قراءة في لوحة 7 (فن تشكيلي)

clip_image002_800d5.jpg

clip_image004_2d84f.jpg

العنوان : لوحتان بورتريه بعنوان ( حالة راهنة )

العمل : التنفيذ بألوان بوستر على خامة ورق خاص مقوى (كونسون )

القياس : 65x 50 سم لكل  لوحة

تنفيذ : أسعد بن أحمد السعود

الإحاطة  :

لازلنا أمام الحالة الراهنة :  ونحن ننظر في هاتين اللوحتين : وقد ثبتت رؤيتها

الإنطباعية والتعبيرية وبألوانها الخفيفة وخطوطها المتواضعة ، لتصوّر الحالة

(البكائية الحزينة )، في كل من وجه ( أم ٍّ  أو امرأة ما ) و(بنتٍ أو أي ابنة طفلة)

وهذه الحالة تبدو للفنان أو الرسام حين سجلها بفرشاته وألوانه ،مستمرة من

الماضي إلى الحاضر، ولايرى  في الأفق المنظورأي بصيص لبدء انزياح هذه

 الحالة من الواقع المعاش .. ولو كان النظر لوحده يعيض عن الكلام لثبت الشيء

نفسه ، ولكن هيهات من يملك الصبر والعزيمة ....!

 الأبعاد الفنية  :

وكما أشرت في القراءة السابقة ، أن في الأعمال الفنية التشكيلية عموماً ، تجري

مشادة مجازية هادئة مهذبة ذات سقوف محددة ، ميدانها اللوحة الفنية ، وأطرافها :

عين المتلقي من جهة ، والفنان أو الرسام منفذ العمل من الجهة الثانية ، وكلاهما

على صواب  ، من حيث مبررات الدخول في هذه المشادة غير المعلنة  ، ونغتنم 

الفرصة في هذا المكان لنقول ، أن المشادة عبارة عن جدال معرفي بنّاء، وليس

مشادة كما تعارف عليها الناس بانتشار وجهها السلبي عموماً،  والتي قد لاتروق

 للبعض ،حتى ولو كان مصطلحاً لفظياً ، فهنا آثرنا أن نستبدلها بمصطلح الجدال

المعرفي البناء ، لنتمكن  كذلك من أن نستعمله في القراءات اللاحقة إن شاء الله .

ونعود إلى طرفي الجدال المعرفي ، الفنان وعين المتلقي ، وما يحمل كل منهما

من حقوق بدافع المعرفة للدفاع عن مبرراته ....!

أولاً : مبررات الفنان :

مثلاً : في هاتين اللوحتين (حالة راهنة ) يحاول الفنان  أن يلقي بعمله للعامة

وكأنه يقول أنهما عمل واحد ، من غير اعلان صريح ، وهذا من شأنه أن

يدخل موضوع العمل في (جدل الإستفهام )عن أن حالتهما الظاهرة بكل تعبيرها

وانطباعها ، وحتى بمدى اشتراكهما بالخط والرسم ، وربما بضربات الفرشات

وشفافية الألوان أيضاً ، أنهما من بيئة واحدة ، وبالتالي يقدمان حالة قضية

مشتركة واحدة ، وبالتالي وربما المسبب للحالة واحد أيضاً...!!

 ثانياً : مبررات الجدال المعرفي  لعين المتلقي :

 لو أن عين المتلقي التقت بهذين العملين في أي مكان آخر ، وليكن في جاليري

ما وهما بجانب بعضهما أو مفترقين ، فإن الإستفهام التلقائي المباشر ، سوف

ينعقد على حالة البكاء المشتركة بينهما ، بشكل رئيس ، وأما بقية العناصر الفنية

 المشاركة في العمل التشكيلي سوف تأتي فيما بعد ، هذا إن أتيح لهم فرصة

 للاستفهام والإعلان .. !

فكيف التقت حالتهما في  عين واحدة ..؟

ومن الجانب الآخر للعمل.. تساؤل أو تساؤلات ترسم معالمها في حالة

الإنطباع ، هنا امرأة ولتكن أي إمراة ، وهنا طفلة ولتكن أي طفلة ، وهما

بحالة بكاء وتعبير صريحين، لا يصرحان عن مصدر مسبب قاسي لها ، فما

هو المتوقع أن يكون ..؟

هنا تتراكم عناصر الجدال بين الطرفين ، وهنا تتراكم عناصر الدفاع ، وأيضاً

عناصر الضرورة المعرفية....!!

وفي ظل هذ الجدال ، يوحد الجميع العناصرالفنية المقدمة والحاملة للحالة الراهنة ،

في العمل ذاته من خطوط وألوان وتكاتفهما في إظهارها الإنسجام ، مابين توفر

 الأداء الفني التشكيلي ، وجمالية الفكرة واللحظة التي رسمت في العين والذهن معاً ..!

وهذا بحد ذاته ، جوهر الرسالة المضافة في الفن التشكيلي ....!!

- حقوق اللوحة بموضوعها وتنفيذها  لكاتب القراءة ...

وسوم: العدد 720