مهرجان الفلم النمساوي لعام 2014

أبطال السينما النمساوية بصمات واضحة في الاوسكار وكان ومهرجانات العالم

ربيع والق السينما النمساوية في غراتس

بدل رفو المزوري

[email protected]

النمسا\من اروقة المهرجان

اختتم مهرجان الفلم النمساوي القطري في مدينة غراتس النمساوية بعد عرضة سلسلة رائعة من الاعمال السينمائية النمساوية.افتتح المهرجان يوم 18\3 واستغرق لغاية 23\3\2014.وقبل الافتتاح الرسمي باسبوع اقيم المؤتمر الصحفي لرئيسة المهرجان(بربارا بيخلير)والذي حضرته وسائل الاعلام النمساوية وفي هذا المؤتمر تحدثت عن دور السينما النمساوية في المهرجانات العالمية وقالت بانه في الفترة الاخيرة شارك 12 فلماً نمساوياً في المسابقات العالمية وعن الافلام الوثائقية التي تحتل مكانة كبيرة في المهرجان واستشهدت باسماء كبيرة في السينما النمساوية وترغب بان تشارك هذه الاسماء في المحافل السينمائية النمساوية وهذا لا يعني باننا سننسى الشباب الذين خلقوا سينما جديدة وصناعة ابداعية بجنب الكبار وقالت بان الفلم النمساوي مرتبط بالروح الانسانية والطبيعة والعادات والتقاليد.في السينما النمساوية الكاميرة حركة من الابداع والعدسة تتحول الى افلام رائعة وتحولت هذه الافلام الى مجاميع سينمائية ثمينة لتاريخ النمسا.

مهرجان الفلم النمساوي السنوي والذي يقام كل عام في الشهر الثالث تعرض افلامه في عدة دور عرض سينمائية في المدينة ومنها:دار آنين هوف بصالتين،دار شوبارت بصالتين،دار رويال،دار ريخت باور.تتنوع الافلام ما بين الروائية الطويلة والقصيرة والافلام الوثائقية الطويلة والقصيرة والافلام التجريبية وبعد انتهاء العروض يعتلي المخرج الخشبة للحديث عن فلمه وبصورة حية مع الجمهوروكذلك في قصر الفن حيث تقام الامسيات الثقافية السينمائية بحضور المخرجين وابطال الافلام.

لقد كان الحفل الافتتاحي في قاعة(ليست)المخصصة للاحتفالات الكبيرة رائعا للغاية و مخصصاً للدعوات الخاصة للسينمائيين والاعلاميين والسياسيين وحضر هذا الاحتفال وزير الثقافة النمساوي من فيننا والمستشار الثقافي في الاقليم بالاضافة الى حكومة اقليم شتايامارك واشهر السينمائيين النمساويين وشركات الانتاج وعلى هامش المهرجان تحدثت عن فن السينما والصحافة في الشرق مع السينمائيين والمنتجين النمساويين وقد امتلأت القاعة بصورة لا تصدق وافتتح المهرجان بكلمة لرئيسة المهرجان(بربارا بيخلير)عن السينما وبعدها اعتلى السينمائي المشهور(جورج فردريك)ليتم تكريمه بجائزة المهرجان الكبرى تقديراً على دوره ومسيرته ومشواره مع السينما وقد تحدث كلمة مؤثرة وبسيطة واختتمها بانه ينقل تحياته الى والديه من هذا المكان فصفق الجمهور كثيرا له.

