعماري في العمارة الإسلامية المدارس في مدينة حلب: في العهد الزنكي- الأيوبي- المملوكي- العثماني (بكافة أنواعها الإسلامية، والحديثة، والتبشيرية، والطوائف المسيحية...) - دراسة لتطور عمارة المدارس في المدينة. 

 مما جاء في الكتاب:  إن أول مدرسة أنشئت في مدينة حلب هي المدرسة الزجاجية في الزجاجين في حي الجلوم بنيت في عهد الأسرة الأرتقية بين 516- 517هـ 1122- 1123 م وقد اندثرت .  مدارس العهد الزنكي: أنشئ في العهد الزنكي (14) مدرسة لم يبق منها سوى (4) مدارس هي: الحلوية وقد سبق الحديث عنها - الشعيبية - الأسدية الجوانية - المقدمية.  

 وسأتناول اليوم المدرسة الشعيبية:

تقع في محلة العقبة قبالة باب أنطاكية، كانت في الأصل مسجداً سمي بمسجد الأتراس وعرف بالعمري ثم بمسجد الغضائري نسبة لشيخ أقام فيه (ت: 313هـ- 925م ) .وأطلق عليه الغزي اسم جامع التوتة . حول هذا الجامع إلى مدرسة بعد ترميمه أيام نور الدين الزنكي وسمي بالمدرسة الشعيبية نسبة إلى فقيه أندلسي تولى التدريس فيه (عام 545هـ- 1150 م) جددت المدرسة عام 792هـ- 1389م ثم عام 804- 1401م وأهملت في القرن 9هـ- 15م . استبدل المنبر الخشبي بآخر معلق عام 1418- 1980.

المدرسة صغيرة تضم باحة صغيرة في شرقيها قبلية تضم مدفناً في طرفها الشرقي, وفي جنوب الباحة رواق في غربيه موضأ يتصل مع سبيل خارجه، وفي الشمال درج يصعد إلى المئذنة وهي مربعة شأن مآذن تلك الفترة.

حازت الواجهة الخارجية بنقوشها الكثيرة والجميلة والكتابات الكوفية المزهرة على الكورنيش اهتمام المستشرقين ويعتقد بعضهم أن المدخل والسبيل إنما هما في الأصل جزء من قوس نصر روماني وأن نور الدين أضاف الكتابة فقط. ولكن القوس المدبب فيها (وهو من سمات العمارة الإسلامية) ينفي ذلك.

يتميز بهو المدخل بقبو جميل له مفتاح يأخذ شكل نجمة مثمنة وبالمزررات في الجدار المقابل له المؤدي إلى الباحة.

********************

من مدارس حلب. المدرسة الٱسدية الجوانية

المدرسة الأسدية الجوانية 

هي من مدارس العهد الزنكي، تقع داخل باب قنسرين، في محلة كانت تعرف قديماً بالرحبة. أنشاها أسد الدين شيركوه بن شادي عم صلاح الدين الأيوبي (ت: 564 هـ/1168م). 

عمر وسط الصحن حوض كبير سنة (1310 هـ/1892م).. ورُممت المدرسة خلال العهد العثماني، وهناك لوحة في وسط الواجهة الشمالية تُؤرخ هذا الترميم لسنة (1316هـ/1898م). عثر حوالي سنة (1323هـ/1905م) على صهريج ماء كان مردوماً فأصلح وملئ من القناة. وفي عام 1998م أجرى مشروع إحياء حلب القديمة لهذه المدرسة عمليات ترميم واسعة ضمن مشروع رائد للترميم تناول حي باب قنسرين بأكمله.

يتكون المبنى من مدخل يؤدي إلى ممر مكشوف شماليه دورات مياه، يليه باحــة يحيط بها: غرباً القبلية، وجنوباً ثلاث غرف للمجاورين(خلوات)، وإيوان، وشرقاً قاعتان والمدخل، وشمالاً ثلاث غرف للمجاورين والحاصل. 

 تمتد القبلية طولياً، وتتكون من ثلاثة أجزاء غير متساوية تفصل بينها أقواس ضخمة مدببة القسم الأوسط أكبرها، وهو مربع الشكل ويضم المحراب. وقد سقف بقبة مدببة قرميدية ترتكز فوق رقبة اثنى عشرية قليلة الارتفاع وقد سقف كل من الطرفين بقبو نفقي متطاول مدبب. والمحراب بسيط له ظفران مروحيان يحيط بهما  زخارف هندسية متعرجة زيكزاك. 

لا يوجد في هذه المدرسة منبر أو مئذنة، وكذلك الحال في أغلب المدارس الأيوبية والزنكية. وما وجد منها فيها فهو يعود إلى فترات لاحقة غالباً.

من كتاب مدارس حلب الأثرية

وسوم: العدد 709