عذارى الحى رفقا بالحيارى...

عندما نستمع إلي أغاني الشباب العاطفية بلسان العديد من الفنانين الشباب مثل شكرالله عزالدين ومصطفي البربري وسامي المغربي وقرقوري وطه سليمان وغيرهم نجد أن هذه الأغاني تعبر عن واقع شبابي عاطفي أليم 

فإذا أعددنا رحالنا وصعدنا في مركبتهم الفضائيه في رحله تجوليه إستطلاعية في هذا الكوكب الشبابي العاطفي لوجدناه كوكب موحش حزين صامت ملئ بالألم والاهات وخيبات الأمل والخيانات وعندها نتوقف وقفه طويله تأملا وبحثا عن الحقيقه حول أسباب هذا الاضطراب النفسي العاطفي للشباب ومن هنا نتجول بحثاً عن العناصر المؤثرة في هذه الأزمه من هم يا ترى ؟ الرجال؟ أم النساء؟ أم الأسره؟ أم البلد؟ أم الوضع الاقتصادي؟ أم العادات والتقاليد ؟ أم الفهم الخاطئ للزواج والحب؟

بصوره عامه الوضع الاقتصادي في حاله تدني كامله وفي أغلب الاحيان تدني الاقتصاد يؤدي إلي خلق أزمات اقتصادية واجتماعية وأخلاقية وأحيانا يقود البعض من ذوي النفوس الضعيفه لانحرافات مبدئيةً واخلاقية أما إذا تحدثنا عن العادات والتقاليد والدين فالسودان يعتبر من البلاد التي تعيش حاله حيره كبيره بين العيب والحرام والخلط بين تعاليم الإسلام والعادات والتقاليد الموروثه وسبق لي أن شرحت هذه الظاهره في مقالي (حيره الشعب السوداني بين العيب والحرام والخلط بين تعاليم الإسلام والعادات والتقاليد المورثه) اما إذا تطرقنا إلي العاملين المتبقين والرئسيين المتمثلين في الرجل والمرأه

فإننا نتساءل هل يعرف الرجل السوداني الهدف الأصلي من الزواج؟ وهل يتزوج عن حب؟ وبكل صراحه وواقعية متمثلة في ما نراه بصوره حيه في الواقع السوداني أغلب الرجال السودانيين لايعرفون معني الحب ولايتزوجون عن حب فالرجل السوداني شابا كان ام كهلا يظن أنه بمجرد ان توفر لديه المال وتيسرت حالته الماديه وأصبح قادراً علي تقديم الشيله والقيام بمراسم الزواج من متطلبات ومستلزمات وتوفر لديه السكن فهو قادراً علي الزواج من المرأه التي تقع عليها عينه وتعجبه ولا يهم أبدا ان تكون الفتاه المراد الزواج منها تكن له شئ من الحب او حتي الإعجاب فمساله المشاعر والأحاسيس ليست بمهمة للرجل السوداني أهم مافي الأمر ان تعجبه البضاعة شكلاً لذلك نري انه لا مشكله لدي البنات والأولاد في التزوج من الشابه او أختها او بنت خالتها او حتي صديقتها ومن هنا تتأكد ظاهرة (ناس الخطف ) للفنان شكرالله عزالدين لان العاطفة والحب والأحاسيس ليست بمهمه للشعب بصوره عامه ومن هنا ليس هنالك مشكله في عمليه الخطف والأخطر من ذلك سقوط الكرامه فتري الكثير من الرجال يتم رفضهم من قبل البنات والأسرة ولكن إذا تغير وضعهم المادي باغتراب او هجره او ترقية فانهم لايمانعون ابدا في عرض أنفسهم مره ثانيه من نفس الجهه التي رفضتهم سابقا من غير اي كرامه ومن هنا يتضح لنا ان الزواج لدي الرجل السوداني لايبني علي أسس ومبادئ سليمه لهذا يمكنه التزوج مره ثانيه اذا تحسن وضعه لسبب بسيط أنه لا تربطه بزوحته الأولي لاحب ولا مشاعر صادقه النساء عباره عن سلع بالنسبه للرجل السوداني تباع وتشترى فى سوق الزوجية