العرض الافتتاحي والاحتفالي هذا العالم كان للفلم الوثائقي الطويل(المتحف الكبير) للمخرج (يوهانس هولز هاوسن)،الفلم رحلة جميلة ورائعة الى عالم اخر وخفايا وكواليس اجمل واكبر متحف نمساوي في فيننا وهو المتحف الفني التاريخي.استمد المخرج في عمله احاديث مديرة المتحف ومدراء اقسام المتحف وفي الكثير من الاحايين كانت الموسيقى ترافق حجرات وصالات وحركة الكاميرة السينمائية.الفلم يعرض كنوز الامبراطورية النمساوية بالاضافة الى عمل العاملين في المتحف من عامل النظافة الى الديكور والاضاءات ويعد المتحف التاريخي المتحف الخالد في تاريخ النمسا الحاضر والمستقبل وكذلك عرض جانباً من زيارة الرئيس النمساوي مع زواره للمتحف.استغرق العمل في الفلم اكثر من عام وبعد انتهاء العرض اعتلى مخرج العمل الخشبة برفقة رئيسة المهرجان وكادر العمل ومديرة المتحف التاريخي ليصفق الجمهور الحاضر كثيراً لعمله الوثائقي لهذه الموسسة الثقافية الرائعة من وراء الكواليس.وبعد انتهاء العرض كان الجمهور مدعواً لحفل العشاء بعد العاشرة ليلا على شرف رئيس اقليم شتايامارك النمساوي.

سنحت لي الفرصة بمشاهدة عدة افلام في المهرجان ومنها فلم البحر الاول للمخرجة (كلارا تريشلير)ومدة عرضة 60 دقيقة ،يعد الفلم من الافلام الوثائقية الواقعية.صور فلم البحر الاول في قرية(نحالين) وهي قرية فلسطينية من قرى الضفة الغربية وتتبع السلطة الفلسطينية.يحكي الفلم قصة الاطفال والنساء من فلسطين،حيث ترتب احدى المنظمات رحلة لهم الى البحر في اسرائيل ليوم واحد بعد اخذ موافقات وتصاريح لهم من اسرائيل وللمرة الاولى ليروا البحر ويتمتعوا بيوم واحد على شواطئ البحر.الفلم يعرض الناحية النفسية للاطفال الفلسطينيين وكذلك حب الناس للسلام وخاصة احاديث الاسرائيليين على شواطئ البحر والرحلة بالباص لا تتجاوز 40 كيلومتراً لكنها شاقة ،الفلم يعرض الاختلاف الكبير ما بين الحياة والارض والبناء والاعمار في قرية فلسطينية منسية وما بين الاعمار في اسرائيل وكذلك يعرض روح الانتماء والحس الوطني لدى الاطفال من خلال شعاراتهم والمسرحيات في المدرسة..الفلم رحلة الى البحر ولكنه رحلة الى قرية نحالين بوجعها والمها.

 فلم الراديكاليون الاشرار للمخرج شتيفان روزوفيتسكى والمولود في فيننا عام1961 ويعمل ايضا صحفياً للتلفزيون النمساوي يعرض المعاملة السيئة التي يتلقاها اليهود من قبل الجنود النازيين في شرق اوربا ويتوجه المخرج بالسوال الى العامة والذين عاشوا مرحلة الحرب العالمية الثانية وكذلك تتخلل الفلم شهادات من محامي شارك في محاكم نورنبورغ في المانيا عام 1961 بالاضافة الى علماء نفسيين وراهب وقد عرض حياة اليهود في بولونيا ومعابدهم التي غدت خراباً في ايام النازية ..اليهود والظلم الذي تعرضوا له كان محور الفلم الوثائقي والمؤثر.استغرق عرض الفلم 90 دقيقة من الوجع والالم .

المهرجان عرض فلمين حول اليهود الاول البحر الاول والذي يعرض المعاملة السيئة التي يتلقاها الفلسطينيون من اليهود والثاني الراديكال الاشرار وفيه تلقي اليهود المعاملة السيئة وفي الفلم كانت مخرجة الفلم جريئة بطرح القضية الفلسطينية وتوغلها في عمق قرية نحالين وفي الفلم الثاني المخرج شتيفان يبرز بقوة الماساة التي تعرض لها اليهود في شرق اوربا.

