ممتاز البحرة. ...المبدع السوري الكبير

يؤثر الغياب الأخير. ....!!!!!!!!

تتلكأ الحروف والمعاني حينما تستدعى على عجل. .لكي تكتب بمداد الأسى والحزن الشفيف المراثي وكنايات الرحيل..عن أناس كانوا بالأمس القريب ملء خضاب الحياة ....بألقهم وحضورهم فيها. ..مؤثرين وفاعلين ومبدعين ...أثروا عوالمها بكل ماهو خلاق ومبدع . ..ثم انكفؤا أمام التراجيديا التي تلفّنا جميعا. .ولم يعد بمقدورهم التماهي مع حياة ضاعت صورها ولم تعد تليق بآدمية البشر الذين تسوروا بأحلام السراب وهدأة الخيال. .. والمستحيلات ، هروبا من صدى المدافع وأزيز الطائرات. ..وهاهم المبدعون السوريون يتنافسون كي يصلوا إلى فراديسهم  الأثيرة. ..في غياب يطول ويطول. ..بعيدا عن قهر الرجال. .وموت الصغار والكبار. ..بعيدا عن هلاك يجر هلاك. .وفظائع لاتحتملها العقول والبصائر والأجساد . ...

وآخرهم الراحل الكبير  ( ممتاز البحرة ) الذي احتل على مدى نصف قرن. .. مكان الصدارة في فن الرسوم التوضيحية ورسوم الأطفال  التي تربينا عليها صغارا وتذوقناها كبارا وتعلمنا منها توجيه الناشئة وربطهم بالقيم الأصيلة لمجتمعهم وتحصينهم بنبل السلوك ضد كل ما هو رديء وسطحي وضحل. 

ممتاز البحرة أستاذ الرسم والتعبير والخيال المدهش والمعلم الكبير. .حاضر الشكيمة والحصافة. ..الذي أسس للأجيال السورية المتتابعة عطاء ملؤه النبل المفعم بحياة كان يريدها ملأى بالحق والعدالة والكرامة الإنسانية  والاستقامة والنبوغ. ...

وهاهو يغادرها بعد أن أفرغها أعداء الحياة. .أعداء الأوطان والشعوب من كل معنى لاستمرارها كما يجب ان يكون. ..

ممتاز البحرة وداعا طويلا طويلا. ..يليق بمن لونوا الأعمار بالفرح وبعوالم باهرة كما قوس قزح ........

وسوم: العدد 704