يا أم الصابرين

إبراهيم خليل إبراهيم

إبراهيم خليل إبراهيم

[email protected]

 الأحداث التي تعيشها مصر منذ يناير 2011 وحتى الآن كشفت من يعمل لصالح الوطن ومن تآمر عليه وسوف يذكر التاريخ مابقيت الحياة بكل عزة وكرامة كل المخلصين،وسط تلك الأحداث جلست مع نفسي متأملا ومتألما،فجأة سمعت أغنية الفنانة شادية (يا أم الصابرين) تبث عبر الإذاعة،حبست الدموع وترحمت على روح صاحب هذه الكلمات الشاعر القدير عبد الرحيم والذي رحل إلى الدار الآخرة في 28 أغسطس عام 1984،وهو من مواليد محافظة قنا وفي طفولته تأثر بأمه الحاجة زينب بنت الشيخ إسماعيل الخلاوي وهى تنشد أمام الفرن أثناء إعداد الخبز ،كان اكتشافه شعريا عن طريق الكاتب الصحفي لويس جريس خلال بحثه في الصعيد عن المواهب وتقديمها في مجلة صباح الخير بعنوان (المعذبون بالفن) وانطلق عبد الرحيم منصور من القاهرة وأذيعت أشعاره في الإذاعة ونشر ديوانه الأول الرقص ع الحصى في أواخر الستينات وقدم الشاعر عبد الرحيم منصور مع كبار الملحنين الكثير من الأغنيات لكبار المطربين والمطربات منهم:عبد الحليم حافظ وصباح وشادية ومحمد رشدي ونجاة وعفاف راضي وفايزة أحمد ووردة والمجموعة وميادة الحناوي وعايدة الشاعر ومحمد حمام وعلي الحجار ومحمد منير وعماد عبد الحليم وعمر فتحي وسوزان عطية وأنغام وعمرو دياب وعلى الحجار ومدحت صالح ومحمد ثروت ووليد توفيق،ومن الأغنيات التي كتبها الشاعر عبد الرحيم منصور أغنية (يا أم الصابرين) ولحنها الموسيقار بليغ حمدي وغنتها شادية غنتها  شادية بعد نكسة 1967 ثم غنتها  في حفل بسينما ريفولى عام 1971 ومن كلماتها نذكر:

يا أم الصابرين تهنا والتقينا

يا أم الصابرين ع الألم عدينا

يا مصر يا أمنا يا مصر يا أرضنا

يا مصر يا حبنا يا مصر يا عشقنا

مشينا وجينا للأمل عدينا

يا ورد الحرية يا مضلل علينا .                   

يعد الشاعر عبد الرحيم منصور من أوائل الشعراء الذين كتبوا لنصر أكتوبر العظيم ففي الساعة الثانية ظهر يوم 6 أكتوبر عام 1973م الموافق 10 رمضان 1393هـ تواجد الملحن بليغ حمدى مع الشاعر عبد الرحيم منصور فى مبنى الإذاعة والتليفزيون وعندما علما باندلاع المعارك سارع الشاعر عبد الرحيم منصور بكتابة باسم الله..الله وأكبر مستعينا باسم الله الذي يستهل به كل مسلم عمله وبسرعة لحن الموسيقار بليغ حمدي الكلمات حتى تذاع عقب خبر الانتصار والعبور،وهو ما أضطر بليغ حمدي لتشكيل كورال يتكون ممن كانوا موجودين وقتها فلم يطق انتظار مجيئ أحد الفنانين،فشكل كورال جماعي يتكون من بليغ نفسه وعبد الرحيم منصور ووجدي الحكيم وبعض العمال الموجودين في المبنى وقتها وتمت الإذاعة بهذا التسجيل على مدار 4 أيام حتى سجلتها المجموعة وفي اليوم الثاني لنصر أكتوبر تصدرت صفحة الأهرام افتتاحية الكاتب الكبير توفيق الحكيم بعنوان (عبرنا الهزيمة) وبالمصادفة قرأها بليغ حمدي وكان بجواره عبد الرحيم منصور ووجدى الحكيم فهمس وجدي في أذن بليغ بأن يحول ومعه عبد الرحيم منصور الافتتاحية لأغنية وفى لحظات تمت الأغنية واتجهوا لمكتب توفيق الحكيم في جريدة الأهرام للحصول على موافقته فوافق وخاصة بعدما علم أنها ستكون بصوت الفنانة شادية وبعد خروجها للمستمعين والمشاهدين أثنى توفيق الحكيم عليها الأغنية بعدما سمعها وشاهدها ووجه رسالة للمسئولين قائلاً:حافظوا على بليغ حمدي.

من أغنيات الشاعر عبد الرحيم منصور نذكر أيضا:قومي يامصر وأمي  وع الجسر العالي وياطير الشوق وفين حبيبي وحبيبي يامتغرب وبالأحضان خدينا ولمين ياقمر وتساهيل وعطاشا والمواني وجرحتني عيونه السودا وتغريبة وسكة واحدة ولو سألوك وسكة العاشقين وحبينا واتحبينا وعلى قد ماحبينا وقولنا وشجر الليمون وحدوتة مصرية وياأماه وأنا أحبك ومايهونش عليا أسيبه وجابلك إيه ياصبية ودوري دوري وتتاقل بالمال وألوان وناس قبلينا راحوا وياعينى على الصدف كما وضع سيناريو وحوار وأشعار فيلم الزمار وأغنيات فيلم حدوتة مصرية،وكان الشاعر عبد الرحيم منصور يكره النوم ويفضل السير على الأقدام مسافات طويلة  ويكتب أشعاره وأغانيه على المقاهي ومن أشعاره ورباعياته نذكر قوله:

لو تدق الدنيا بابك بالمحبة..افتحلها

وانسى كل اللي جرالك منها يوم..واضحكلها

إيه هتاخد منها..قوللى ..غير عسلها ومرها

دي القلوب الصابرة..ربك راح يعوض صبرها.

قي 28 أغسطس عام 1984 رحل الشاعر عبد الرحيم منصور عن الحياة الدنيا إلى دار الخلود،وهكذا رحل جسده وبقى حبه لمصر الحبيبة فرحمة الله على روحه.