المسلسل المغربي " ليالي الحي القديم " الجناح المهيض

خالد البقالي القاسمي

gsfhjfhk976.jpg

قدمت القناة الأولى لتلفزة المملكة المغربية خلال شهر مارس 2022 مسلسلا من أربع حلقات، في كل أسبوع حلقة، والمسلسل عبارة عن عمل درامي جديد للمبدع الروائي العربي الكبير والسيناريست " البشير الدامون "، والإخراج للمبدع " محمد الشريف الطريبق "، ويبدو أن عناصر الانسجام والتفاهم تظهر جليا في إقدام الرجلين على الاشتراك في أكثر من عمل فني، حيث أصبحت الرؤى بينهما قريبة، مما يسهم في تعاونهما معا على تقديم تحف فنية تفرح المتلقي، وتنعش ذوقه الفني.

" ليالي الحي القديم "، عنوان شيق، اختاره السيناريست لعمله هذا، واعتبره المخرج منتجا جديرا بصناعة عمل درامي مميز، ويحيل الحي القديم على زقاق بالمدينة العتيقة بمدينة " تطوان " المغربية، حيث تعيش مجموعة من الأسر داخل بيوت قديمة تعرف عمقا تاريخيا واضحا، وداخل أزقة المدينة العتيقة تتم عملية نسج خيوط دقيقة لحياة اجتماعية أبطالها شخصيات متعددة، تجمع بينها الأزقة، وتفرقها المصائر والأهواء والرغبات والتطلعات، وبين طرفي هذا التقابل الفريد تتحرك كاميرا " الشريف الطريبق " لكي تصنع لنا عالما جديدا يكتسي حلة فنية جمالية متألقة...

البطاقة التقنية للعمل الفني:    

الممثلون:

  • نسرين الراضي في دور حسناء.
  • سعيد ايت باجا في دور فريد.
  • فريد الركراكي في دور الحاج يوسف.
  • سناء الركراكي في دور نعيمة زوجة الحاج يوسف وأم إلياس.
  • مصطفى اللولانتي في دور أحمد.
  • بنعيسى الجيراري في دور الكحشة ( فتوة الحي ).
  • سناء بحاج في دور ليلى.
  • محمد عسو في دور سعيد.
  • خديجة بوزكري في دور للارحمة، أم حسناء وفدوى.
  • مليكة الفرجاني في دور فدوى.
  • فرح فاما في دور للا أمكلثوم أم فريد.
  • مصطفى ابريك في دور قويدر مساعد الحاج يوسف.
  • نوح المزيوي في دور إلياس ابن الحاج يوسف.
  • خولة بنزيان في دور صونيا.
  • عبد السلام الصحراوي في دور اعلي مسير الملهى الليلي للحاج يوسف.
  • سعيدة جبار في دور عيشة.
  • هاجر اليزيدي في دور الخادمة.
  • سعيد الحجوي في دور مروج المخدرات.  

التقنيون والمشرفون:

  • متابعة الإنتاج لدى القناة الأولى: كنزة الإدريس بخات – فاتن حوسة.
  • سكريبت: نعيمة الزياني.
  • الكاستينغ: عبد الرحمن بوزكري.
  • مدير التصوير: عبد الله المقدم.
  • مساعد كاميرا أول: حميد أكداش.
  • مساعد كاميرا ثاني: توفيق ايت باها.
  • كهربائي: محمد زريقة.
  • مساعد كهربائي: أحمد بناني.
  • آليات: رشيد العراصي.
  • مساعد الآليات: معاد المرابط.
  • تصميم الملابس: محمد الفلاحي – ليلى عكرمة.
  • مكياج: زهور بناني.
  • مساعد مكياج: سعيدة شلان.
  • الديكور: مصطفى اللولانتي – محمد أنور قدوري.
  • مهندس الصوت: محمد برادة.
  • بيرشمان: فؤاد زريول.
  • مونتاج: سليمان الشلح.
  • تصحيح الألوان والجينيريك: سليمان الشلح.
  • المحافظة العامة: خالد المايا.
  • مساعد محافظ: عادل الراكد – بوشتى العوني.
  • محافظ البلاطو: محمد السفياني.
  • الموسيقى التصويرية: أحمد الفقير.
  • تنفيذ الإنتاج: ماتريس ميديا.
  • مساعد مخرج أول: غزلان العزيز.
  • مساعد مخرج ثاني: مريم جبور.
  • كتابة وسيناريو وحوار: البشير الدامون.
  • إخراج: محمد الشريف الطريبق.

كعادة المبدع الروائي والسيناريست " البشير الدامون " فإن كتابته تظل دائما مطبوعة بتمثيل المرأة، والاهتمام بمصيرها، ووضع اليد على مكمن الخلل في العلاقة مع المرأة والتعامل معها، ويظل هذا العمل الدرامي الجميل هو كذلك علامة شاهدة على هذه الملحمة التي اختطها المبدع في الدفاع عن قضايا المرأة، والانتصار لبناء لحظات مشرقة في تحقيق الحرية، والسعادة، والموقع المشرف للمرأة.

