كلمات بلون الثلج

شاعر ومنشد

يحيى بشير حاج يحيى

عضو رابطة أدباء الشام

في أدبنا القديم، وحتى الحديث كان لعدد كبير من الشعراء رواة يذيعون بين الناس، شعرهم ويؤدونه في الغالب كما سمعوه من أفواه الشعراء! فكان بذلك يكتب للشعر الذيوع والانتشار ولاسيما في وقت لم تكن فيه الكتابة والطباعة ووسائل النشر كما هي عليه اليوم.

كما قُدر لعدد من القصائد مَنْ ينشدها، أو يغنيها، وقد فطن الشاعر القديم إلى ذلك فقال:

تغن بالشعر إمّا أنت قائله               إنّ الغناء لهذا الشعر مضمارُ

وأذكر هنا أن الشيخ أحمد بربور المنشد ذا الصوت المؤثر، والفن الراقي كان يحفظ كثيراً من قصائد الشاعر وليد الأعظمي؟! بل إن كثيراً من هذه القصائد ذاع في بلاد الشام عندما أنشدها الشيخ أحمد، قبل أن نقرأها في ديوان؟!.

ففي أواخر الستينيات، وعامة سنوات السبعينيات من القرن الفائت كانت مجالس الإنشاد تزخر بتلك القصائد الجميلة، وكان لاختبار الشيخ أحمد بربور، وذوقه الفني، مع جمال صوته، وحسن أدائه الأثر الكبير في ذيوع قصائد الأعظمي، وهي في الحقيقة ـ جديرة بالانتشار ـ لكونها من جميل الشعر الملتزم، مع قوة في المعنى، ووضوح في الأسلوب، وسمو في الغرض!!. وإن أنسَ لا أنسَ قصائد الأعظمي بصوت الشيخ احمد بربور وهو يترنم بها مع فرقة من المبدعين في مساجد حلب وحماة وحمص وجسر الشغور وأريحا ومعرة النعمان، ومجالس أُنسها، من ذلك:

يـا  فـتية الإسلام سوّوا iiصفكم
صونوا كما صان الحمى أجدادكم
ولـيـعـلـم  الأعـداء أنّا iiأمةٌ



وبـغـيـر دين الله لا iiتتدرعوا
سـيـروا  على آثارهم iiوتتبعوا
بـعـواصف التهديد لا تتزعزع

ومنها:

إنا لنهتف، والرسول زعيمنا        وكتاب ربك عندنا دستور

يا قوم! لَوْ عدنا إلى إسلامنا          لم يبق فينا عاطل وفقير

ومنها:

فوق المنابر ـ يا بلابل ـ غردي
الله أكـرمـنـا بـنـور مـحمد


في  مولد الذكرى، وذكرى iiالمولد
فعن  البصائر ـ يا ظلام ـ iiتبدّد

ومنها:

من مشرق الدنيا لأقصى المغرب            روح يحن إلى تعاليم النبي

يشتاق للمثل اللطاف  تسوده                ما دام نجم سعودها لم يغرب

ولعل أكثرها جمهوراً، وأشدها تأثيراً في السامعين:

شباب  الجيل للإسلام iiعودوا
وأنـتـم سـر نهضته iiقديماً
عـلـيكم  بالعقيدة فهي iiدرع



فـأنـتـم روحه وبكم iiيسود
وأنـتم  فخره الزاهي iiالجديد
ـ نصون به كرامتنا ـ حديد

ومنها:

شـهـد الـعدو بعزتي iiوتمنعي
هـذي مـشاعر كل قلب iiمؤمن
يـا لـيـلـة القرآن رُدينا iiإلى



لا  أرهـب الدنيا وقرآني iiمعي
وخـواطـر تنداح بين iiالأضلع
هدي الرسول، ووحدينا واجمعي

وإذا كل ما قاله الأعظمي جميلاً، وما أنشده البربور بديعاً، فأنت في حديقة غنّاء تفتحت أزاهيرها، وشدت الأطيار فيها!

ولعمري ما ذكرت مطالع هذه القصائد إلا وجدتني أترنم بها، واهتز للحنها!.

رحم الله الشاعر وليد الأعظمي ( ابن الأعظمية الأصيلة في العراق ) ورحم الله المنشد أحمد بربور ( ابن أريحا الوادعة في سوريا ) وجعل ملتقاهما في جنان الخلد.