أخ

تُوفي مخاصماً لآخاه ، انتظرناه لكنه لم يأتي . لم يزر أخاه طريح المرض لمدة ناصفت السنة ، وكان ذلك يثير غضبنا ، واستغراب عواده ..

ما أقسى قلبه ! هل خلا قلبه من الرحمة ؟ هل يحقد على أخاه الى هذه الدرجة ، ليسا الأولان و لا الأخيران ، فالإخوة طالما يتخاصمون لعدة أسبابْ، ويندر جدّا أن يوجدْ إخوة لم يتخاصموا لأجل الميراث ، والأرض والزرع ...

لكن المرض والاحتضار فالأمر مختلف كلية ...

بهذا كان يتهامس زوار المريض أو بعض جيرانه...

وما لبث أن تٌوفي أخاه فأسرع باكياً ، وتقبل التعازي من المعزين ، واشترى والسميد والقهوة والسكر وذبح ثلاث كباش...

جميع المعزين مدحوه وحمدوا الله أنه تصالح مع أخاه قبل أن يموت ...

وسوم: العدد 1037