في هذا العمل الدرامي يعرض السيناريست مع المخرج " للجناح المهيض " لامرأة تعاني أشد المعاناة في حياتها داخل حي بالمدينة العتيقة بتطوان شمال المملكة المغربية، هذه المرأة أو الصبية " حسناء " تعيش في بيت عتيق مع أمها " للارحمة "، وأختها الشابة " فدوى "، ومن أجل كسب لقمة العيش تمتهن " حسناء " وأمها صناعة الحلويات المغربية التقليدية الشهيرة بالبيت ومن ثمة تقومان ببيعها لمن يطلبها، وفي الغالب كانت " حسناء " تسلم الحلويات الجاهزة لدكان متخصص في الحي يشرف عليه " أحمد " الشاب الجامعي المكافح الذي تخرج بشهادة عليا ولم يجد الوظيفة المناسبة، ولذلك عمل في الدكان بائعا للحلويات الفاخرة، ومع مرور الأيام اكتشف أن بيع الحلويات عمل مناسب ومربح فنسي أمر الوظيفة، وأخلص لعمله، ومن كثرة تردد " حسناء " على دكان " أحمد" أغرم الشاب بها، وبدأ يعيرها بعض الروايات التي كان مولعا بقراءتها، فأحبت الشابة الجميلة هي كذلك الروايات وأقبلت على قراءتها بنهم كبير، واتخذتها مؤنسة لها، ومساعدة لها على تحمل تبعات الحياة المرة في المدينة العتيقة، حيث كانت تتعرض لكثير من المضايقات من طرف الشبان والرجال المتحرشين، وخصوصا " الكحشة " المجرم الذي كان يضايقها بشدة، ويعاكسها بانتظام خلال خروجها لقضاء أغراض الأسرة، أو خلال توجهها لتسليم الحلويات الجاهزة " لأحمد " في الدكان، ونفس الشيء بالنسبة " للحاج يوسف " المتصابي صاحب دكان بيع المنتجات التقليدية، وصاحب الملهى الليلي " كاباريه النار الحمراء "، بحيث رغم أنه متزوج من " نعيمة " ابنة الحي فإنه لم يكن يتورع عن اعتراض سبيل " حسناء " لكي يخبرها بحبه وإعجابه، وكانت كل هذه التصرفات والحركات التي تصدر من شخصيات الحي العتيق تضايق كثيرا الصبية الجميلة وتقلقها، وزادها الأمر قلقا، وعصبية، وإحباطا عندما قام " فريد " ابن " للا أم كلثوم " بالتخلي عنها وتركها رغم تواعدهما على الزواج.  

بالعمل الدرامي " ليالي الحي القديم "، تصدح الموسيقى التصويرية بالمقدمة وهي توحي بنوع من الاستعداد لإحداث رجة فنية لدى المشاهد والمتتبع، مع إثارة غير قليل من مشاعر الشجن والغربة، تنطلق حركة كاميرا " محمد الشريف الطريبق " وهي تتلمس أولى خطواتها في رسم بصمة لعمل فني متميز بانعطافة مرسومة بدقة وهي تمسح جدارا أبيضا محضا علامة على عذرية المشهد وإقباله على الولوج إلى عالم الشخصيات الدرامية منتقلا من الغياب إلى الحضور حيث الحركة والأحداث والإثارة، متوثبة نحو ركن معين وهي تنزلق فوق الجدار وتثبت فجأة حيث ظهرت شخصية تسير داخل زقاق بالمدينة العتيقة، " حسناء " الصبية الجميلة تجر وراءها عربة صغيرة محدثة بعض الضجيج المحتمل فوق الأرضية المبلطة، اعترض سبيلها مجرم الحي " الكحشة " بعد أن كان مستكينا إلى جدار مصبوغ بلون فاتح فيه كثير من الضوء والزهو، أخذ يتحرش بها، ويضايقها بكلام بائس، لقد كانت حركة بسيطة تتكرر يوميا عند كل خروج للفتاة من البيت، تركته الصبية وسارت في طريقها، دخلت إلى محل الحلويات الموجود بالحي حيث استقبلها " أحمد " بالترحاب، وبالبشاشة، وبكثير من الاهتمام والتركيز، سلمته الصبية بعضا من علب الحلوى الكرتونية التي أخرجتها من داخل العربة المجرورة، وقد تبين أن الحلويات طلب مخصوص من أصحاب عرس.    

