الفن في لوحات كتاب الـ"شرف نامه"

الحلقة الأولى:

الفن في لوحات كتاب الـ"شرف نامه"

المؤلف: عبدالرقيب يوسف الزفنكي.

ترجمة: دلاور زنكي.

الفن في لوحات كتاب الـ"شرف نامه"[1]

ليس الغرض من تحرير هذه الكتابة أن ننوه بكتاب الـ"شرف نامه"، ونزعم أنه أهم كتاب وِضع في تاريخ الأكراد منذ قرون خلت وحتى أيامنا هذه. ونقول: إنه تُرجم إلى اللغة التركية والعربية والروسية والألمانية والكردية، ولكننا نرغب- لدى كتابة هذه السطور- في اتخاذ النسخة "المخطوطة" المكتوبة بخط يد المؤلف الفاضل "شرف خان البدليسي" موضوعاً لبحثنا هذا، وأن تكون الرسوم الداخلية في هذا الكتاب محور حديثنا. وكانت الغاية من العثور على هذه النسخة "المخطوطة" في مكتبة: بودليان- أكسفورد" المحفوظة تحت الرقم /312/، هي نسخ اللوحات واقتباسها حتى نستطيع دراستها، ونجد فيها أثراً من الفنون الكردية كالرسم والنحت ليكون أول مدماك يترسخ عليه بنيان كتابة تاريخ الفن الكردي.

وفي الحقيقة سعيت في سبيل انجاز هذا العمل الجليل منذ أكثر من خمسة عشرة عاماً على أقل تقدير، وذهب بي الفكر إلى تلك الرسوم المتناثرة في بطون الكتب وإلى المنحوتات والرسوم التي نفذها فنانون أكراد في داخل كردستان لمعرفة أنواعها والمدارس التي تنتمي إليها هذه اللوحات والتماثيل سواء كانت الأعمال منفذة على المعادن أو الحجر أو الخشب أو أية مادة أخرى، وسواء إن كانت عائدة إلى القرون الوسطى أو أُنجزت بعد تلك الحقبة. فإذا أخضعنا هذه الأعمال للدرس والتمحيص لاستطاعت نتائجها أن تمنحنا أساساً للفن الكردي.

في المرة الأولى نسقت آرائي وملاحظاتي عن تاريخ الفن الكردي ونشرتها في كتابي تحت عنوان: "نداء إلى المفكرين الكرد.." وتحت عنوان: "الرسم والنحت لدى الأكراد" أسهبت في الكتابة في بحث شديد الخصوصية. في الصفحة /102-122/ تحدثت عن مواضيع الحضارة والفولكلور الكردي. وفي كتابي "حضارة الدولة الدوستكية" -الجزء الثاني- الصادر عام 1975م، تحدثت عن هؤلاء الفنانين، عن رسوم الفنان: "مهران بن منصور بن مهران، و الفنان المهندس الميكانيكي "بديع الزمان" بن إسماعيل الجزيري الذي كان يُعرف باسم: ابن الرزاز الجزري(1). وهذان الفنانان أخرجا أعمالهما إلى حيز العيان والمشاهدة في أوساط "دياربكر" في القرن السادس الهجري "الثاني عشر الميلادي" ولقد عاش ابن الرزاز زهاء عامين من القرن السابع الهجري. ولقد شاهدت تلك الرسوم التي نفذها طبيب من أهل ماردين في الكتاب الفلكي "سورة الكواكب الثمانية والأربعين" للمؤلف "أبو الحسن عبدالرحمن بن عمر الصوفي الرزازي، وكان ذلك في صيف عام 1977م عندما زرت "المكتبة السليمانية في استانبول. إن الرسوم (إنجيل طفولة يسوع) الموجودة في فلورنسا هي من أعمال طبيب من أهل "ماردين" نفذها في القرن الثالث عشر الميلادي. وفي هذا الكتاب تحدثنا- خطأ- عن أمير "بدليس" شمس الدين بن ضياء الدين الروشكي بصفته رساماً. وفي الحقيقة فإن هذه الرسوم موجودة في مخطوطة "منافع الحيوان" لـ"عبيدالله ابن بختيشوع" طبيب الدولة الدوستكية الكردية الذي لم يرد ذكره في مخطوطة مكتبة "مركان" في نيويورك رقم (500 M) لأن عبارة "برسم شمس الدين بن ضياء الدين الروشكي" كان مدوناً على الكتاب المخطوط وعلاوة على ذلك فقد دخل هذا الكتاب إحدى مكتبات القرن الخامس عشر حيث وُجد آنذاك جمع غفير من الفنانين الذين كانوا يرسمون الصور للسلطان محمود غازاني بن هولاكو.

