تماسك

مرِض والدي فأدخلناه المستشفى . وكُنتُ أعوده كل مساء ، لأني أقل أخوتي انشغالا ً...

كان يرقدُ بجانبه في نفس الحجرة ، رجل مسّن مريض ، ربما يكبره بثلاث سنوات أو أربع ، وكانتا تزوراه ابنتاه بين الفينة والأخرى ، وقد كانتا تتأنقان في لباسهما ، فتبدوان أكثر جمالاً وجاذّبية !

كنتُ أشعر بالحزن لأجلهما فكلما تزورانه تشرعان في البكاء..

كانت دموعهما تؤلمني وتدميني ، فتنسيني مرض والدي ، لكن المدهش أنهما لم تكنا تبكياه خشية أن يموت ، وإنما بسبب صراخه الهستيري المستمر :

ـــــ أريد أن أذهب الى البنك ! الطبيب أخبرني أن صحتي جيدّة ، وأستطيع أن أمشي ، وأركض ... أموالي ....

قالت لي البنت الكبيرة ، وهي تمسحُ دموعها بمنديل ورقي :

ــــــ أنت محظوظ ! حقيقة أنت محظوظ ..والدك متماسك وهادي وقلبه ليس معلقاً بالحياة!...

وسوم: العدد 1040