تعود الفتاة " حسناء "، إلى بيت أهلها حيث استقبلت عند الباب صديقتها وجارة الأسرة " ليلى "، دخلتا معا إلى البيت، وطلبت منها " ليلى " العناية بأمها في غيابها لأنها سوف تشرع في نوبة عمل ليلية بإحدى المصحات الخاصة بالمدينة، وسوف يتبين فيما بعد بأنها كانت تشتغل ليس في إحدى المصحات وإنما مطربة بالملهى الليلي الذي يملكه " الحاج يوسف – كاباريه النار الحمراء "، انضمت إليهما " فدوى "، ثم وصل إلى البيت فجأة أخوهما " سعيد " عائدا من إسبانيا يجر أذيال الخيبة واليأس لأنه لم يتمكن من الحصول على وثائق الإقامة بديار المهجر.

في مشهد آخر تظهر " حسناء " وهي مستلقية على سريرها بالطابق العلوي للبيت وهي تتحدث عبر الهاتف مع " فريد " حبيبها الذي غاب عنها لمدة معينة، والذي يبدو أنه في طريقه لهجرها والتخلي عنها بإيعاز من أمه " للا أم كلثوم ".

بنفس الصيغة والوتيرة تتوالى مشاهد العمل الفني فتارة يقدم المخرج مشهدا عن الصبية " حسناء "، وتارة أخرى عن " ليلى " وهي تغني وتبعد عنها الزبائن والسكارى في الملهى الليلي، ثم مشاهد أخرى عن " الحاج يوسف " مع مساعده " قويدر " وهما يخططان ويرسمان كيفية تدبير الملهى الليلي وترويج الأقراص المخدرة، ثم مشاهد لمجرم الحي " الكحشة " وهو يهدد، ويتوعد، ومشاهد أخرى كثيرة لأسرة " الحاج يوسف"، وغيره من الشخصيات، مع تقديم كثير من اللقطات والمشاهد الخاصة بالصبية " حسناء " والمحيطين بها، والمرتبطين معها...

يحب المخرج كثيرا تقديم لقطات ومشاهد بانورامية عامة لمدينة تطوان المغربية ولبعض معالمها من فوق أو من تحت، حيث يمهد بواسطة العام للولوج إلى الجزئي والخاص، بحيث يقدم المشهد في عموميته ثم يشرع في تقطيعه من أجل تقديمه للمشاهد والمتلقي مقسما إلى أقسام قابلة للاستقبال والاستهلاك الدرامي لكي يتمكن من فهمها واستيعابها بسهولة ويسر، وتساعد هذه العملية المخرج على ضبط الإيقاع الضاغط للسيناريو حيث يتمكن من تصريف لحظات السيناريو الموزعة على المشاهد المرسومة عبر حركة الكاميرا بدون تعب أو عناء، وبدون إغفال لقطة أو مشهد قررهما السيناريو وتمت عملية برمجتهما ضمن حصة التصوير اليومي، في بداية انطلاق العمل عبر عملية بثه كان المخرج يوظف لقطات سريعة متتابعة يهدف من ورائها التعريف بالممثلين المشاركين مع عرض أدوارهم، وعلاقاتهم المترابطة، لقد كان بصدد تقديم الشخصيات للمشاهدين داعيا إياهم إلى المتابعة الجيدة قصد ضبط إيقاع العمل، وقصد استفزاز مشاعر المتلقي وتحريكها لكي تتواصل جيدا مع منحنيات العمل الدرامي، تاركا لكل مشاهد فرصة تمتين علاقته الفنية مع الشخصية التي يختارها والتي تنال إعجابه واهتمامه، ولذلك يقدم المخرج لقطات ومشاهد لكل شخصية على حدة في شكل فردي أو " بورتريه "، ويركز على قسمات الوجه لكي يعكس حقيقة الحالة النفسية التي تضطرم في أعماق الشخصية، وتنفث أنفاسا مخنوقة باليأس والإحباط، بعد ذلك عندما يتأكد المخرج من إحداث التأثير المطلوب، وعندما ينتهي من تقديم وعرض جميع شخصيات عمله الفني ينتقل إلى مرحلة أكثر احترافية ودقة، فيشرع في تخصيص مشهد مستقل أو لقطة، أو أكثر لكل شخصية لكي يفصل في طبيعتها، ومشاعرها، وحاجياتها، ويعود مرة أخرى لكي يقدم لقطات ومشاهد أخرى أكثر تعقيدا وإشباعا تجمع بين شخصيتين، أو أكثر، عارضا العلاقات التي تجمع بينها، والمصالح، والأغراض، والأهداف، والطموحات، وبهذا الشكل يتمكن من تحقيق التنامي في السرد السينمائي، فيعج العمل بالحركة، والصخب، والضجيج، وإنتاج الجمالية والمعنى معا...