في كتاب (النداء...=بانكوازك...=Bangewazek….) الصفحة 102-103 تحدثنا عن مهران وابن الرزاز، وغايتنا من محمد بن يوسف بن عثمان حسن كيف هي أن رسوم النسخة المصورة التي تحمل الرقم /3472/ في كتاب:" الجامع بين العلم والعمل في صناعة الحيل" هي من أعمال ابن الرزاز الجزيري. وفي الوقت نفسه فإن كتاب تاريخ الفن الإسلامي يعزون هذه الأعمال إلى ابن الرزاز. لأن محمد بن يوسف كان قد قلد جميع رسومه وبعض تلاميذه كما اعلم.

في ذلك الرسم يبدو ثلاثة رجال آليين (الإنسان الآلي) وبعض الأدوات الميكانيكية التي اخترعها الميكانيكي ابن الرزاز(2) وتوجد كذلك بعض المعلومات عن "مظفر بن حسين الحسن كيف" الذي كان موسيقياً ورساماً، وحتى الآن لا نعرف أين هي رسومه الأصلية.

يقول مؤرخو الفن الإسلامي: وُجدتْ في القرون الوسطى في شمال "الموصل"- أي في كردستان- مدرسة فنية. وفي رسوم مهران وابن الرزاز وفنانين آخرين من وسط كردستان تتجلى لنا أسس فنية خاصة.. كما تتجلى فيها في الوقت نفسه الاتجاهات الفنية البيزنطية. إن الدكتور: حسن باشا يضفي على هذه الأعمال صفة: أسلوب دياربكر "في الرسم"(3). وفي الصفحة/115/ من كتاب: (Bangewazek) نوهنا بأن بعض المنسقين والنقاد يجعلون أسلوب فناني دياربكر أساساً للمدرسة الفنية لرسامي بغداد، حتى أن أعمال "مهران" وابن الرزاز جعلت قاعدة للرسم لدى هؤلاء الفنانين المتأخرين وهي المدرسة الشعبية للفنون الكردية في الوقت نفسه بشكل خاص. وأسلوب فذ ومستقل. ويجب أن لا ننسى أن مدناً مثل "جزيرة Cizîrê" و "سيرت Sêrt" و "ماردين Mardîn" وبعض الأمكنة الأخرى كانت تقع في مناطق "دياربكر" في عهدها ذاك. ولهذا- حيث أن مدرسة فناني بغداد مؤسسة على قواعد فناني منطقة الـ "جزيرة Cizîrê" التي تضم بين جوانحها دياربكر Diyarbekir وصولاً إلى "الموصل Mûsil" وقد أُتخذ بالدرجة الأولى أسلوب مهران وابن الرزاز ركناً وأساساً، وقد قال بعض الأشخاص عن هذه المدرسة إنها: "مدرسة رسامي الـ"جزيرة" وأطلقوا عليها اسم "بغداد"، حسب ما زعمه الدكتور: زكي محمد في مجلة "سومر" في العدد: (11) الصفحة (1).. ولهذه الغاية أرسلت كتاباً إلى الدكتور السيد خالد الجادر عله يوضح لي هذه المسألة، وأرسلت كتاباً آخر إلى شاكر حسن.. إلا أنني لم استلم سوى رسالة من الدكتور: خالد في 25/10/1976م، وعدني فيها أن يبعث لي جواباً فيما بعد، وهؤلاء الذين ذكرتْ أسماؤهم هم أساتذة الفن.

وكذلك فإن رسوم مخطوطة الـ "معرفت نامه" لإبراهيم حقي أرزرومي لها علاقة بهذا البحث.

إحدى المخطوطات التي نفّذها فنانون من كردستان موجودة في نسخة جامعة-بكر أفندي- الموصل. وفي هذه المخطوطة رسوم كثيرة تعبّر عن مواضيع متنوعة مثل "عالم اللاهوت" و "العرش والكرسي" و"عالم الأرواح" و"الجنة" و"جهنم" و"الكسوف"  و"الخسوف" وغير ذلك من المواضيع.(4)

لو أن أعمال الفنان الأمير الكردي عفـدال خان بن ضـياء

الدين بن المؤرخ شرف خان وقعت بين أيدينا لألقت الضوء على جوانب أخرى من فن رسامينا الكرد. يُعد عفدال خان فناناً كردياً لأنّ له جهداً كبيراً في تنفيذ تلك الرسوم.

