سميري في سفري

نعماء محمد المجذوب

أراه يطل من عليائه يبصبص من وراء الغيوم .

كلانا في سفر، أنا وأنت يا قمر، أنت في فضائك اللامتناهي ، وأنا في مكاني المغلق في العربة ، تتسلق عيناي الآفاق الشفافة ، وترتاح روحي لأنوارك .

نحن معاً هائمان في الكون ، لا تغادر نظراتي وجهك المتلألئ ، ولا يغادر وجهك وجهي ، نحن في هيام وائتلاف .

سبحان الله !

ألا تتعب يا قمر من المسير ؟

الليل طويل ، ولا تزال معي تسامرني بأنوارك .

أنت سميري في دجيتي ، تروح معك أحلامي .

أخذتني أمنة من نعاس .

ذبل جفناي .

نامت أحلامي .

ثم .... أطللت من خلال زجاج نافذة العربة ، بدهشة تساءلت :

أين سميري ورفيقي في سفري ؟

أهو كذلك ، قد أخذته أمنة من نعاس ؟

بحثت عنه ، رأيته قد التحف بالشفق ، يهدهده ضياء الشمس عند الصباح .

نام سميري بعد ليل طويل ، ونامت معه كل الأحلام ، وانبعثت آمال إلى لقاء آخر، في سفر طويل في البر.

وسوم: العدد 797