وقدم المخرج " محمد الشريف الطريبق " كثيرا من اللقطات والمشاهد وهي مشبعة بالوظيفية، والدلالة، والمعنى، إذ لها تأثير بالغ في السياق العام، وفي الحلقة الواحدة، ويظل وجودها أساسيا وفاعلا في دعم العمل وإسناده، ويمكن أن نمثل لبعض هذه اللقطات بمشهد يظهر فيه " فريد " كئيبا وهو يدخل البيت، ويشرع في الحديث مع أمه " للا أم كلثوم " في أمر زواجه من ابنة خاله الذي تدخل لمصلحته لكي يحصل على وظيفة ويتم تعيينه في مدينته الأصلية. ثم مشهد تبدو فيه الصبية " حسناء " بحلة جديدة، وهي تتبع خطى " فريد " في أحياء المدينة، وانتهى بهما المطاف في إحدى المقاهي، وشرعا في الحديث عن مصيرهما، وانتهى الأمر بينهما إلى القطيعة، لقد فارقا بعضهما البعض، وكان هذا مشهدا دراميا بامتياز فيه كثير من الضبط، والتعبير المناسب. ثم لقطة أو مشهد آخر يظهر فيه " سعيد " أخو الصبية الجميلة وهو محبط يائس، فاستقبله " الحاج يوسف " ووعده بتشغيله، وبالفعل وجد له عملا في الملهى الليلي، نادلا يلبي طلبات زبناء الليل، وفي الملهى الليلي سوف يكتشف الشاب " سعيد " بأن " ليلى " جارتهم تشتغل مغنية في الملهى وهي تحاول جاهدة كتم سرها عن أهل الحي العتيق...

ويعمد المخرج إلى التنويع في هذه اللقطات والمشاهد، إذ منها الطويلة المشبعة التي تجعل المشاهد يستمتع كثيرا بالتفاصيل والجزئيات، والإضافات المهمة المساعدة على الفهم والاستيعاب، ومنها اللقطات والمشاهد القصيرة المركزة المنسجمة مع طبيعة السرد السينمائي الدقيق، والرصين، الذي اختاره المخرج " محمد الشريف الطريبق" واستفاده من طبيعة السيناريو المكتوب من طرف مبدع روائي محترف يعرف جيدا كيف يضبط الإيقاع المنسجم مع توجهات ورغبات المشاهدين، ولذلك كانت الرؤية الموظفة من طرف المخرج والسيناريست في العمل الفني تضع في اعتبارها طيلة عملية تصوير العمل مناسبة طبيعة نوعية السرد الفني مع طبيعة المتلقي والمشاهد.

في بعض الأحيان كان المخرج يعتمد على اللقطات والمشاهد الثابتة، المشبعة، الفردية منها " لحسناء " لكي يوضح نوعا ما بدقة مشاعرها، وطبيعة تفكيرها، عبر قسمات وجهها، وتعابير حركاتها. ثم صيغ انعكاس مكنونات نفسها في اللقطات الطويلة نسبيا وهي مصاحبة بموسيقى رقيقة، حزينة، وغناء، وشدو عميقين معبرين بكل امتلاء عن مدى الحزن، والشجن الكامنين في حياة الشابة المكلومة، ويعتمد المخرج كذلك على اللقطات والمشاهد القصيرة والسريعة، المتتابعة، والمصاحبة هي كذلك بموسيقى تحمل حزنا وشجنا، وتوحي بأن الأحداث توشك على النهاية، والانمحاء، حيث تظهر لنا في مظهر نزول مستمر، وضمور متواصل.

لقد أصبحت الحيرة تعم الجميع، والمشاكل تحاصر كل الشخصيات، وتلتف حولها وتصيبها بالجمود والشلل، لقد اتهم " فريد " بترويج الأقراص المخدرة واعتقل في الشارع، ويبدو أنه كان ضحية مكيدة مدبرة من " الحاج يوسف "، هذا الأخير أصبح يهدد " حسناء " إذا هي لم تستجب لنزواته، ثم... ثم كانت النهاية مأساوية بكل المقاييس، حيث توفي الابن الوحيد للحاج " يوسف "، المراهق " إلياس " في حادثة سير مؤلمة بعد أن كان يقود سيارة أبيه وهو في حالة سكر طافح، وحالة تخدير متقدمة...

" ليالي الحي القديم " عمل فني بديع، تطغى عليه بصمات المتعة والجمالية التي قام بنقشها، وصنعها باحترافية وإبداع كل من المبدع والروائي العربي الكبير السيناريست " البشير الدامون "، والمخرج المميز المتقن لصنعته " محمد الشريف الطريبق "، بمشاركة طاقم موسع محترف من الممثلين واالتقنيين والمشرفين الأكفاء، لقد استمتعنا كثيرا بالعمل الجميل، وبقي علينا أن نتساءل بكل رغبة ولهفة: ماذا يتبقى من الحكاية بعد انتهاء العمل؟

وسوم: العدد 976