اختتام مهرجان الفيلم السينمائي النمساوي العالمي (دياكونالى) 2013

اختتام مهرجان الفيلم السينمائي

النمساوي العالمي (دياكونالى) 2013

بدل رفو المزوري

[email protected]

إختتم المهرجان السينمائي العالمي للأفلام النمساوية (دياكونالى) لعام 2013 في غراتس النمساوية الذي استغرق 6 أيام من 17 لغاية 22 مارس2013. اقيم الاحتفال الافتتاحي الكبير للمهرجان في قاعة الاحتفالات الكبيرة (ليست) وحضر الحفل كبار الساسة والفنانين والاعلاميين وابطال الأفلام. تنوعت الافلام المشاركة في المهرجان بين الافلام الروائية الطويلة والقصيرة والافلام الوثائقية الطويلة والقصيرة بالاضافة الى الافلام المبتكرة ومن شروط المشاركة في هذا المهرجان: ان يكون المخرج والتمويل نمساويا. ترأس المهرجان ومنذ اعوام (بربارا بيخلير) الذي يقام سنويا في مدينة غراتس النمساوية وفي الحفل الاحتفالي حيث اعتلت الخشبة وشكرت الحضور ورعاة المهرجان وكلمة مقتضبة حول دور السينما النمساوية الفعال في اوربا والعالم واضافت كلمتها الجميلة القاً اكثر الى جمالها الفتان وقامتها الهيفاء.وعلى هامش الحفل الافتتاحي بدأ المهرجان بتقديم عروضه وكان العرض الافتتاحي للمهرجان بفيلم (الامل) من ثلاثية (الجنة) للمخرج (اولريخ سايدل) والفيلم من انتاج فرنسي، الماني،نمساوي مشترك ومدة عرضه استغرق 91 دقيقة وقد قام المخرج مع الكاتبة (فيرونيكا فرانس) بكتابة قصة الفيلم .ثلاثية الجنة يضم الامل والحب والعقيدة. قصة فيلم الامل يعرض حياة المراهقات والمراهقين حين يغيب دور الاولياء في النمسا والفيلم اشبه ما يكون قد خصص للمجال التربوي والتعليمي ويحكي قصة مراهقة اسمها(ميلاني) وبينما تسافر والدتها الى (غينيا)، تترك طفلتها المراهقة في مخيم مع مجموعة من المراهقين والمراهقات ويدار المخيم بصرامة من قبل مدرس الرياضة وحيث التمارين البدنية القاسية، المخيم مزيج ما بين التربية البدنية والتغذية والاختلاط والمشورات وتبدأ حكاية الفيلم باول قصة حب للبطلة المراهقة ميلاني بطبيب المخيم الذي يبلغ من العمر40 عاما الذي بدوره يدير المخيم بكل صرامة وبالرغم من ان الطبيب يعدو وراءها ايضا وخاصة في الغابة إلا انه لا يريد ان يشعر بتأنيب الضمير.. الجنة في مخيلة وتصور ميلاني ليست كما كانت وكان تصورها في غير محله وبعد انتهاء العرض اعتلى الممثلون الخشبة مع المخرج وصفق الجمهور لهم كثيرا. في الليلة الاولى وعلى هامش العرض الاحتفالي تم تكريم الفنانة النمساوية(ماريا هوفشتيتر) بجائزة المهرجان الكبيرة لمساهمتها في نشر ثقافة السينما النمساوية وعلى مشوارها الطويل مع السينما وقال الممثل وعضو لجنة تحكيم المهرجان (ميخائيل فوئيت) بان الفنانة ماريا انسانة متواضة ومبدعة ومحبة وقريبة من الشعب والقلب وهي انسانة رائعة قبل ان تكون ممثلة ناجحة وصفق لها الجمهور كثيرا.

لقد كان المهرجان متميزاً نظراً للنجاح الذي حققته السينما النمساوية وابطالها في العالم مثلا الممثل النمساوي (كريسستوف فالس) وجائزته عن فيلم (جانكو) والمخرج (ميخائيل هانيكي) عن فيلم الحب والذي عرض في المهرجان بالرغم من ان عرضه ومنذ شهور مستمر في الصالات النمساوية. دور عرض كثيرة عرضت افلام المهرجان وهي (آنين هوف) بصالتين،(شوبارت) بصالتين، (رويال) بصالة واحدة،(ريخت باور) بصالة واحدة .

شكرت رئيسة المهرجان (بربارا بيخلير) رعاة المهرجان من المؤسسات الحكومية والاهلية والشركات والصحف إذ لولاهم لما رأى المهرجان النور. عرض المهرجان مجموعة افلام جديدة لم تعرض بعد في صالات السينما النمساوية والعالمية، ملأت اعلام المهرجان المدينة القديمة ولصق شعار المهرجان بقطارات الشوارع والباصات وغرس العلم ايضا على قمة جبل القصر الذي يقع في مركز المدينة. تم توزيع جوائز مسابقة افضل النصوص السينمائية وتحت اسم جائزة (كارل ماير) وهي جائزتان تشجيعيتان وقيمتهما 22 ألف يورو.من الافلام الروائية الطويلة عرضت الافلام الجميلة والتي تخطت حدود النمسا وطرقت ابواب كوردستان والشرق وبلاد الربيع العربي  ومن هذه الافلام..الدم الذهبي، جمالك لا اهمية له للمخرج الكوردي حسين تاباك،حرارة الجواهرـ للمخرج بيتر كيرن، الذهاب الى الشاطئ ـ فيلم نفسي يعرض مأساة طالبة في صراع كبير مع النفس والطموح في وقت واحد وهي تبلغ من العمر 28 عاماً من اجل ان تكمل بحثها العلمي للتخرج من الجامعة  بكل ما يلاحقها من مشاكل نفسية وحالتها المادية السيئة ويصل بها الامر ان تبيع جسدها كي تعرض نفسها على طبيبة نفسية. الغالبية من الافلام النمساوية تطرق ابواب المشاكل النفسية .فيلم لمعان النجوم للمخرجين (تيزا كوفي و راينر فريمل)، فيلم أضداد الحدود للمخرج (فلوريان فليكر) بالاضافة الى فيلم الحب للمخرج النمساوي (ميخائيل هانيكي) الذي يعرض منذ شهور ولكنه يظل مركز ثقل المهرجان.

الافلام الوثائقية الطويلة والقصيرة طرقت ابواب الشرق من تركيا الى كوردستان وماليزيا وليبيا وبلدان الربيع العربي ومنها فيلم ليبيا حرة للمخرج (فريتز اوفنر) وهو يصور مظاهر الحرية والثورة الليبية استغرق عرض الفيلم 73 دقيقة واما الفيلم الروائي القصير للمخرجة الكوردية الشابة كوردفين ايوب وهي من مواليد دهوك في كوردستان العراق وتدرس في اكاديمية الفنون الجميلة في فيننا وهو تصور اجازة عائلة الى الوطن والشوق والحنين للبلاد التي قدم منها اهلها... أيام وليال عاشتها مدينة غراتس في شهر مارس البارد للنمساويين ولكن دفء الافلام وحرارة الابطال منحت المدينة دفئا من نوع آخر ويعد هذا المهرجان للغراتسيين نافذة على النمسا والعالم السينمائي.