صدى الحروف

زين العابدين خيرهم

صدى الحروف

زين العابدين خيرهم

غفا قليلا ، فأيقظه الصراخ والصخب .... نهض بعناء، وأطل من شرفة السقيفة، فهاله ازدحام البشر، وسحابة من الدخان والغبار تصاعدت قاتمة في الهواء بين الدروب، في حين تلاشت في السماء صدى الغمغمات، بين ثنايا الضحك البكاء ، أنين الشجى نغمات تخرق المدى، نكهة الطين المحروق رضف الخشب المرصوص، بالكاد ترى دورا لألم ضلوع الصفيح حاول إغلاق النافذة ... عجزت كفاه التحكم بالمقبض، استلقى على السرير وسط سكون التيه، متأملا حروف آثار انسياب الماء بين حرفي الصدع الإسمنتي الصلب ، دون أن يرف الطرف رمشة عين لملم بعضا منها همسا خافتا صامتا بين شفتيه، لم يكن لينسى تلك الحروف أبدا ، فاسمه خدش محفور على وجع الصخر، معجون بدمع الأمس القادم الأصم ، لم يستطع استحضار كل الألقاب والأعمار .. كل الأعداد ...كل النغمات التي تلاشت عبر المدى بين الغبار والسحاب وكل حروف الصدى بين ثنايا الضحك البكاء... حتى غفا قليلا ليسمع من جديد أزيزا مدويا ... يتلو سورا على الصخرة الموشوم عليها اسمه ... كاف ونون.