النرجس

جوتيار تمر

في تلك البقاع البعيدة..التقينا....لا اعلم كيف بدأت قصتنا...كان ذاك اليوم ممطرا عندما وجدتك بمظلتك البيضاء.. تسيرين تحت المطر..خطواتك كانت تتكلم عنك..اشتد المطر..مظلتك تمردت عليك..بسرعة احتميت بحافة سقف..انتبهتِ...التفتِ..وجدتيني أقف بجواركِ...همستِ برقة لا متناهيةآسفة لم ألاحظك...لا باس..قلتها لك نظرتِ إلى وجهي خلسة...انه يوم بارد...قلت نعم..وجهكِ تغير..شعرتُ باني جرحتكِ..فقُلت إلى أين أنتِ ماضية..تَفتحت اساوير وجهكِ..قلتِ ذاك الفندق..حيث اعمل..وأنت إلى أين...؟إلى الفندق ذاته حيث انزل..وجدتُ ابتسامة خفية تجتاح شفتيكِ..عندما يهدأ المطر نسير معا قلتيها..شعرت برعشة تخترقني..لا باس وهدأ المطر..سرنا معا..وصلنا...........قلتِ في أية غرفة تنزل..........أعطيتكِ مبتغاكِ........... كان الليل قد نشر تعاليمه.. تركتنا بعضنا...في ساعة متأخرة من الليل..رن هاتفي.... هل لدَيك الوقت ..نعم...إذا أتيك أنا الآن... نعم.... انتظرني.... نعم... لحظات... صوت الباب... شعور مايجذبني.. افتحه...وجهكَ مشرق جدا...هل ادخل...نعم....هل تأتي وحدكَ... نعم...هل لديكَ شيء اشربه...نعم....هل...نعم...ماذا ألا تعرف غير نعم...نعم...لا....لا....يمضي الوقت...أجدكِ تقتربين...هل أحضانكَ دافئة..مثلما نبرات صوتك...وتضعين راسكِ على صدري الفكِ بذراعي..تهمسين كم هي دافئة...حنونة...كأني من ذهولي ..نسيت الكلام...أصابني الخرس.....هل تحب الصمت دائما...نعم....دعني أغطيكَ..فيداك باردة ..إنها ليست كأحضانك..لفنا غطاء...و...ما هذا النقش على ذراعك..إنها نيَرطز(نرجس)...وما هي...إنها أنا اسمي...نعم وما هي...وردة تنبت في أقاصي بلادي..ألا تنتمين إلى هذي البلاد..؟لا...أنا من بلاد النرجس(نيَركز)وأين هي هذه البلاد..؟هناك في أقصى الشمال..حيث الجبال..والأنهار..العيون...والبساتين..الثلوج والأمطار...البراءة والحب...ما لونها هل.. هي حمراء..؟بلادي لا..بلى فدماء ابنائها لاتتوقف سفكاً... لستُ اقصد..النرجس(نيَركز)..لا...إنها تمزج الأبيض بالأصفر فيولد منها عبق يرد الروح اصمت قليلا....نعم اعرفها...بل شممت رائحتها فانا يانيَركز من تلك البلاد..انقل بكلماتي هذه الذهول أليكِ..فتلف يداكِ جسدي..لتضمني ..وتهمسين هل تشعر بالدفء يا ابن بلاد النرجس...نعم...ويطوي الليل صفحتنا..واسمعك تقولين لا تدع نيَركز تذبل...عد إليها...نعم....!