غابة القرود

م. محمد ماهر مكناس

قصة للفتيان

1

كان يا ما كان

قي قريب الزمان

غابة مترامية الأركان

فيها الزروع والحبوب والخضار

وعدد كبير من الأشجار

*****

2

تقع هذه الغابة على رابيه

في تلة عاليه

قطوفها دانيه

وكان يسكن هذه الغابة

عدد كبير من الحيوانات

من الأسود والذئاب

والثعالب والضباع

والأرانب والغزلان

*****

3

ونظراً لتطور الأحوال

وتعاقب المصائب والأهوال

قل عدد الوحوش المفترسه

ولم يعد لها دور في حكم الغابه

ولا في تسيير شؤون العصابه

ونظراً لأن عدد القرود كان كبيرا

تسلمت القرود موقع القياده

وأصبح لهم العزُّ والسياده

وأصبحوا في سدة الرياده

*******

4

تسلط القرود على سكان الغابه

وأصبحت لهم قوة وسطوة

وأصبح كل واحد يحمل بارودة أو مطوه

لكي يرهبوا سكان الغابة بالقوة والسلاح

وأصبح كل شيء عندهم مستباح

*****

5

وأصبحوا ينتشرون بالأودية والسهول

ويفرضون سطزتهم على الشباب والكهول

وأصبحت ترى القرود في كل مكان

وتراهم وتسمعهم في وسائل الإعلان

حتى وصلوا إلى قيادة الأركان

********

6

والناس في ذلك مبهوتون

لا يعرفون كيف يتصرفون

مع مجموعة القرود المتسلطين

*******

7

وفي يوم من الأيام

اتفقت جماعة القرود

على تنصيب رئيس معهود

ولكن نظراً لأن قوانين الغابه

تقضي بأن يكون الأسد هو ملك الغابه

لذلك اتفقت قرود الغابه

في اجتماع لمجلس الغابه

على تسمية رئيس القرود بالأسد

فأصبح القرد الكبير أسداً

ونصبوه ملكاً على الغابة وهو قرد

******

8

وأصبح سكان الغابة يرقصون

ويسرحون ويمرحون وينشدون

أصـبـح السـفـح مـلـعـبــاً للقــــــرود

فاغـضــبـي يـــا ذرى الجبال وميدي

إن مــــن غـضـــبـــة الــزمان علينا

أن يكــون الرئيس من عصبة القرود

*******

9

وأصبح القرود ينتشرون في كل مكان

وذلك بناء على رغبة القرد السلطان

حتى وصلوا إلى كل مكان

وسيطروا على جميع الأركان

واستخدموا في ذلك الحديد والنار

وكل أساليب الخنا والزنا والعار

*****

10

وهكذا عاش سكان الغابة في خضوع

وأظهروا للقرد الكبير الذل والخنوع

وأصبح كل شيء محظور وممنوع

وأصبح سكان الغابة بين سجين أو قتيل أو مفجوع

*******

11

وهكذا يا ساده يا كرام

عاش سكان الغابة ملتزمين بالطاعة والاحترام

لعائلة القرود أولاد الحرام

ليعيشوا بأمن واطمئنان وسلام

وفي خضم هذه الأحداث العظام

أنجب القرد الكبير خمسة جراء

واحدة من البنات وأربعة من الأبناء

******

12

أراد القرد الكبير

بعد أن شعر بنهاية المصير

أن يورث حكم الغابة لابنه الصغير

فهبت عصابة القرود من الصغير والكبير

وأمعنوا النظر والتفكير

واعترضوا على هذا المصير

وأظهروا الاعتراض والنكير 

ولم يوافقوا على هذا التغيير

*****

13

لذلك قام القرد الكبير

بتصفية شاملة للقردة الكبار

فمنهم من قتل ومنهم ذهب إلى السجن

ومنهم من لاذ بالفرار 

فأصبحت الساحة خالية من القرود الأشرار

لينعم القرد الصغير بالأمن والاستقرار

ولم يحسب للقرود الكبيرة أي اعتبار

رغم ما قدموه للقرد الكبير من تضحية وإصرار

******

14

وتمر الأيام

وتمضي الشهور والأعوام

والقرد الكبير يصاب بالأمراض والأسقام

ويصاب بضعف النظر والسرطان وهشاشة العظام

حتى تجرع الموت الزؤام

فهرعت عصابة القرود

إلى القرد الصغير ليتوجوه ملكاً للغابه

ونظراُ لأن ملك الغابة يجب أن يكون أسداً

فأسموه أسداً

وهو في الحقيقة قرد من القرود

*****

15

ضجت الغابة الكبيرة

من هذه الأفعال المثيرة

واستاؤوا من هذا الاختيار

لما سمعوا تلك الأخبار

وأبدوا الضيق والانبهار

فأخذ سكان الغابة بالمظاهرات الوطنيه

وانتهجوا في ذلك نهج السلميه

ولكن القرد الصغير أصابته العنجهيه

فأخذ يتصرف ضد السكان تصرفات عصبيه

وأحياناً تصرفات هيستيريه

******

16

ونظراً لأنه قد تعلم من والده دروساً في الإجرام

فأخذ يفتك بالسكان

ويفعل بهم أفعال أولاد الحرام

