ما هكذا يكون الترشيح لجائزة الشباب للإنشاد

ما هكذا يكون الترشيح لجائزة الشباب للإنشاد

آلاء شحادة

[email protected]

في السـنوات الماضية تم إعطاء جائزة الشـباب للإنشاد للمنشدَين الكبيرين (أبو الجود وأبو راتب) باعتبار أنهما يستحقانها بكل جدارة لِما قدماه من نشيد إسلامي رائد عبر مسيرة طويلة امتدت منذ السبعينيات وحتى يومنا الحاضر.. لذا لم أعترض على نيلهما لتلك الجائزة، ولا يحقّ لأحد أن يعترض على ذلك.

 وبحسب علمي فقد كان ترشيح المنشدَين (أبو الجود وأبو راتب) من قِبل القائمين على إدارة الجائزة، ولم يكن عبر التصويت من قبل الجمهور .. على خلاف ما يجري الآن من طرح الأمر على الجمهور للتصويت ..

 وأنا لي اعتراض كبير على وضع منشدين كبار لهم تاريخ طويل في الإنشاد في منافسة منشدين جدد ليس لهم ذلك التاريخ الذي لهؤلاء الكبار .. لأسباب كثيرة منها :

 أولاًـ المستوى الفني غير متقارب بين المنشدين الكبار وبين المنشدين الجدد، فحين نطرح التصويت على الجمهور فقد لا يعطينا التصويت نتيجة صحيحة، فنكون بذلك قد ظلمنا المنشدين الكبار، لأن المنشدين الكبار هم يستحقون الجائزة بلا جدل وبلا مناقشة.

 ثانياًـ حين نضع منشداً كبيراً في منافسةٍ مع منشدين أقل منه نكون قد أقللنا من شأن المنشد الكبير، لأنه سيشعر بأن القائمين على إدارة الجائزة لم يراعوا تاريخه الفني الطويل، فمثلاً: هل تقبل مطربة كبيرة كـ ( فيروز ) أن تدخل في منافسة مع المطربة نانسي عجرم أو هيفاء وهبي أو روبي .. ؟ وهل يقبل مطرب كبير كـ ( كاظم الساهر ) أن يدخل في منافسة مع المطرب تامر حسني أو وائل جسار .. ؟ وهل يقبل المطرب الكبير محمد عبده أن يدخل في منافسةٍ مع المطرب حسين الجسمي أو سعيد بن زعطان ممن ليس لهم تاريخ يُذكر في الطرب؟ طبعاً لن يقبل هؤلاء المطربون الكبار بهذه المنافسة، لأنهم سيشعرون بالإهانة والتقليل من شأنهم.

 وكذلك سيشعر المنشد الكبير عماد رامي بالإهانة عندما نضعه في منافسةٍ مع منشدين جدد ليس لهم تاريخ يُذكر في النشيد الإسلامي، لأن عماد رامي قامة كبيرة في النشيد الإسلامي، أما هؤلاء المنشدون الخمسة الذين سينافسونه فما زالوا صغاراً في النشيد الإسلامي .. وأنا لا أدري كيف غاب هذا عن إدارة الجائزة؟

 أليس من الظلم أن نجمع في منافسةٍ بين منشد له عشرات الألبومات وبين منشد ليس له إلا ألبوم أو ألبومين؟

 ألم يعلمنا الإسلام أن نعطي الناس أقدارها، وأن نُنزل الناس منازلهم، وإن من الظلم البيّن أن نجمع المنشد الكبير عماد رامي مع هؤلاء المنشدين الخمسة .. ليس تقليلاً من شأن هؤلاء المنشدين الخمسة، وإنما لأن المنشد الكبير عماد رامي يستحق الجائزة بكل جدارة وبدون أدنى منافسة .

 وفي حال لم تتراجع إدارة الجائزة عن طرح الأمر على الجمهور للتصويت فأنا أدعو الجمهور للتصويت للمنشد الكبير عماد رامي، ليس لأني سورية، وإنما لكي نحفظ للمنشد عماد رامي كرامته ومكانته، لأنه هو الذي يستحق الجائزة على كافة المقاييس الصوتية والأدائية والفنية، ولأن عماد رامي كان هو المنشد الأول في الساحة الإنشادية في أيام التسعينيات، أما هؤلاء المنشدون الخمسة فلم يكن لهم وجود فني في الساحة الإنشادية في أيام التسعينيات، وإنما هم ظهروا مؤخراً، لذا لا مجال لهم في منافسة عماد رامي.

 وكيف سننظر نحن للمنشد الفائز إن لم يكن هو المنشد عماد رامي؟ هل سننظر له على أنه أفضل من عماد رامي؟ ما هذه المقاييس التي نزن بها منشدينا الكبار؟

 أرجو أن تعيد إدارة الجائزة النظر في منهج تقييم المنشد الذي يستحق الجائزة .. وأرجو أن لا ننخدع بما تقدمه "السوبرستارات" الغنائية من صرعات فنية أو من تصويتات جماهيرية لا وزن لها في مجال التنافس الحقيقي الذي يعطي كل فنان حقه ..