مسلسل "باب الحارة" وأمثاله.. الوجه التافه لإعلام النظام

أعزائي القراء : 

منذ حوالي خمسين عاما وحتى الان كل شيء في سوريا يجب أن يسخر دعائيا في خدمة النظام الاسدي مستغلا حتى أطفال الروضات في تحقيق أهدافه .

ومازلت اذكر أغنية أسدية مفصله على مقاس أطفال في مرحلة الروضة جمعوهم له اثناء مروره بالشارع وهم يرتجفون بردا وخوفا ويغنون "زادك الله ..زادك الله ابو سليمان .. "كل ذلك من أجل ديمومة هذا النظام المتمرد على الإنسانية .

فالنظام الاسدي الإجرامي يحاول إخفاء كل جرائمه مركزا على جرائم الآخرين فيضربها ب مائة حتى تتضاءل أمامها جرائمة فيقدم لك ديكتاتورية الاخرين وظلمهم على قنواته الفضائية ممزوجة بقصص وهمية ولكنها ضرورية لجذب أكثر عدد من المشاهدين فعندها برأيه تتلاشى جرائمه وينشغل المشاهدون بمتابعة وحشية الغير،وبمعنى اخر وحسب تفكيره القاصر سيبقى شعار " بالروح والدم نفديك يا أسد" هو الشعار البارز والمغرم به حتى الجنون .

أعزائي القراء 

ليس المقصود بهذه المقاله التقليل من جرائم المستعمرين الفرنسيين , ولكن التركيز على تضخيم هذه الجرائم في مسلسلات النظام امر مقصود حتى يبدو هذا النظام مقارنة به قمة بالوداعة .

حوالي 300 حلقة من مسلسل باب الحارة في تسع أجزاء ليس الغاية منها اظهار بطولات أجدادنا في مقارعة الطغيان الفرنسي وهذا أمر نعرفه ونعرف أكثر منه وليته أظهره بمايليق بهم فكل ما أظهره هو شنبات مفتوله وعكيد واحد وعكيد اثنان . ولكن عند مقارنة هذه المسلسلات بجرائم أخطر مجرم في التاريخ المعروف ببشار الأسد فأقول : يا مرحبا بها, فكل جرائم الفرنسيين كما يظهرونها لنا تتم بمجموعات عسكرية عددها لايزيد عن خمسه بلا دبابات ولا مصفحات تتجول في الحارات الشعبية مجهزة فقط ببنادق فرنسيه موديل 36 استعملت في الحرب العالمية الثانية ، يعني كل طلقه تحتاج إلى شد المغلاق وتفريغ بيت النار من ظرف الرصاصة ثم حشو رصاصة جديدة مكانها في بيت النار. ..يعني بين الطلقة واختها حوالي دقيقة , بينما جندي الاسد اليوم باستطاعته إطلاق 500 طلقة في هذه الدقيقة...وتصوروا بعدها كم شهيدا سيسقط خلال هذه الدقيقة .؟

ومع ذلك الغاية من هذه المسلسلات أن يركز المشاهد على حالات الرعب التي كانت تنتاب اهل الحارة والذين يمثلون سكان سوريا نساءا واطفالا ورجالا .. ولكنه أي رعب وأي خوف وأي إجرام أذا ما قارناه بما تفعله عائلة الأسد المجرمة وعلى مدى أربعون عاما .

أعزائي القراء ..

إن أهداف هذه المسلسلات الموجهة لغسيل ادمغة البسطاء هو لإظهار نظام الأسد بمظهر النظام الملائكي الذي يتمنى كل سكان العالم أن يعيش تحت مظلته.

ورغم ذلك ورغم أن جرائم الاسد وصلت أخبارها المريخ فما زال يعتمد هذا النظام التهريج منهجا , والاعتماد على       الإعلام الممجوج وسيلة لبقائه على كرسي مهزوز.

فيبرز لنا خبر اعتقال شاب فلسطيني من قبل الإسرائيليين على أنها جريمة العصر وهي جريمه ولاشك ولكن أين منها حصد المئات بالبراميل الأسدية خلال ثلاثين ثانية فقط .

أين منها ذبح الأطفال بالصواريخ 

و أين منها استنشاق الآلاف لكيماوي الاسد الذي قتلهم في ثوان معدودة وتحت رعاية دولية.

و أين منها قتل مليون من السوريين في خمس اعوام.

و أين منها اعتقال مئات الألوف من البشر تم تصفية 25000 منهم بتقارير موثقة لدى الأمم المتحدة .

و أين منها تهجير نصف شعب سوريا .

و أين منها تدمير 70% من الحضارة السورية .

ومع ذلك ....

مازال مسلسل باب الحارة يتكررعلى اقنية النظام بلا حياء.

ومازال مسلسل اخوة التراب يتم تحضير الجزء الثالث له بكل صفاقه. 

ومازال إعلامه على اقنيته يخبرنا عن اعتقال طفل فلسطيني قذف حجارة على دورية يهوديه ..ويكرر لنا الخبر عشرات المرات على اقنيته الفضائية والأرضية فالمهم عنده أن سوريا في إعلامه الغبي مازالت تعيش أحلى أيامها فقد تم انتخاب ملكة جمال لسوريا .... و زلغطي يا تفيده 

وكلو تمام يا فندم ..

وكأن كل شيء يعمل في سوريا كدقة الساعه السويسرية .

بينما كل المحتلين الغرباء وباسلحتهم وطيرانهم داخلين طالعين ... طالعين داخلين.

والنظام المجرم مازال يعتقد نفسه أنه حاكم سوريا وفوقها بطل الصمود والتصدي .

وسوم: العدد 711