أما اذا تحدثنا عن النساء فالفرق ليس بكبير بين العقليه النسائيه والرجاليه فالمرأة السودانيه لاتبني زواجها علي أساس التوافق والحب فالزواج بالنسبه لها مسألة مادية بحته تتوقف علي حاله العريس الاقتصاديه فالعديد من النساء يتزوجن برجال لايعرفونهم جيداً ولايعرفون عنهم شيئا غير ان وضعه الاجتماعي جيد او إسم عائلته معروف ومشهور أو ذو مال وحسب ونسب وأحياناً نكتشف ان بين مراسيم الزواج وطلب اليد ليست هنالك فتره زمنيه طويله فقط الوقت الكافي لتحضير المراسم الزواجيه بمعني اوضح اذا توفرت الماده لايهم تعارف ولايهم وجود حب و توافق فكري او تبادل إعجاب المهم ثقل الجيب والوضع المادى وهنا يتملكني التعجب و تستوقفنى الحيره من وضع الطرفين رجالا ونساءا ! هل هم جاديين فيما يفعلون ؟ هل هذه هي نظرتهم ومفهومهم للحياة؟ هل هم بكامل قواهم العقليه؟ هل مازالوا يمتلكون شئ من المشاعر الإنسانية؟ كيف يمكنهم التواجد والعيش تحت سقف واحد وهم لايكنون للبعض اي نوع من مشاعر الحب الصادقه؟ الرجل يريد الزواج من اجل الزواج والمرأه كل الذى يهمها الماده فقط وهنا اتسائل ماذا تعني العلاقيه الزوجيه بالنسبه لهم ؟ علاقه انسانيه ام حيوانية؟ ومايزيد تعجبى عندما يقوم الشعب السوداني بنعت الاغاني الشبابية التي تصف واقعهم الحقيقي بالهابطه؟ هل هي فعلاً هابطه؟ أليس هذا هو الواقع؟ لماذا يتهرب الشعب من واقعه؟ ماذا يريد أن يسمع ويري؟ مهند ونور ؟ الم يصدق الفنان قرقوري عندما قال : (انتي لو قايله ريدتنا زي مهند ونور تبقي عيانه ودايره ليك دكتور )؟ ألم يكن علي حق عندما تغني قائلاً :(اعقلي شويه وخلي الأوهام ناس مهند ونور قصه في الأفلام عيشي في الواقع عايني لي قدام ناس مهند ونور مسلسلات وأفلام )؟ ألم يصدق الفنان الشاب ؟ أليس بالأحرى معاصرة الواقع بدل العيش في الأوهام والعيش فى واقع ليس بواقعكم ؟ لماذا حدثت العديد من الطلاقات الزوجيه أثر عرض المسلسل التركي مهند ونور وغيرها من المسلسلات الرومانسيه التركيه ؟ لماذا؟ لان الشعب اكتشف ان أعظم زجياتهم لا معني لها وتفتقد للعاطفه والانسجام؟ وتفتقد للمعني الحقيقي لزواج من حب وتفاهم وتقارب نفسي وفكري ؟ هل دقت هذه المسلسلات نواقيس الخطر للتنبيه وايقاظ الشعب السودانى من الوهم المادى والمظهري الذي تبني عليه معظم الزيجات؟ وعند اكتشافكم لمعاني أخري أجمل وأروع لصوره الزواج رفضتم عيش واقعكم المرير؟ في نهايه الامر وبعد التحليل العميق في هذه الظاهره الاجتماعية نجد أن الاغاني الشبابيه المعاصرة ليست بهابطه بل هي معبره ومترجمه للوضع الحقيقي للبلد واذا أردتم الإصرار علي تسميتها بهابطه فاعلموا إذن إن الوضع الذي تعيشونه هو الهابط وليس الاغنيه كما قال الشاعر : ( نعيب زماننا والعيب فينا وليس لاحد عيب سوانا ) واذا اردتم ان تطرب اذانكم بطرب غير هابط فغيروا إذن من واقعكم الحابط او عيشوا في وهم وسراب وأرجو عدم إساءة فهم الموضوع المقصود هو إيجاد حل لأزمه إجتماعيه من اجل بناء سودان أفضل فهل انت انت معى ....

وسوم: العدد 684