فلم الوادي المظلم من الافلام التي تتباهى بها السينما النمساوية من اخراج وتمثيل وتصوير وموسيقى ويروي قصة اسطورة منسي واحداثه ترجع الى عام 1875 وشتاء جبال الالب المغطاة بالثلوج والاجواء القاسية وفارس يلقبونه بسيد وادي الظلام مع صهيل حصانه يبحث الفارس عن الملاذ الامن والحقيقة في قرية نائية في جبال الالب ولكن الاحداث لم تتركه!!فلم الوادي المظلم له بصمات هوليود ولكنه نمساوي ومن اخراج ادرياس بروخاسكا وبطولة النجم المحبوب توبيا موريتي واستغرق عرض الفلم 115 دقيقة من التشويق وحبس الانفاس وطبيعة جبال الالب القاهرة.

فلم المجرى الجليدي الدموي ولحظات من الرعب والهلع وشد الانفاس في جبال الالب،الفلم يعرض احدى محطات الابحاث الجوية في جبال الالب وفي جولة العلماء بين الجبال تقع انظارهم على مجرى جليدي ملطخ بالدماء وبعد فحص عينة من الجليد يتضح بان هناك حياة برية ويبدأ هجوم الحيوانات المسخ على العلماء وحتى الوزيرة القادمة للمحطة لم تسلم .فلم الجليد الدموي يعد ضمن افلام الرعب،وبما اني كنت جالساً في الصف الاخير في الصالة لاحظت مغادرة الاعداد من الجمهور من الصالة لقوة الفلم من ناحية الرعب والخوف والموسيقى.استغرق عرض الفلم 97 دقيقة وقد شارك قبل مدة في مهرجان تورتنو السينمائي.

فلم الرقصة الاخيرة فاز بجائزة مهرجان الفلم النمساوي الكبرى وهو من اخراج المخرج هوشنك الله ياري من مواليد 1941ـطهران وقد هاجر الى النمسا في مقتبل شبابه،المخرج هوشنك قام باخراج العدد الكبير من الافلام القصيرة والروائية منذ عام 1970 ويعمل حاليا معالجاً نفسياً وله عيادة في فيننا،الفلم يحكي عن علاقة جنسية ما بين امرأة طاعنة في السن وشاب وكان الموضوع محور النقاش في المهرجان ويقول المخرج بأن العلاقة ليست جنسية بقدر ماهي صداقة وانسانية وتفاهم واحاديث ويقول ايضا بانه قد عمل في السجون معالجاً نفسياً وفي عيادتي هناك حكايات واخيرا فان افلام هوشنك الله ياري حكايات من صميم الواقع النفسي النمساوي.

تم عرض اكثر من 192 فلما في 6 صالات وهذه الكمية من الافلام تم تصفيتها من عدد كبير وكان في المهرجان 28 فلما نمساويا جديدا ولاول مرة يتم عرضهم بالاضافة الى عرض 11 فلما وثائقيا رائعاً.

من الافلام الروائية الطويلة التي عرضت في المهرجان:الوداع،السخونة،الرقصة الاخيرة،عبرنا نحن،فتاة بفردة حذاء،الانسة الزا،الجليد الدموي،الوادي المظلم.بالاضافة الى عدد كبير من الافلام الروائية القصيرة والافلام الوثائقية الطويلة والقصيرة والافلام التجريبية.جوائز كثيرة وزعت في المهرجان وجائزة المهرجان الكبيرة قيمتها 15 الف يورو وتقدم من اقليم شتايامارك بالاضافة الى جائزتان من مدينة غراتس وقيمتها 6 الاف يورو والثانية 4500 يورو وجائزة افضل فلم قصير من قناة سيرفوس النمساوية وجوائز كارل ماير للتاليف وقيمتها 21700 يورو وتبلغ قيمة الجوائز التي وزعت ب 144200 الف يورو.

الربيع العربي والقضية الفلسطينية والشرق كانا حاضرين بقوة بالاضافة الى رحلة الكاميرة الى بقاع العالم وخاصة من الفنانين الشباب وهذا المهرجان يدعم مواهب الشباب في كل المجالات.ليال وامسيات جميلة تعيشها مدينة غراتس سنويا في بداية الربيع وعلى هوامش المهرجان وفي ساحة المدينة الرئيسية حيث شعلة نوروز تعشق سماء غراتس النمساوية.

كاتب كوردي ضمن الطاقم الصحفي للمهرجان