يقول "أوليا جلبي" الذي أمضى أربعة عشر يوماً في ضيافة "عفدال خان" وقد عاين أعماله الفنية قريباً منها عن كتب: "إن عفدال خان شخص فنان، فهو خطاط ورسام ونحات" ومما لا شك فيه أن "أوليا جلبي" وهو الصديق الحميم للأكراد قد شاهد تلك الرسوم وتحدث عنها كما تحدث عن تلك اللوحات: ولكن –وا أسفاه- فإن جميع الأعمال الفنية و/76/ والستة والسبعين كتاباً التي نسخها عفدال خان إضافة إلى /105/ مائة وخمس رسائل مهمة قد ضاعت. أو أنها أتُلفتْ.

في 1065هـ/1655م أقدم "ملك أحمد باشا" والي "وان Wan" على نهب ممتلكات ومكتبة عفدال خان وخزائنه. هذه المكتبة التي كان المؤرخ شرف خان قد أرسى دعائمها وأسسها. وكان "أوليا جلبي" قد كتب بيده جدولاً بأسماء مؤلفي تلك الكتب وعناوينها ومما لا شك فيه أن ألاف الكتب النفيسة النادرة كانت ضمن هذه المكتبة.

كان كثير من هذه الكتب تبحث في حضارة ومدنية تلك المدينة. وكان عفدال خان قد نسخها بخط يده عندما كان عمره يناهز السبعين. يستمر "أوليا جلبي" في هذا الصدد قائلاً: "يعد عفدال خان فريد عصره ووحيد زمانه في العلوم والفنون والفلسفة وفي علم الآثار والسِيَر... وكان علاّمة في الفقه والأمور الدينية.. إنه طبيب ماهر حاذق ونطاسي عظيم لا يجاريه "جالينوس".. كان بارعاً في علم الكيمياء والسيمياء،.. يشفي العيون من "الرمد" و "الماء الأبيض" ويزيل عنها "الغشاوة البيضاء" بعملية جراحية.. كان عفدال خان يصنع السيوف والرماح.. وكان مهندساً،.. وكان نابغة في صناعة الساعات... فقد صنع الساعات ذات الأجراس للتنبيه إلى الوقت واليوم والشهر والسنة، كما صنع ساعة ضئيلة الحجم ثبتها داخل خاتمه... وفي الغناء والموسيقى يعجز المرء عن وصفه... كان يجلس بين أربع آلات موسيقية ويقرع عليها جميعاً في وقت واحد مثيراً للدهشة. وكان يجيد الحياكة والنسج والعمل على النول. ويصنع أنواعاً من السجاجيد.

عندما وصل السلطان مراد إلى "بدليسBedlîs " ورأى براعته في هذا الأداء الموسيقي كافأه بأن منحه جباية "موشMûş " . أهدى إلى ملك أحمد باشا سجادة صنعها بيده، من ذاك الطراز الذي لا يصنع إلا في مصر وأصفهان. وأهدى إلى السلطان فيما بعد سرجاً للخيل مطرزاً ومزخرفاً بطريقة عجيبة.(5)

يندر أن يوجد في التاريخ عبقري فذ على شاكلة عفدال خان. ولا نحسب أنّ هناك مكاناً توجد فيه أعمال لعفدال خان سواء كانت هذه الأعمال أدبية وعلمية أو فنية فقد تكون هذه قد أتلفت وأزيلت في غضون أيام الحرب التي شبت بينهم وبين: ملك أحمد باشا.

في صيف عام 1977م سافرت إلى "بدليس Bedlîs" وزرت عادل بك شرف خان فلما سألته عن هذه المسألة قال لي:

-وكان في تلك الأيام علاوة على تدوين كتاب عن "بدليس Bedlîs" "لا يعرف أي شيء عن أعماله قط، ولكنني سمعت أنّ له ديوان شعر وهذا الديوان كان موجوداً في "دياربكر Diyarbekir ".. ثم استأنف قائلاً: "كان اسمه المستعار "عادل" وكان يدعى "كه ز خان Kejxan" أيضاً.. بسبب ثورته على الدولة العثمانية وخروجه إلى الجبال".

