عمر الأرض

كان مُستلقي على الأريكة ينظر متكاسلا الى الأوراق في يده .. في الغد ربما ستكون الجلسة الأخيرة مع أخويه ، فيما يخص النزاع حول قطع الأرض الفلاحية!..

   كان ابنه الصغير منشغل بحل واجباته المنزلية ، و ألأكبر منغمس في مشاهدة شريط وثائقي جغرافي ! أما الزوجة ففي المطبخ ...

انتبه فجأة ...وضع الأوراق على الطاولة الزجاجية الصغيرة أمامه...

ــ عمر الأرض يقدر بأكثر من أربعة ملايير سنة!..

ــ ما نسبة عمري أنا أو أخي بالنسبة لعمر الأرض! الأرض عمرها ملايير وليس ملايين بينما أنا فبضع عشرات! كم سأعيش؟ كم هي حياة أخي ؟.. وأبنائي..زوجتي..

مهما كانت الحياة طويلة فإنها الى نهاية..

إذن لماذا هو شديد العداوة والخصام، ينقضُ على أخويه في المقاهي والشوارع كما في المحكمة؟  

يمتلك فيلا ضخمة... أرض واسعة غير تلك المتنازع عليها ...شاحنة... وسيارتين جديدتين!.. وثلاثة أولاد!

نادى زوجته وأخبرها أنه سيتنازل عن الأراضي المتنازع عليها ، فقالت مبتسمة بأن يفعل مايراه صائبا، ومريح لضميره!..

اعتدل في جلسته ، وشارك ولده في متابعة الشريط الوثائقي ....

ـــ بعد مائة سنة ، أو ألف سيكون حالنا مثل الديناصورات التي انقرضت منذ ملايين السنين ! حتى هذه الأرض الفلاحية التي نتقاتل من أجلها لا أعرف لمن تصير ؟... ومن سيحرثها ؟...

وسوم: العدد 1072