الفأر وابن عرس

وجد فأر صغير جائع سبيله يوما إلى سلة قمح ، وتعين عليه لولوجها ضغط جسمه كثيرا في الفتحة القائمة بين خيوط السلة، ولما كان القمح مغريا فإنه صمم على ولوج السلة . وبعد أن تمكن من ذلك  أكل بشره حتى انتفخ . والواقع أن وسطه صار ثلاثة أضعاف حجمه الذي  ولج به . وحين شبع جر نفسه إلى الفتحة للخروج ، فما استطاع سوى إخراج رأسه . وكان أن قبع في السلة يئن ويتأوه من الوجع الذي يتفاعل في بطنه ومن القلق على خلاصه من السلة . ومر به ابن عرس ففهم جلية الأمر من فوره ، فقال له : أعلم ما كنت تفعل يا صديقي ! كنت تحشو بطنك . وهذا ما نلته من حشوه . يتعين عليك المكث حيث أنت إلى أن تحس ما كنت تحسه حين ولجت السلة .

وكان ذلك كل ما ناله الفأر التعس من تعاطف ابن عرس .

*العبرة : الشره يجلب الضراء .

وسوم: العدد 721