طيار حربي

ملطوش عن مشعل السديري

إبان الحرب الكورية في أوائل الخمسينات٬ كان هناك طيار حربي أميركي يعمل على حاملة الطائرات (برنستون) واسمه (جوزيف سميث)٬ وقد أبلى في الحرب بلا ًء حسنًا٬

واعتبرته وسائل الإعلام في حينها بطلا قوميًا٬ وانتشرت صوره واشتهر ونال إعجاب الكثير من النساء.

وبعثت إحداهن رسالة معطرة له جاء فيها:

عزيزي جو سميث٬ شاهدت صورك وقلت لنفسي: هذا شاب أستطيع أن أمنحه الكثير من حبي٬ إنني لا أعلم الآن أين ترسو برنستون٬ لهذا بعثت الرسالة على عنوان منزلك٬ وأنا فتاة في العشرين٬ شقراء٬ ذات عينين زرقاوين٬ طولي 153 سنتيمترا٬ ووزني 52 كيلوغراما٬ أما مقاييس جسمي فتماثل تماما مقاييس مارلين مونرو٬ وقد انتخبت في العام الماضي ملكة جمال الجامعة٬ وأحسن الطبخ٬ وقد تخصصت في إعداد شرائح اللحم المشوي مع عيش الغراب والنبيذ٬ وأحب لعب التنس والغولف وركوب الخيل٬ أما هواياتي الخاصة٬ فهي لعب البريدج وقيادة السيارات٬ ولدي سيارة كاديلاك ذات سقف متحرك.

وسأطلب منك الآن شيئًا٬ إنني أحب أن أقابلك عندما تعود من كوريا٬ ويمكنني أن أحضر إليك بسيارتي٬ وسيسعدني أن أعمل سائقة لك٬ وأن أذهب بك إلى حيث تشاء٬ أعني إلى أي مكان!

معجبتك المحبة (ماري لو بوكابيندر)

وفي ذيل تلك الرسالة ملحوظة كتبت بخط آخر مختلف جاء فيها:

عزيزي جو سميث: لقد وصلت رسالة (ماري لو) إلى منزلي ففتحتها بطريق الخطأ قبل أن ألاحظ أنها ليست لي٬ فأرجو المعذرة.

ولعلها من المصادفات الطريفة أنني أيضا شاهدت صورتك وقصتك في الصحف٬ وصدقني؛ إنني أعجبت كثيرا بما قمت به من أعمال بطولية.

إنني امرأة في الثلاثين من عمري٬ حمراء الشعر٬ عسلية العينين٬ ولكنني لا أملك مواصفات مارلين مونرو٬ وإن كان أصدقائي يقولون إنني أتمتع بصحة طيبة٬ وإنني ذات شخصية قوية.

أما طهوي للطعام فلا بأس به٬ ولا أعرف كيف ألعب البريدج٬ وإن كنت أحب قيادة السيارات وعندي سيارة عتيقة من طراز فورد٬ وآمل أن أتمكن في الأعوام القليلة القادمة من شراء سيارة جديدة٬ ولست رياضية٬ بل إنني في الواقع لم ألعب الغولف أو التنس أو أركب الخيل طوال حياتي٬ أما مقاييس جسمي٬ فليست مثيرة٬ إذ إنني أزن 68 كيلوغراما٬ كما أنني حامل في الشهر السابع.

فهل أصلح يا ترى؟!

زوجتك المحبة (هيلدا)

هكذا هن النساء في مجال الغيرة٬ ولو أن (ماري) وقعت في يد (هيلدا) فلا أستبعد منها أن تأكلها مشوية٬ وتشرب وراءها زجاجة كاملة من زيت (الخروع)٬ بدلا من كأس النبيذ.

وسوم: العدد 707