سألته أن يدلني على ضريحه إلا أنه قال: "ليس له ضريح في "بدليس" لأن عفدال خان أعدم في استانبول". وبعد عودتي أرسل لي عادل بك كتاباً يقول فيه عن هذا الموضوع: "في عام 1068هـ أعدم عفدال خان". لذلك أقول: ليس من المستبعد أن يكون عفدال خان قد تعلم فن الرسم على يد شرف خان، لأن عفدال خان كان في السابعة عشرة عندما توفي "شرف خان"؛ وفي ذلك العهد كانوا يسعون إلى تعليم الصغار وهم في السنة الرابعة وهذا الاحتمال أمر معقول ومنطقي ينسجم مع شخصية طفل نابغة مثل "عفدال خان". ويسعنا القول أن عفدال خان ثابر على الدرس مدة أربعة عشر عاماً في أواخر حياة شرف خان وربما كان شرف خان بنفسه يعلمه. والجدير بالذكر أنني وجهت رسائل كثيرة إلى المكتبات والمتاحف المشهورة جداً، ولكنني حتى الآن لم أتلق منها أي رد.

إن هذه النسخة المخطوطة من كتاب الـ"شرف نامه" مكتوبة بخط يد "شرف خان البدليسي" نفسه، لأننا نقرأ في الصفحة الأخيرة هذه العبارة:

"وقع تحريره وتصحيحه وتنقيحه علي يد مؤلفه الفقير ومصنفه الحقير المحتاج إلى رحمة الله الملك الباري شرف بن شمس الدين الأكاسري حفظه الله تعالى عن زلات القلم وهفوات الرقم في سلخ ذي حجة سنة خمس وألف من الهجرة النبوية صلى الله عليه وعلى أله التحية تمت".يامأ

وهذه النسخة منفذة بكثير من الدقة والأناقة والوضوح.

والمخطوطة لم يسقط منها شيء باستثناء الصفحة الأولى، وربما كان العنوان مدوناً عليها وكذا اسم المؤلف وتفاصيل أخرى من هذا القبيل. وهي تختلف عن النسخة القديمة الأولى، أما النسخة الجديدة، فهي كالنسخة الأوروبية.

الصفحة الأولى من مخطوطة "شرف نامه"

لقد دُوِّن في أعلى القسم الأول من الصفحة الثانية ضمن نقوش "شرف نامه تاريخ كردستان". وعلى الرغم من أن هذه الكتابة قد محيت، فإنها تبدو من شكل الكتابة في هذه النسخة أنها جديدة ولم تكن موجودة في أيام نسخ مخطوطة شرف خان. وربما كانت هذه العبارة موجودة في الصفحة الأولى ثم جاءت كتابتها مكررة على الصفحة الثانية.

هذه النسخة مؤلفة من /247/ صفحة، تضم جزئي الـ"شرف نامه" وهي مكتوبة باللغة الفارسية. القسم الأول يتألف من /155/صفحة تبحث في تاريخ الأكراد، ترجمها الأستاذ هجار مكرياني إلى اللغة الكردية، وفي عام 1973م أصدرتها كلية المعارف، كلية "أكاديمية العلوم". والجزء الثاني يبدأ من الصفحة /155/ حيث ينتهي الجزء الأول. وقد اختتم شرف خان كتابه بهذا الاسم وسمى هذا الجزء "الخاتمة". وهو يحتوي على أخبار سلاطين الدولة العثمانية ومن يحملون ألقاب "الباشا"، من الإيرانيين والطورانيين الذين عاصروه وعاصرهم. وقد عاش "شرف خان" ردحاً من الزمن في كنف السلطان: محمد خان بن السلطان مراد الثالث (1595م-1603م).. وقد حررّ هذا الجزء برغبة من السلطان. وذلك واضح في الصفحة (155-156).

يبدأ الجزء الثاني بتاريخ الأحداث والواقعات منذ 689هـ /1290م، وانتهاء بحدث وقع في الربع الأخير من شهر ربيع الأول عام 1005هـ/تشرين الأول عام 1596م، حيث جرت حرب بين السلطان محمد خان والسويسريين (الأوروبيين)، الصفحة /246/. وهذا الجزء مؤلف من /316/ صفحة وفيه يتحدث عن تاريخ الدولة العثمانية. وقد أقرّ شرف خان نفسه بهذه الحقيقة.

