هكذا الرجال

قال لي، وكفّهُ على عينه اليمنى:

-       قدّم لي النادل غداء فاخرًا لم أطلبه، نظرت إليه بعينٍ واحدة، لأن الثانية تحتاج إلى عملية ، وليس معي شيء مما تتطلبه العملية.

قال لي صاحب المطعم، الواقف إلى جانب النادل، وهو يلوّح بديوان رباعيّات الخيام من ترجمتي:

-       كُلْ هنيئًا مريئًا أيها الشاعر العظيم، فمن وراء ديوانك هذا صرتُ غنّيًا.

وصاح في الزبائن:

-       قوموا حيّوا الشاعر العظيم: الصافي النجفي.

نظرت إلى الديوان، وإذا هو ملوّث بأنواع الخمور.. طلبت الهاتف، وفتحت لدار العلم للملايين، وقلت لهم:

-       أرجوكم لا تطبعوا الرباعيّات، لأنني عدلت عن طباعته.. وبقيت عيني بلا عملية، حتى لا أفسد القراء بقراءة هذا الديوان.

وسوم: العدد 792