الحبّ طبقات ..!

سامر في عزلته المستمرة منذ عشر سنوات أو ما يزيد لا ينفك عن النداء باكياً لفداء، تلك الفتاة التي واعدها كثيراً تحت الشجرة المطلة على المدينة المليئة بالعمارات و"الفلل" الفارهة والتي تسكن فداء في احداها مع زوجها السفير رفيع المستوى.

لم يكن سامر يعلم أن والد فداء وزيراً وبالتالي لا يحقّ لنجل عامل باطون يشيّد تلك العمارات و"الفلل" أن يخفق قلبه لفتاة خلقت سيّدة عليه وعلى أبيه وعلى كلّ تلك الشريحة كما أخبرها الوزير..!

حتى فداء لم تكن تعلم هي الأخرى ماذا يعني أن يكون والدها وزيراً، ولم تنظر لأي شيء سوى قلبها الذي خفق لسامر، وبقيت كذلك حتى أمضت من عمرها ربع القرن وبدأت تتسلح بعدها بأفكار طبقتها وتنتزع من عمقها ما قد يرجعها لأمر حقيقتها.

بعد سنوات استطاع موت والدة سامر أن يخرجه من عزلته بعدما قرأ وصيتها أن يحيا الحياة ما استطاع إليها سبيلاً، وفعل بتعليق شهادته الجامعية على احدى جدران المنزل والتحق بوالده للعمل في الباطون.

السفير أراد أن يشيّد "فيلا" جديدة على رأس الجبل، وسمع عن بناء ماهر اسمه سامر وأصرّ على أن يباشر العمل فيها بالسعر الذي يطلب، وافق دون تحديد للمبلغ ولما انتهى حضر السفير وزوجته لاستلامها واعطاء سامر حقه، فقال: أتبرع بأجرتها فداء لروحي التي هانت على صاحبها.

وسوم: العدد 646