فانتفض سكان الغابة من جديد

وبدؤوا بمقاومة عصابة القرود 

********

17

فتجمعت عصابات القرود في المباني والساحات

وأخذوا يفرقون السكان بالعصي والهراوات

وبالبواريد والدبابات

وبالمدافع والصواريخ والطائرات

ظناً منهم أنهم سيقمعون الجميع

بهذا الأسلوب السافل الوضيع

حتى تسلحت الجموع

لتقاوم القرد الصغير المخلوع

وتقف في وجه عصابة القرود

*******

18

وبدأت الثورة والهجمات

واشتدت الفورة والغليان

وازدادت البلايا

وزاد عدد الضحايا

ودمرت البيوت والمساجد والتكايا

وأصبحت الغابة قاعاً صفصفا

وأصبح وضع السكان مؤسفا

وأصبح شبح الموت في كل مكان

والخراب والدمار في كل الأركان

**********

19

ففي كل شبر قتلى وجرحى

وفي كل يوم سجناء وأسرى

حتى بدأ السكان من الغابة يهربون

 وإلى الصحارى والفيافي يلجؤون

وفلت من عصابة القرود الزمام

وأصبح سكان الغابة في خصام

وفقد السكان الأمن والسلام

********

20

وتسلح الجميع

واشتبك القرود بالسكان بأسلوب وضيع

فقتلوا الرجل والمرأة والطفل الرضيع

ودمروا البيوت بشكل فظيع

وهدموا المساجد والمعابد بشكل شنيع

ولم يعد أمام السكان إلا الهروب

في الصباح والمساء وعند الغروب

*******

21

ولما اشتدت ضربات السكان على القرود

وقرب عليهم اليوم الموعود

أمام الشاهد والمشهود

جاء الخنازير من لبنان

وجاء بعدهم خنازير إيران

ولم يكتفوا فأحضروا خنازير أفغانستان

وكلاباً من غيرها من البلدان

ليدعموا عصابة القرود 

*****

22

ولكن سكان الغابة وقفوا لهم بالمرصاد

بكل إصرار وعناد

وصاحوا هذا يوم التناد

وحشدوا في وجوههم العدة والعتاد

لينقذوا العباد والبلاد

وليطردوا من الغابة كل قواد

ويطهروا الغابة من أهل العهر والفساد

*******

23

واجتمع من سكان الغابة كل راشد

ليطردوا كل لئيم وحاقد

ويفتحوا الغابة لجميع الساكنين

ليعشوا فيها سالمين

ويعيش أبناؤهم آمنين

فلا ملاذ للذئاب والأسود

ولا مكان للخنازير والقرود

*******

24

وكان ما كان من الأمور الغريبه

والأحداث القاهرة العجيبة

أنه عندما ضاقت على القرود الأحوال

وضاقت عليهم السهول والتلال

استنجدوا بالدببة الأنذال

من الروس في أقصى الشمال

ولم يعرفوا أن الدببة الروس قوم جبناء

وأنهم كذابون أدعياء

وأنهم جاؤوا لقتل العباد

وسرقة ما تبقى من خيرات البلاد

********

25

وهكذا يا سادة ياكرام

أخذت الأمم تتداعى علينا

كما تتداعى الجياع إلى قصعة الطعام

من الصين ولبنان وأفغانستان وروسيا وإيران

حتى وصل الأمر إلى بلاد الصليبيين اللئام

وخرج الأمر من عصابة القرود

وأسلموا أمر الغابة للدببة والوحوش والأسود

وأخذ كل طرف من هذه الأطراف اللعينه

يأخذ حصته من هذه الغابة المسكينة

*********

26

حتى تدمرت البلاد

وضاع السكان والعباد

وخسرنا كل ما ننتج من الغذاء والمواد

وأصبح سكان الغابة كالأيتام

على موائد المجرمين اللئام

 وتم تنكيس الأعلام

حزنا وأسفاً على ما صارت إليه الغابة 

وأصبح النشيد الوطني على الدوام

قال المشرد يوماً

لا بد أن نعود

فالأرض أرض جدودي

ولن يضيع الجدود

وسنقضي عما قريب

على عصابات القرود

وعلى كامل المجرمين

من الدببة والخنازير والأسود

*******

27

وهكذا أيها الأحباب الصغار

ثار سكان الغابة الأحرار

على جميع المجرمين الأشرار

في الليل والنهار

حتى بزغ الفجر وسطعت شمس النهار

وعادت إلى الغابة الحشائش والزهور والأشجار

والحيوانات الأليفة والأطيار

وعاش سكان الغابة في سرور

وأخذوا ينعمون بالهناء والحبور

بعد أن قضوا على عصابات القرود

ومن والاهم من الدببة والخنازير والوحوس والأسود

*********

28

طفل : جدتي .. جدتي .

طفل آخر : جدتي .. جدتي

الجدة : ماذا تريد ياحبيبي ؟.

الطفل : حكاية أخرى يا جدتي

الجدة : لقد حان وقت النوم يا أحبائي وفي مساء الغد سأحكي لكم حكاية جديدة .. هيا إلى النوم يا أحبائي وتصبحون على خير .  

وسوم: العدد 799