في المسرح الجزائري

مسرحيّة "ياقوت والخفاش" لأحمد بودشيشة

ياسين سليماني

[email protected]

قدّم الكاتب أحمد بودشيشة للمسرح الجزائري أعمالا كثيرة ومتنوّعة منذ بداية ثمانينات القرن الماضي إلى بداية الألفية الجديدة ، فعرفه القارئ في "وفاة الحي الميّت" و"الصعود نحو السقيفة" ثمّ " البواب" وبعدها"المخفر" كما كتب للأطفال أعمالا عدّة مثل"المصيدة" و"محفظة نجيب" وغيرها ، وإذا كان كلامنا سينصبّ حول مسرحيّته "ياقوت والخفّاش" فذلك لأنّها واحدة من أمتع ما كتب لنا المؤلّف.

والمسرحيّة التي نشرتها دار الهدى عام 2000 وأعادت نشرها عام 2007 بمناسبة تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربيّة، تتوزّع أحداثها عبر 110 صفحات في ثلاثة فصول وبدأها بإهداء مُعبّرٍ يقول فيه" إلى الزائر الغالية أهدي هذه المسرحيّة".

وبادئا ذي بدء ، نجد في ص4 شخصيات المسرحيّة ، حيث قسمها الكاتب تقسيما فظّاً بحسب الجنس فذكر "الرجال :السعيد، فاتح ،الجايح" ثمّ "النساء: ياقوت ، زعرة ، برنيّة، نزيهة" وهذا ما لم يعتَد المسرحيّون كتابته ،فإنّهم درجوا على كتابة أسماء الشخصيات حسب الظهور لا على أساس آخر، بل إنّ "البطل المطلق" في عمل ما لا يُكتَبُ اسمه إلاّ في وقت ظهوره فإذا ظهرت قبله شخصية من الشخصيات قُدّمت هي عليه وهذا ما لا نجده عند كاتبنا. كما أنّ المعتاد عند الكثير من المسرحيّين في ذكر أسماء الشخصيات أن يتمّ ذكر الشخصيّة الأولى وتليها  الشخصيات الأخرى بالنسبة إلى الشخصية الأولى فمثلا نقول: س ثمّ ع والد س ثمّ ص أخت س وهكذا ليسهل على القارئ حفظ علاقة الشخصيات ببعضها البعض ولا يحتاج للعودة مرّة بعد أخرى للصفحات الأولى ليقرأ عنها.

مُلخَّص المسرحيّة:

تبدأ أحداث المسرحيّة بالحيْرةِ التي تصيب ياقوت في كونها ستصبح أمّاً وتخوّفُها من عدم حدوث الحمل وهو ما تحاول أختها زعرة تفنيده بحيث تشجّعها على الإيمان بأنّ الله سيرزقها بطفل ، حتّى وإن كان بعد عشرين عاما بعد طفلها الأوّل مثلما حدث لها حقيقةً، غير أنّ العجوز برنيّة التي كانتا تحترمانها كثيرا تأتي لتزرع الشك في قلبها بشأن الحمل، ثمّ تدريجيّاً تخبرها بعودة حفيدها "الجايح" الذي كان الجميع يحسبه قد مات منذ عشرين سنة، وأنّه إنّما رجع ليخطب ياقوت، رغم أنّ العجوز تعرف زواجها من مسعود ، فتحاول إخافتها بكشف سرّ عدم إنجابها لعقدين كاملين فتدّعي أنّ زوج ياقوت عقيم وأنّ ابنها "فاتح" ليس من مسعود ولكن من حفيدها الجايح الذي تمكّن منها في يوم عرسها وذلك بعد عند مجيء فرقة من جنود الاستعمار الفرنسي ورميهم بالمدافع حيث أُغمي على ياقوت فاستطاع أن ينال منها بينما الجميع (وخاصة مسعود)منشغلون عنها بسبب الجنود الفرنسيين وهو ما تُكذّبه ياقوت بشدّة.

ثمّ يظهر الجايح فيسأل فاتح عن أمّه ياقوت وبعدها تراه نزيهة بنت برنيّة مقترباً من بيت ياقوت ليهرب فور التقاء عينيه بعينيها ثمّ تصل وقاحته ليدخل إلى بيت ياقوت ويُهدّدها إن لم تهرب معه فسيخبر الجميع بالسر وهذه عقدة العُقد في هذا العمل.

وحلّ هذه المشكلة يكون من خلال "السعيد" الذي يدخل عليهما فيخبره بأنّه يعرف ذلك السر المزعوم وأنّه كاذب في ادّعائه فهو لم يستطع لمس ياقوت وأنّ إحدى شضايا المدفعيّة الفرنسيّة أصابته فلم يفعل ما خطّط له ، خاصّة أنّ السعيد كان له بالمرصاد.

وتكون النهاية باتفاق ياقوت و زعرة على الاحتفال بثلاث مناسبات لها رحيلهم من الريف إلى بيت جديد في القرية وثانيها مولد ابنها الذي تنتظره ، أمّا آخرها فهو زواج فاتح ولد ياقوت من نزيهة بنت خالته زعرة .