لذلك فإن الدكتور كمال مظهر أحمد قد أخطأ في كتابه "التاريخ"  حيث يقول في الصفحة /110/ مايلي:

"إن الجزء الثاني من كتاب الـ"شرف نامه" يتحدث عن الأحداث التي جرت في أثناء أعوام /1287-1587م/ (686-997هـ).

خاتمة تاريخ كتابة الـ"شرف نامه"

وردت في ذيل الصفحة الأخيرة لهذا المجلد كتابة /13/ الثالث عشر من شهر آب عام 1597م /"نهاية شهر ذي الحجة عام 1005هـ" وهذا يوحي إلى المرء بأنه تاريخ الانتهاء من كتابة جزئي الـ شرف نامه. وفي الحقيقة فإن الأمر ليس كذلك، فهذا الوقت هو تاريخ الانتهاء من كتابة الجزء الأول، وليس الجزء الثاني. والدليل على ذلك أن الكاتب كان قد أنهى الجزء الأول في هذا التاريخ وهو تاريخ بداية كتابة الجزء الثاني، لذلك فإن سطوراً من الجزء الأول والجزء الثاني مقرونة في صفحة واحدة.. أي أن سطور الجزء الأول والجزء الثاني كتبت متلاحقة ومتعاقبة. حتى أن عنوان الجزء الثاني مكتوب في الصفحة الأخيرة من الجزء الأول على الصفحة نفسها وفي اليوم نفسه يوم الأربعاء نهاية شهر ذي الحجة.

1-إن مؤلف الـ شرف نامه جعل الجزء الأول منه أساساً لبحثه في تاريخ كردستان. وجعل الجزء الثاني أساساً للبحث في تاريخ الدولة العثمانية. ولهذا فإنَّ تاريخ الانتهاء من كتابة الجزء الأول من الـ"شرف نامه" قد طبع في الصفحة الأخيرة من الجزء الأول والجزء الثاني.

2-لهذا فإن هذا التاريخ إضافة إلى التاريخ نفسه أي /1005هـ/ الذي دوّن مراراً في الجزء الأول، جُعل تاريخ خاتمة بعض الإمارات والانتفاضات التي قام بها أمراء الأكراد، التي جرت في إمارة فينيكFinik  وأكيلEgîl  وأردلان Erdelan . وقد كنا نتمنى أن لا يكون شرف خان قد فعل ذلك ودوّن لكل جزء تاريخه الخاص فقد ترك الجزء الثاني خلواً من التاريخ(6).

إن المقصود بتاريخ عام 1005هـ هو السنة الأخيرة التي تمت فيها كتابة الـ"شرف نامه" بشكل نهائي منقح كامل التهذيب والأناقة والمعلومات، وليس من شك في أن "شرف خان" أمضى أعواماً طويلة من الجهد والبحث والسؤال حتى استطاع تدوين الجزء الأول من الـ"شرف نامه". وقد يسعني القول إن المؤلف قد حصل على 70% سبعين بالمائة من مادة الكتاب، من أفواه الناس ونقلها من شفاه أمراء الأكراد، سواء حين إقامته في بدليس أو في إيران، ولاسيما حين إقامته لدى الشاه إسماعيل الثاني وكان طيلة مدة تأليف كتابه منهمكاً في الشأن الكردي وأحوال الأكراد. يقول شرف خان في مقدمة كتابه الـ"شرف نامه" وفي أمكنة أخرى إنه لم يطلع على كثير من المصادر التاريخية لهذه المعلومات ولكنه استقاها مشافهة من أفواه أناس كثيرين فأثبتها في كتابه وأنقذها من الضياع. وفي وقتنا الراهن-نحن  أيضاً- نستطيع تقصي الحقائق وجمع المعلومات كي نساهم في جزء من تاريخنا الكردي فإن القسم الأعظم من التاريخ كتب على هذا المنوال، أي عن طريق السرد القصصي والروايات.

إن جميع المعلومات عن الحاكميات والإمارات الكردية التي لم تتوفر في مصادر كتابه نقلها المؤلف عن أفواه الأمراء الأكراد أو العامة من الناس.

(يتبع)

               

[1] الفن (الرسوم) في لوحات كتاب الـ"شرفنامه".