ابن تيميّة

ابن تيميّة

صرخ المقدّم ناصيف بأحد مساعديه:

- أبو رَمْزَتْ.. شكِّل دوريّة، وائتوني بالمجرم ابن تيميّة فورًا.

رجع أبو رمزت من مهمته مع أبالستهِ الستّة، وهو يكتُم ضحكته الممزوجة بالغضب والحقدِ وقال:

- سيدي المقدّم الرّكن.. ابن تيمية صارت عظامه مكاحل من ألف سنة، المجرم عبد الله هذا دلنا على قبره.

تلقّى "المجرم عبد الله" بضعَ لكماتٍ على وجهه، مصحوبة بشتائم كان قد حفظها المقدّم الرّكن من جَبَلهِ الأشَمّ. سبّهُ وسبَّ دينهُ وربَّهُ جلَّ في عُلاه، وصرخَ بزبانيتهِ:

- خذوه إلى زنزانته، واجعلوها قبره، إلى أن ننقلهُ إلى جانب شيخهِ ابن تميمة.

- عبد الله: عفوًا سيدي.. ابن تيمية.


كلّهم في الضّلال والإجرامِ سواء

قال لي صاحبي:

- هؤلاء حُكّام بنغلاديش نفّذوا حُكم الإعدام بعالمٍ جليل من علمائهم المسلمين، وهُم مُسلمون!!

وقال آخر:

- وحكّام مصر الانقلابيّون نفّذوا وما زالوا يُنفّذون أحكام الإعدامِ والقتل العمد بدمٍ باردٍ بمئات العلماء الأحرار من شرعيّين، وسياسيّين، وكبار المثقفين، ومن النّساء العفيفات الصالحات، ومن الأطفالِ الأبرياء..

وقال ثالث:

- فلماذا تعتبون على ما فعله ويفعلُهُ حافظ وبشّار وهُما ليسا سوريّين ولا عربيّين ولا مُسلمَين؟!

وقال رابع:

- صدقتم.. كلّهم في الضّلالِ والإجرامِ سواء.


آلآن وقد عصيت؟

كان في سكراتِ الموتِ وحيدًا على فراشه، يهذي ويبكي ويعترفُ بجرائمهِ عندما كان في ركابِ حافظ، ويطلبُ من الله أن يغفرَ له اعتداءهُ على معلّمتينِ شريفتينِ في سجنِ فرعِ فلسطين، واغتصابِ فتى من أبناء الملائكة، وتعذيبه الدّعاة إلى الله الشّرفاء الأطهار، واعتداءِهِ على أموالِ تاجرٍ اتّهمهُ بأنّه كان يُموّل المجاهدين، وسواها من الجرائم التي كنت أسمع بعضها فأفهمه، ويغيبُ عنّي كثير من كلامه، فهمستُ في نفسي:

"آلآن وقد عصيتْ"؟!

وسوم: العدد 783