أميّة أُم

سمر حامد العامودي

سمر حامد العامودي

كانت الأم مع فرط جهلها بالقراءة والكتابة، لا تتوانى عن حمل كتاباً مدرسياً يخص ولدها الأوسط، وتُوهمه أنها تقرأ، وتقلّب صفحات ذلك الكتاب بعناية بالغة، وتتفحص ما بين السطور كأنها تبحث عن كلمة غابت عَنْها. وقبل مجيء ولدها بلحظات إلى الغرفة التي كانت تجلس فيها، قلبتْ صفحة من الكتاب، فإذا بصورةٍ مرسومةٍ على الصفحة المقابلة تعبّر عن أطفالٍ وشجر، عََرَفتْ وقتئذ أنها كانت تحمل الكتاب بالمقلوب، فاعتدَلت في جلستها بخفة متناهية، وقالت بلهجة آمرة بعد أن عدّلت حَمل الكتاب: إسمع يا بُني: عليك أن تدرس وتجتهد إلى أن تستطيع حمل الكتاب بطريقةٍ صحيحةٍ من غير أن ترى صورةً فيه.