أقاصيص

سعاد محمود الأمين

سعاد محمود الأمين

 (1)

صمت الكنيسة

الأبيض الجالس على الأرض، جوار الحجر الأسود ملتحفا الأسود، يرتعش كأنه مقرور، وينظر خارج جسده!

يتمتم كمن يتلو صلاته:

ــ الموت زائرٌ معتادٌ، ينزل علينا ضيفا  فى كل مناسبة. ولم نألفه !

صوتٌ تردد صداه..قارعا دواخله:

ــ اليوم الأحد ولا أحد؟!...

مدّ كفه المبتورة ملوحا:

ــ لمن نقرع الأجراس؟

أطال النظرفوق الركام.ثم صرخ منتحبا:

ــ أوّاه.... كنيستاه..

رحل خارج جسده ليصعد. فتعثر بالحجر الأسود، فتدحرجا معا إلى أسفل.

(2)

ماءٌ مهين

حين هبط  فوق الأرض الجديدة، أرض الحلم. لم يسعد.. وجد  مقعده بثلاث أرجلٍ.أزعجه الجلوس عليه.. تململ جذعه فاهتز. فهطلت قطرات من مائه المهين، وتسربت على الأرض، حين نظر إليها نبتت زهرة..تفتقت أعطافهاعن زنبقة سوداء. وسط الزنابق البيضاء،  مشرئبة كالشامة على خد حسناء..همس يحدث نفسه :

ــ هنا.. أيضا ننبت الأسود !؟

 يئس  وعاد أدراجه. لكن الزنبقة السوداء تميزت بعطرها الفواح. سادت به كل الزنابق فى الأرض الجديدة، وحل السعد.