أن البروق الكاذبة يمكنها أن تمطر ذهباً

رفض الفنان أبو عركي البخيت الموافقة علي إقامة سهرة فنية لصالح إحدى القنوات الفضائية بعد أن علم أن الشعراء الذين سيتغنى بأغنياتهم سيتقاضون (ملاليماً)) مقارنة بما يتقاضاه الفنانون من الملايين، حاول أبو عركي مع السيد مدير القناة تعديل أوضاع هؤلاء الشعراء، إلا أنه لم يصل إلى نتيجة، فأدار مفاتيح سيارته متجهاً إلى الخارج.

أذكر أني حين كنت أعمل وقتها مشرفاً على القسم الثقافي بمجلة العين الإماراتية أجريت حواراً مع الشاعر الإماراتي المعروف سلطان العويس، أجابني فيه حول رأيه في الصداقة بين الرجل والمرأة، حيث قال لي بصوت ثابت النبرات ليس هناك صداقة بين رجل وإمرأة إلا إذا كان هناك صداقة بين أنياب الذئب وبراءة الحملان، أما عن سؤاله عن حكاية مجنون ليلى فقد ضحك عالياً وهو يقول إنها إسطورة وهمية توغلنا فيها وفي عذريتها إلى حد جعلنا نؤمن أن البروق الكاذبة يمكنها أن تمطر ذهباً، ثم أنهى جلسته بإبتسامة طيبة غادرته بعدها.

٭ كان من عادة الشاعر الراحل عثمان خالد (عليه الرحمة) أن يصرخ بصوت عال كلما رأى فراشة بيضاء تحلق أمامه، ثم يعلن بعدها أن هناك قصيدة في طريقها للكتابة، وبما أنني لم أكن أؤمن بالحب من النظرة الأولى كنت أقول له دائماً ليس بهذه الطريقة تكتب القصائد، وكان يقاطعني قائلا أن النظرة الأولى هي النسمة التي تسبق العاصفة، وهكذا نظل طوال يومنا ونحن في جدال مستمر حول حقيقة (من أول نظرة رشقتني عيونو) إلى أن جاءني يوماً فاجأني فيه قائلاً: لقد علمت أن لديك أكثر من مائة أغنية تتجول بين أنفاس الناس، كيف كتبت كل هذه القصائد بعيون من خيالك ؟ ومن يومها لم أعد أجادله في النظرة الأولى للحب أو النظرة الأخيرة.

٭ أكدت دراسة طبية استمرت لعدة سنوات أن مواطني دول الخليج محصنون تماماً من الإصابة بالأمراض المعوية، وأشارت أن ذلك يعود إلى أنهم يتناولون وجباتهم الرئيسية من لحوم الإبل، وبما أن من طبيعة الإبل أن تتناول طعامها من أعالي الأشجار نسبة لطول أعناقها فقد ساعدها ذلك في الإبتعاد عن الحشائش الأرضية المعبأة بالمبيدات وغيرها من الأسمدة، حيث أكسبها ذلك أن تكون لحومها خالية تماماً من السموم المسببة لكثير من الأمراض المعوية، أما نحن عشاق اللحوم الحمراء فنسأل الله أن يجعل بيننا وبينها سداً من العافية.

٭ توجهت فراشة الجدول بسؤال لفراش كان يحلق حولها تسأله عن الأسباب التي تدفع بفراش رقيق الحواس إلى الإنتحار حرقا على ألسنة من اللهب ؟ فأجابها : حدث ذلك بعد أن تلاحظ أن الفراشات البريئة قد بدأت لا تحفل كثيرا بالمنام على أجنحة الذباب القادم من البرك الآسنة مما أحال البساتين إلي شئ من حرام يطوف على أزهارها، فآثرت الإبتعاد بالموت إنتحارا، بل وجدت في ذلك إنقاذا لطهرها من دنس تحيا به وهي تحلق حول بساتينها بأجنحة ذليلة.

٭ هدية البستان

قال الكلام في الريد أصبح كلام ممنوع

وأنا قلت ليهو الريد فوق الجبين مطبوع

اخر لحظة

وسوم: العدد 689