طريقة مبتكرة لاكتشاف المواهب الإنشادية

طريقة مبتكرة

لاكتشاف المواهب الإنشادية

نجدت لاطة

[email protected]

قرأت في أخبار أهل الفن تحت عنوان ( سيارة عمرو دياب ) : ( أن المطرب المصري عمرو دياب يستعد لعمل برنامج تلفزيوني يعتمد على فكرة رحلة يتجول فيها في مختلف محافظات مصر بسـيارة شكلها غريب وغير مألوف ، في محاولة لاكتشاف الموهوبين في الغناء والشعر والتلحين في أماكن تجمعاتهم في الشوارع والميادين المختلفة ، وستشارك المذيعة رزان المغربي عمرو دياب في تقديم البرنامج ، والبرنامج الآن في قيد التحضير له ) .

 وأنا بدوري أطرح على المنشدين أو على رابطة الفن الإسلامي أو على أية قناة إسلامية القيام بنفس ذلك البرنامج ، فالمنشدون أولى من المطربين في جذب هؤلاء الموهوبين ، فما المانع من أن يقترح أحد المنشدين الشباب أو القدامى على إحدى القنوات الإسلامية إقامة مثل ذلك البرنامج ؟ وأظن أن القائمين على القنوات الإسلامية الذين نعرف عنهم الحماس للدعوة سيفرحون بمثل هذا المقترح ، فعلى الأقل سيعطي القناة شيئاً من الحِراك الفني بدل الجمود الكبير الذي فيه قنواتنا الإسلامية .. يعني بدل هذه المحاضرات والمواعظ الكثيرة التي ملأت معظم ساعات قنواتنا الإسلامية ، أنا لا أقول بدلاً عنها كلها ، وإنما بدل عن بعضها ، لأنه بصراحة لقد ملّ الجمهور من كثرة المحاضرات والمواعظ والفتاوى والحوارات المشيخية .. فديننا علمنا أن القلوب إذا كلّت عميت ، أي إذا كثر الوعظ فإن القلوب لن تفهم شيئاً من ذلك الوعظ ، والأفضل أن يكون سـاعة فساعة ، ساعة للوعظ وساعة للفن ، أما أن تكون خمسون ساعة للوعظ وساعة للفن فهذا ثقيل على المشاهدين .

 والذي أريد أن أقوله أن تلك المواهب الفنية في الغناء والشعر والتلحين إن لم تجد من الإسلاميين أو من المنشدين أو من القنوات الإسلامية مَن يأخذ بيدها فسوف تذهب إلى الغناء والطرب ، لا سيما أن تلك المواهب تنتظر بشوق عارم مَن يأخذ بيدها ، ولا سيما أن تلك المواهب من عامة الناس ، فإذا جاءت الفرصة من المنشدين فسوف تذهب تلك المواهب إلى ساحة النشيد الإسلامي ، وإذا جاءت الفرصة من المطربين فسوف تذهب إلى الغناء والطرب ، ولات ساعة مندم يا أيها المنشدون ، ولات ساعة مندم يا أيها الإسلاميون ، ويا لات ساعة مندم يا أيتها القنوات الإسلامية ..

 ولماذا لا يقوم المنشـدون بعمل دعوي تجاه تلك المواهب الفنية ، فيكتشفونها ، ويأخذون بيدها ، ويكون للمنشدين ثواب جلبها إلى ساحة النشيد الإسلامي ؟ لأن العمل الدعوي ليس مقتصراً على الدعاة أو العلماء أو المشايخ فقط ، وإنما الدعوة واجبة أيضاً على المنشدين والفنانين الملتزمين .

 مما يؤلمني أن هناك اقتراحات كثيرة تُطرح على المنشدين أو على رابطة الفن الإسلامي أو على القنوات الإسلامية ولكن ـ للأسف ـ لا نجد آذاناً صاغية لها ، ولا تنفيذاً لها .. فقد اقترحت فـي السـابق على رابطة الفن الإسلامي إنشاء ( معهد فني ) لتدريب وتأهيل وتدريس فن النغم والألحان والإنشاد على أصولهم ، ولكن لم نجد حتى الآن شيئاً عن هذا المعهد الفني ، مع أن إنشاء مثل هذا المعهد سيعطي النشيد بُعداً حِرَفياً رائعاً ، فعلى الأقل نجد منشدين وملحنين وموسيقيين محترفين بكل معنى الكلمة ، لأن المعهد الفني سيصقل تلك المواهب الإنشادية .

 وشيء آخر .. لماذا ننتظر نحن من المطربين أن يبتكروا طرقاً جديدة أو برامج جديدة أو أي شيء جديد ؟ ثم نقوم نحن بعد ذلك بتقليدهم ، فإذا أقام المطربون سوبر ستار غنائي ، قمنا نحن بمسابقة الشارقة التي هي سوبر ستار إنشادي . وإذا قدم المطربون فيديو كليب غنائي قمنا نحن ـ بعدهم ـ بتقديم فيديو كليب إنشادي . وإذا نطح المطربون رؤوسهم بالحيطان فسوف ينطح المنشدون رؤوسهم بالحيطان .. لأن تقليد المطربين أصبح هو السمة الغالبة عند المنشدين ، مع أن الأصل أن يكون الابتكار هو السمة الغالبة عند المنشدين .

 كم يحزنني ذلك ، ولكن ماذا نفعل إذا لم تكن هناك آذان صاغية لنا من قِبل القائمين على العمل الإسلامي بشتى أطيافه . فالسلفيون مشغولون بتطويل الثوب إلى تحت الكعبين ، مع أن حال الأمة نزل إلى تحت الكعبين . وجماعة الدعوة والتبليغ مشغولة في تجوالهم في القرى لإقناع الفلاحين بضرورة الخروج معهم للدعوة . والصوفيون مشغولون بالأذكار والموالد وإقامة الحضرات ، مع أن الأمة تُمسخ بالفنون . والإخوان المسلمون مشغولون بالسياسة ، ويا ليتهم ( فالحين ) فيها ، فقد هُزموا في الانتخابات البرلمانية في الأردن .

 نريد من الأمة أن تصحو على ما يُخطط لها ، والإسلاميون هم أول مَن ينبغي أن يصحوا ، وإن لم نصحو فإن القادم من الأيام سيكون أسوء وأخطر.