لم الشمل بالفن ولغة حوار

في شفاعمرو:

لم الشمل بالفن ولغة حوار!

ميسون أسدي

[email protected]

**في شفاعمرو تفرقت المدارس، وتفرق الطلاب كل على حسب حاراتهم ومذاهبهم**مشروع فني يشمل (4) فروع في مجال الفن: المسرح، الموسيقى، الرسم والأشغال اليدوية**يجمع المشروع (50) طفلا وطفلة ونخطط أن نصل إلى (500) مشارك في المستقبل**راهبات الناصرة ومدرسة ج ومدرسة العين حضنوا المشروع** نديمة قرمان، ميخائيل حلاق، ربى بلال رمسيس قسيس لهم الدور الكبير في الحوار**

*بدأت جمعية "سوا" بمشروع "الفن لغة الحوار" في 14/4/2008 وسيواصل مسيرته الفنية حتى شهر تشرين الثاني القادم، وعدد المشاركين فيه (50) طفل وطفلة من سن (9-12) عاما ويأتون يوم الاثنين والخميس للفنون ويوم الأربعاء للمسرح ويتم العمل معهم بشكل مكثف ليبلوروا وينتجوا مشاريع نهائية..

ويقول مدير الجمعية، الفنان رحيب حداد: إذا كان هناك منتج وافر كما كان في السنة الماضية، سنعمل على إقامة معرض يشمل جميع أعمالهم وسيتم نقل المعرض أمام المدارس المشاركة، هذا مشروع سنوي، للسنة الثانية على التوالي نعمل على تحضيره كخلية نحل، بدءنا به من السنة الماضية بدعم صندوق "هانس زايدل" الألماني ووزارة الخارجية الألمانية، بحيث قدمنا طلب لدعم مشروع يجمع أطفال من أجيال 9-12 سنة من مختلف الحارات والطوائف للاجتماع سويا، والعمل في إطار مشروع فني، كل بحسب رغباته، افتتحنا (4) فروع في مجال الفن: المسرح، الموسيقى، الرسم، والأشغال اليدوية.. ضمت كل مجموعة ما يقارب (24) طفل، مقسمين تقريبا بالتساوي بين (3) طوائف التي تعيش في هذه البلدة.. والهدف هو إيجاد فرصة لأبناء الطوائف بالتعرف على بعض وبناء صديقات جديدة وتقبل الآخر، خاصة انه في بلد مثل شفاعمرو تفرقت المدارس، وتفرق الطلاب كل على حسب حاراتهم ومذاهبهم.

ويضيف حداد: لمسنا حاجة ماسة لإقامة هذا المشروع وإعادة لم الشمل بواسطة الفنون، واستمر المشروع (7) أشهر إلا أن نفقت الميزانية ورأينا أن سبعة أشهر لا تكفي لمشروع بأهميته، فقررنا هذه السنة، أن نقوم به على مدار السنة وليس فقط لأشهر معدودة، وجاء هذا بعد إلحاح من الأهالي على أهمية المشروع خاصة العائلات المشتركة، فقد شعروا بحاجة ماسة إلى اللقاء والتقارب ولذلك استمر ولم يكن باستطاعتي الاستمرار لولا قناعة الداعمين الألمان على أهمية هذا المشروع ونجاحه في السنة السابقة.

**بلدية شفاعمرو لم تحرك ساكنا

ويعلق حداد: المشروع كان ناجحا على جميع الأصعدة، ولكن ما يؤسف في هذا الموضوع إن بلدية شفاعمرو لم تحرك ساكنا ولم تدفع شاقلا واحدا.. المشروع السنة اقتصر على موضوعين فقط، المسرح والأشغال اليدوية لأن الميزانية التي خصصت لا تكفي لأكثر من هذين الموضوعين، ما زلنا نأمل أن يجد هذا المشروع آذانا صاغية عند أصحاب القرار في هذا البلد كي نستمر به لسنين قادمة.

**شح الميزانيات

وعن التوسع في المشروع، يضيف حداد: اليوم يتعلم عندنا في هذا المشروع (50) طفلا وطفلة، خططنا أن نصل إلى (500) في المستقبل، ونحن بصدد إيجاد وتحضير وتهيئة عدة لقاءات لأهالي الطلاب حتى يتعرفوا على بعض وليكونوا أيضا طرفا فعال في المشروع وليس فقط متفرجا. وسيكون هناك تجاوب من قبل الأهالي لأنهم يحبون المشروع، والمشروع ما زال مقتصرا على (3) مدارس ابتدائية: "راهبات الناصرة" ومدرسة "ج" ومدرسة "العين".. هدفنا أن نصل إلى عدد اكبر من المدارس ولكن النتيجة لشح الميزانيات هي التي تمنعنا حاليا من التوسع وتطوير المشروع بشكل اكبر.

**ورشات العمل

وعن نتائج المشروع، يقول حداد: كل طالب كان يأتي (3) ساعات في الأسبوع، يلتقون في ورشة عمل وفي نهاية المشروع يتم عرض إنتاجات الأولاد على الجمهور الواسع ومن خلال اللقاءات نشأت صداقات بين الأطفال وأحيانا زيارات بيتيه، وكان التشديد على الفن بحد ذاته التعارف بشكل غير مباشر والشغل بالفنون هو الشيء الرئيسي، وليس بأمور تتعلق بمذاهب دينية، ومن خلالها الأولاد تعرفوا على بعض ونشأت نقاشات بشكل ايجابي وكانوا سعداء بلقاءاتهم.

ويضيف: واجهتنا مشكلة ولا تزال.. مشكلة بعد الحارات عن الجمعية وكانت تمنع بعض الأطفال من القدوم، والمواصلات العامة ضعيفة وعندنا لا يوجد إمكانية لإحضارهم، طبعا نحن في علاقات جيدة مع المدارس التي تزودنا بهؤلاء الأولاد وبتواصل دائم معهم ونتقبل منهم الدعم المعنوي لوجود هذا المشروع، الذي لا يتضارب مع أهداف المدرسة وبرامجها، ونأمل أن نكون نموذج لمؤسسات أخرى لإقامة مثل هذه المشاريع وتأسيسها ودعمها.. كان هناك حفلة اختتام شارك بها مئات الأشخاص، عائلات وممثلي البلدية ومدراء المدارس وممثلين من الصندوق الألماني ومعرض للرسم والأشغال اليدوية والفرقة الموسيقية قدمت بعض الفقرات المشتركة أمام الأهالي ومشاهد مسرحية لفرقة المسرح، المعلمين الذين شاركوا بالدورات كان لهم فضل كبير ومتحمسين للفكرة وعملوا بجد واجتهاد مع الأطفال: نديمة قرمان- معلمة الفنون، ميخائيل حلاق- معلم الرسم، ربى بلال- معلمة المسرح، رمسيس قسيس- مدرب الفرقة الموسيقية..

وينهي حداد حديثه: هدفنا إدخال كل مدارس شفاعمرو، حتى نفسح لعدد اكبر من الطلاب للمشاركة وهذا يتطلب ميزانيات كبيرة فنحن يهمنا، إنجاح هذا المشروع والوصول إلى اكبر عدد ممكن من ابناء شفا عمروا، وسنحاول طرق جميع الأبواب من رجال الديانات وسياسة، علنا نجد من يستجيب للمساعدة في التمويل لهذه المشاريع.