هنا..عتمة

أقاصيص من أدب السجون

هنا..عتمة

زكرياء بوغرارة

ﻛﺘﺒﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﻌﺘﻤﺔ الممتدة ﻣﻦ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺳﺤﻴﻘﺔ

1

ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﺍﺋﺤﺔ

ﺑﺒﺴﻤﺔ ﺧﺒﻴﺜﺔ ﻣﻮﻏﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺮ ﻗﺎﻝ ﻛﺎﺑﻴﻼﻭﻫﻮ ﻳﺮﺍﻗﺺ ﻫﺪﺑﻴﻪ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ

ﻣﺴﺘﻔﺰﺓ ... ﻭﺟﺴﺪﻩ ﺍﻟﻀﺨﻢ ﻳﻬﺘﺰ ﻛﺎﻧﻤﺎ ﺍﻋﺘﺮﺍﻩ ﻣﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻦ ".. ﻣﺎ

ﺍﺣﺴﻦ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ .. ﻫﻨﺎ ﺍﻧﺖ ﻓﻲ ﺑﻘﻌﺔ ﺍﻛﺜﺮ ﺍﻣﻨﺎ .. ﺍﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ ..؟؟ "

ﺍﺭﺳﻞ ﻣﻦ ﻓﻤﻪ ﻧﺨﺎﻣﺔﺯﺭﻗﺎﺀ ﺗﻤﻴﻞ ﻟﻠﺨﻀﺮﺓ ﺍﻟﻤﻘﺰﺯﺓ ﺛﻢ ﺩﻋﺴﻬﺎ

ﺑﺤﺬﺍﺀﻩ ...

- ﻓﻨﺪﻕ ﺧﻤﺴﺔ ﻧﺠﻮﻡ..

ﻧﻴﻬﺎ ﻧﻴﻬﺎ ﻫﺎ ﻫﺎ

ﻫﻜﺬﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻬﻘﻬﺎﺗﻪ ﺍﻟﻤﺎﺟﻨﺔ ﺍﻟﻌﺎﺑﺜﺔ .. ﺍﻭﺻﺪ ﺍﻟﺒﻮﺍﺑﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ

ﻟﻠﻤﻨﻔﺮﺩﺓ ..

ﻓﺎﻧﺒﻌﺜﺖ ﻣﻦ ﺟﺪﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻘﻬﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﺍﺋﺤﺔ...

ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺟﻤﺎﺩ

2

ﻓﺠﺎﺓ ﻻﺫ ﻟﻠﺼﻤﺖ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ ﺍفﻟﻜﻬﻮﻟﺔ .. ﺻﺎﺡ ﻛﺎﻳﻴﻼ ﺟﻼﺩ

ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﻞ

ﺍﻟﺴﺮﻱ .. ﺍﻭﺍﻟﺤﺎﺝ ﻟﻜﺒﻴﺮ "ﺑﺰﺍﻑ " ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻨﺎﺩﻭﻧﻪ ﻓﻲ ﻣﺮﺑﻊ

ﺍﻟﻔﺰﻉ..

ﺍﺳﺘﺸﺎﻁ ﻏﻀﺒﺎ .. ﻭﻫﻮ ﻳﺼﺮﺥ ..

- ﻣﺎﺫﺍ ﺩﻫﺎﻙ .. ﻫﻞ ﻓﻘﺪﺕ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰﺍﻟﻨﻄﻖ ..

ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻩ ﺿﺤﻴﺘﻪ ﺍﻱ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﻇﻞ ﻛﺠﻠﻤﻮﺩ ﺻﺨﺮ ﻻ ﻳﺘﺤﺮﻙ ..

ﻏﻤﻐﻢ ﻛﺎﺑﻴﻼ ﺑﺼﻠﻒ ...

ﺍﺳﺤﺒﻮﻩ ﻟﻠﻘﺒﻮ .. ﺍﻧﻪ ﻗﻈﻌﺔ ﻣﻦ ﺟﻤﺎﺩ

3

ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﻤﻤﻨﻮﻉ

ﻛﺎﻥ ﺣﻨﻴﻨﻪ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﻳﺒﺪﻭ ﻣﻦ ﺯﻓﺮﺍﺗﻪ ﺍﻟﺤﺮﻯ .. ﺍﺑﺘﺴﻢ ﺑﺨﺒﺚ ﻭﻗﺎﻝ

ﻟﻮﺳﺠﻨﺖ

ﻣﻊ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﻟﺘﺤﻮﻟﺖ ﺍﻟﻌﺘﻤﺔ ﺍﻟﻰ ﻧﻮﺭ ﻳﻀﻴﺊ .. ﻭﺍﻧﻔﺎﺱ ﺗﻄﻴﺐ .. ﻟﺬﺕ

ﻟﻠﺼﻤﺖ ﻛﻌﺎﺩﺗﻲﻓﺎﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺣﺒﺒﺖ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺗﺒﺪﺩﺕ ﻛﻔﻘﺎﻋﺎﺕ ﺃﻟﻬﻮﺍﺀ

ﺍﻟﺰﺍﺋﻐﺔ .. ﺍﺻﺒﺤﺖ ﺍﻻﻥ ﺑﻴﻦ ﺫﺭﺍﻋﻲ ﺭﺟﻞ ﻛﺎﻥ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺻﺪﻳﻘﻲ .. ﺗﻠﻚ

ﺍﻻﻳﺎﻡ ﻻ ﺍﺭﻏﺐ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺬﻛﺎﺭﻫﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﻣﺮﺑﻊ ﺍﻟﻌﺘﻤﺔ ..

ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻥ ﻳﻨﻜﺶ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺟﻊ ﻓﺎﺭﺳﻠﺖ ﺯﻓﺮﺍﺗﻲ ﺗﺘﻮﺍﻟﻰ

- ﻳﺎ ﺭﻓﻴﻘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﺍﻧﺎ ﺣﺎﺭﺑﺖ ﻭﺳﺠﻨﺖ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﻓﻜﺮﺓ ﺁﻣﻨﺖ ﺑﻬﺎ ﻻ

ﻟﻌﻴﻮﻥ ﺃﻣﺮﺃﺓﺍﺣﺒﺒﺘﻬﺎ..

ﺷﺎﺭﻛﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻠﻢ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺍﻭﺩﻧﻲ ﻭﻳﻨﺎﻭﺷﻨﻲ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﻰ

ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ

ﻳﻬﻮﻱ ﺍﻟﺼﻨﻢ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺤﻠﻢ ﻗﺪ ﺗﺤﻘﻖ ﺫﺍﺕ ﻓﺠﺮ ﺻﺎﺩﻕ .. ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻧﻬﺮﻭﻝ

ﻟﻨﺪﻋﺴﻪ ﺑﺎﻗﺪﺍﻣﻨﺎ ..

ﻗﺪ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﻌﺘﻤﺔ ﻷﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﺍﺣﻠﻢ ﺑﺎﻟﺤﺮﻳﺔ ﻻ ﺑﺎﻟﺤﺐ ..

ﺳﺎﺩ ﺍﻟﺼﻤﺖ .. ﻛﺠﺪﺍﺭ ﺍﻟﻘﻬﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻴﻨﻨا

4

ﺣﺸﺮﺟﺎﺕﻭﺍﺣﺘﻀﺎﺭ

ﺳﻘﻂ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻖ .. ﺍﺭﺿﺎ ﻟﻘﺪ ﺧﺎﻥ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﺻﺎﺣﺒﻪ .. ﺧﺮ ﻣﻐﺸﻴﺎ ﻋﻠﻴﻪ

ﻭﻟﻜﻦ ﺭﻭﺣﻪﺍﻟﺼﺎﻓﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﻌﻠﻦ ﺧﻴﺎﻧﺘﻬﺎ ﻇﻠﺖ ﺗﺮﻓﻊ ﺭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ .. ﺑﺪﺕ

ﻳﺪﻩ ﺍﻟﻴﻤﻨﻰ ﻭﺩﺑﻖ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻮﺡ ﺑﺎﺻﺒﻊ ﺍﻟﺴﺒﺎﺑﺔ ﻛﺄﻧﻤﺎ ﻳﻌﻠﻦ ﻋﻦ ﺩﻧﻮ

ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ .. ﻭﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺫﺍﺕ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﺭﺗﺴﻤﺖ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺘﻴﻪ .. ﻭﺗﺮﺑﻌﺖ ﻓﻲ

ﻣﺤﻴﺎﻩ .. ﻧﻈﺮﺍﺗﻪ ﺍﻟﻮﺍﻫﻨﺔ ﺗﺠﻮﻝ ﻓﻲﺍﻟﻌﺘﻤﺔ ..ﺭﻭﻳﺪﺍ ﺭﻭﻳﺪﺍ ﺍﺭﺗﻔﻊ ﺻﻮﺕ

ﺍﻟﺤﺸﺮﺟﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﻫﻨﺔ ... ﻟﻢ ﻳﺪﻡ ﺍﻻﺣﺘﻀﺎﺭ ﻃﻮﻳﻼ .. ﻫﺎ ﻗﺪ ﺍﺳﻠﻢ

ﺍﻟﺮﻭﺡ ....

ﻣﻀﻰ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﻏﺮﻳﺒﺎ ...

ﺻﺎﺡ ﻛﺎﺑﻴﻼ ﺟﻼﺩ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﻞ ﺍﻟﺴﺮﻱ ﻭﻛﺒﻴﺮ ﺣﺠﺎﺝ ﺍﻟﻈﻼﻡ .. ﻛﺎﻧﺖ ﺷﻔﺘﺎﻩ

ﺗﺮﺗﻌﺸﺎﻥ ...ﻭﻭﺟﻬﻪ ﻳﻤﻴﻞ ﻟﻠﺰﺭﻗﺔ ﺍﻟﺪﺍﻛﻨﺔ

- ﻟﻘﺪ ﻣﺎﺕ.. "ﺟﺎﻑ "

ﺗﺤﻠﻖ ﺃﻟﺠﻼﻭﺯﺓﺣﻮﻝ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﺍﻟﻤﻨﻜﻞ ﺑﻪ ...ﻭﺍﻟﺼﻤﺖ ﺳﻴﺪ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ

ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﺑﻴﻼ ﻳﺪﻭﺱ ﺍﻟﺠﺜﺔ ﺑﺤﺬﺍﺀﻩ ..ﺍﻟﺘﻔﺖ ﻟﻠﻮﺭﺍﺀ ﻗﻠﻴﻼ.. ﺍﻟﻘﻰ ﺑﺴﻴﺠﺎﺭﺓ

ﺍﺭﺿﺎ ﺛﻢ ﺩﻋﺴﻬﺎ. ﺑﻌﺼﺒﻴﺔ