خيانة مشروعة

البراء كحيل

[email protected]

قالَ لها : وهيَ فيْ أوجِ سعادتها وقلبها ينبضُ بنبضاتِ الهوى , " لقد وقعتُ في حبّ أخرى " , قالت والبسمةُ تعلو ثغرها ظانّة أنّهُ يمازحها : لا يمكنكَ أنْ تعشقَ غيري !! , لكنّهُ واصلَ كلامهُ بكلّ صرامةٍ ومنْ غير تبسّم , لمْ أستطعْ مقاومةَ جمالها ولا التعففَ أمامَ حُسنها لقد ملكتْ عليّ فؤاديَ وأسرتني بسحرها , عُذراً زوجتيَ الغاليةَ سوفَ يبقى لك في قلبيَ المكانَ الأوّل والأفضلَ لكنني لن أستطيعَ أنْ أتخلَّى عن عشيقتيَ الجديدة .

هنا وجمتْ الزوجةُ وبدأ قلبها الضعيفُ المنتفضُ من حالةِ عشقٍ للتو ينبضُ نبضاتٍ سريعةٍ من الخوفِ والقلقِ وكأنّها تحتَ النطعِ , تابعَ الزوج العاشقُ روايةَ فصولِ قصّةِ عشقهِ الجديدِ ووصف محبوبتهِ الحسناءِ فقالَ : لم أعدْ أستطيعُ النومَ وأنا أفكّرُ بها طوالَ الليلِ وأصبحَ نهاريَ كئيباً مُكفهراً وأصابنيَ العجزُ فأصبحتُ مُكبَّلاً غير قادرٍ على العطاءِ .

ذرفتِ الزوجةُ المصدومةُ دمعاتٍ بحسرةٍ وألم , وتراجعتْ منكسرةً انكسارَ القائدِ الخاسرِ العائدِ من ساحةِ المعركةِ وقالتْ وقلبها يحترقُ منْ مرّ الخيانةِ : لماذا ؟ , وأينَ ؟ , وكيفَ ؟, وبما قصّرتُ في حقّكَ حتّى تغدرَ بيَ غدرَ القائدِ بالجندي الضعيفِ المخلصِ ؟؟ , لقدْ كنتُ لكَ نِعْمَ الزوجةُ المخلصةُ المعطاءةُ التي غمرتْ قلبكَ بالحبّ وحوّلتْ بيتكَ الذي يُشبهُ القبرَ إلى روضةٍ غنّاءَ ودوحةٍ فيحاءَ فهل جزاءُ الإحسانِ إلاّ الإحسان ؟

قال الزوجُ العاشقُ وقد بدتْ عليهِ علاماتُ الإصرارِ وعدم التراجعِ عنْ حبّهِ مهما كلّفه ذلك : اعذريني يا زوجتيَ الغالية فقد حانَ وقتُ الفراقِ إنّ حبيبتيَ الجديدة تسكنُ في أرض الشامِ ويجبُ أنْ أسافرَ إليها لكي أبقى قريباً منها فقد أضناني الشوقُ وأتعبني الحنينُ واعلمي أنّ رحيلي عنكِ سيكون مؤلماً جداً وسيحرقُ قلبيَ العاشقَ لكِ ولكنّ تلكَ الحبيبةَ هناك قدْ أكثرتْ من طلبي ولم يعدْ بإستطاعتي التأخر عنها .

قالت الزوجة الجريحةُ ودموعها بدأتْ تغمرُ وجنتيها : اذهب إليها أيّها الخائنُ إنّك لا تستحقُ حتّى أنْ أذرفَ عليكَ دمعةً واحدةً واعلم أنني نادمةٌ على كلّ لحظةٍ قضيتها معكَ لأنني كنتُ في جُحر العقربِ الغدّار , ولكن لي طلبٌ أخيرٌ عندكَ أخبرني من تكونُ تلك الحسناءُ التي فتنتْ قلبكَ وسلبت لُبّكَ وانتزعتكَ من بين يديَ كما تُنزع الكأسُ الباردةُ منْ يد الظامئ الهيمان ؟ منْ تكون تلكَ الساحرةُ ؟

أجابَ الزوجُ وقدْ ارتسمتْ على وجهه ابتسامةُ الحزنِ : إنّ منْ لعبت في قلبي وملكتْ عليَ فؤادي وفرّقت بيني وبينكِ هي سبيلي للسعادةِ الأبديةِ والعيش الرغيدِ إنّها يا زوجتي الغالية " البندقية " .

أمران يا زوجتي مفتاحُ القضية " إسلامنا والبندقية "