الْعَرُوسُ.. الْخَضْرَاءْ..

محسن عبد المعطي عبد ربه

الْعَرُوسُ.. الْخَضْرَاءْ..

محسن عبد المعطي عبد ربه

[email protected]

جَلَسَتْ (هَنَاءُ) فِي صَفَاءٍ, وَقَالَتْ لِعَمِّهَا (فَادِي):اِحْكِي لِي يَا عَمِّي عَنْ (أُوغَنْدَا), رَدَّ الْعَمُّ(فَادِي) وَهُو يَتَأَوَّهُ: آهٍ يَا (هَنَاءُ), تَقْصِدينَ اَلْعَرُوسُ الْخَضْرَاءُ؟! قَالَتْ (هَنَاءُ): مَاذَا تَقْصِدُ يَا عَمِّي بِاَلْعَرُوسُ الْخَضْرَاءُ؟! ,أَقْصِدُ (أُوغَنْدَا) طَبْعاً يَا ابْنَتِي ,أَجْمَلَ بِلاَدِ الدُّنْيَا ,وَلَهَا قِصَّةٌ مِنْ أَجْمَلِ الْقَصَصِ فِي حَيَاتِي ,فَعِنْدَمَا انْطَلَقَتِ بِيَ الطَّائِرَةُ مِنْ مِصْرَ مُبَاشَرَةً إِلَى (أُوغَنْدَا) ,وَأَوْشَكَتِ الطَّائِرَةُ عَلَى الْهُبُوطِ فِي مَطَارِ (عَنْتِيبِي) ,نَظَرْتُ مِنْ شُبَّاكِ

الطَّائِرَةُ فَإِذَا مَنْظَرٌ جَمِيلٌ ,أَرْضٌ خَضْرَاءُ ,كَأَنَّكِ تَرَينَ جَنَّةَ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ , قَالَتْ (هَنَاءُ)- فِي لَهْفَةٍ وَتَشَوُّقٍ -: زِدْنِي يَا عَمِّي ," (هَنَاءُ) يَا ابْنَتِي لَقَدْ حَدَّثَنِي كَثِيرٌ مِنَ الْمَبْعُوثِينَ الَّذِينَ عَاشُوا فِي دُوَلٍ كَثِيرَةٍ وَمِنْهَا الصُّومَالُ وَأَلْمَانْيَا وَالْوِلاَيَاتُ الْمُتَّحِدَةُ الْأَمْرِيكِيَّةُ , وَأُوزْبَاكِسْتَانُ وَأَخِيراً (أُوغَنْدَا) ,أَنَّ (أُوغَنْدَا) أَجْمَلُ هَذِهِ الْبِلاَدِ جَمِيعِهَا , وَسَأَلْتُهُمْ :أَلَيْسَتْ جَنُوبُ أَفْرِيقْيَا- كَمَا حَدَّثَنِي بَعْضُ مَنِ ابْتُعِثُوا إِلَيْهَا – كَقِطْعَةٍ مِنْ فَرَنْسَا فِي الْمَدَنِيَّةِ وَالتَّحَضُّرِ ؟! قَالُوا: نَعَمْ , وَلَكِنَّ (أُوغَنْدَا) تَتَمَيَّزُ بِأَرْضِهَا الْخَضْرَاءِ وَطَقْسِهَا الْجَمِيلِ طُولَ الْعَامِ ,وَمِنْ هُنَا فَأَنَا أُكِنُّ لَهَا كُلَّ الْحُبِّ وَأَغْلَى الذِّكْرَيَاتٍِ ,وَسَأُتْحِفُكِ يَا (هَنَاءُ) كُلَّ لَيْلَةٍ بِقِصَّةٍ مِنْ قَصَصِ (أُوغَنْدَا) اَلْعَرُوسُ الْخَضْرَاءُ, قَالَتْ (هَنَاءُ): فِي انْتِظَارِ قَصَصِكَ الْجَمِيلَةِ يَا عَمِّي ,وَرَاحَتْ(هَنَاءُ) فِي نَوْمٍ عَمِيقٍ وَالْعَمُّ(فَادِي) مَا زَالَ يَحْلُمُ بِاَلْعَرُوسِ الْخَضْرَاءِ.