المتنبئ الكذاب

المتنبئ الكذاب

د.عثمان قدري مكانسي

[email protected]

روى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال:

قدِم مسيلمة الكذاب على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجعل يقول لأصحابه: إنْ جعل لي محمدٌ الأمر من بعده، وسلمني قياد دينه تبعته، وإلا فلا، قال هذا وكان معه من قبيلته خلق كثير يقولون ما قاله.

فلما وصل مسيلمة المدينة أقبل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم  ومعه ثابت بن قيس بن شماس، وفي يد رسول الله صلى الله عليه وسلم  قطعة من جريد (والجريد ورق النخل وغصنه)، حتى وقف على مسيلمة في قومه، فصوّب إليه نظره وقال: ((يا مسيلمة)).

قال: نعم.

قال: ((لو سألتني هذه القطعةَ ما أعطيتكها، ولئن كتبَ الله لك الشقاءِ لتشقيَنَّ، ولا عاصم لك من أمر الله، ولئن أدبرْتَ عن دينه، وسلكتَ غير سبيل المؤمنين فلن تُعجزه ،واللهُ غالب على أمره، ولقد أراني الله عز وجل متقلبكَ وعاقبةَ أمرك، فالحذرَ الحذرَ، ولن يُنجي حذرٌ من قدر)).

قال أبو هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((بينما أنا نائم رأيت في يديَّ سوارين من ذهب – والذهب حرام على ذكور المسلمين – فنفختُهما، فطارا، فأوّلتُهما كذابين يخرجان بعدي، فكان أحدُهما العنسيَّ والآخرُ مسيلمةَ الكذاب صاحب اليمامة)).

وقاد ابن الوليد سيف الله المسلول جيش المسلمين في قتال مسيلمة الكذاب فقُتِل الكذابُ في حديقة الموت وأراح الله المسلمين منه.

البخاري مجلد 2 جزء 4 ص182