حُلم

سمر حامد العامودي

سمر حامد العامودي

كانتْ دائماً تحكي لحفيدتها كيف لعبتْ مع أطفال جيرانها في بلدتها القديمة في فِلسطين الحبيبة.

وتعيد ذكرياتها، وما تفتأ تكرّر ذكر الألعاب نفسها في كل مرة، والحفيدةُ تسمع لجدتها بلهفة، وكأنّها تسمعها لأوّل مرّة، في كل مرّة تحاكيها الجدّة، وكانت الحفيدةُ تحكي لجدتها الحبيبة حُلمها الذي تحلم به. نفس الحُلم في كل مرّة تجلسُ معها. والجدّة لا تفتأ تفترّ شفتاها عن ابتسامةٍ حميمة لحفيدتها الغالية عند سماعها الحُلم، وفي كل مرة كأنّها تسمعه أّول مرة، وتقول الحفيدة:

حلمتُ يوماً أنّ الصغار قد كبروا

وما عادوا أطفالاً

وأنّ المحبّة ملأت قلوبهم وما صبروا

على ظلمٍ أو إذلال

وداسوا الشوك بالأقدام

ونادوا إلى الأمام إلى الأمام

بأصواتٍ عاليةٍ تخيف، وتحمي الضعيف

 

 

حلمت

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


 

ونادوا: يا ألله، إليك نركع

وجعلوا الجبل مسجداً ومرتعا

ترصّدوا لأعداء الله

في كل مكان

وتزودوا بتقوى الله، بالإيمان

واتّحدوا، إتّحدوا على الطغيان

فطهّروا الأرض من الرِّجس

منْ سُم الثُعبان

هكذا رأيتُهم يكبُرون، ويكبُرون

أقوياء كالأسود، يعملونَ ويعملون

لا تحدّهم حدود

وحلمي طال وَطال

وزَهتْ الشمس وطلعَ النّهار

وما زلتُ أحلم

أنّ الصِّغار

قد كبروا وما عادوا أطفالا...