الحرية ستثمر في سورية

"علي".... صحاب الـ 16 عاماَ طالب متفوق في دراسته كان يحلم أن يكون مهندساَ مثل جميع الشباب الذين في عمره...

لا يفكرون إلا في الحياة وروعتها... والدراسة ومجالاتها ...

لكن...بعد بدء الثورة السورية في 15-3-2011 تحولت أحلام جميع الشباب في سورية ومن بينهم طبعاَ "علي" الى اوهام ومن الصعب بل والمستحيل ان تتحقق.

بدأت الثورة...وبدأ الحراك السلمي في سورية وكان علي من الشباب الأوائل الذين خرجا بالمظاهرات في دير الزور...

بدأت الثورة وبدأت المظاهرات....ولكن النظام  بدأ بشيء مختلف بدأ بالقتل بدأ بالتشريد بدأب القصف والتدمير...هجّرت الكثير من العوائل من بلدهم ومن بينهم عائلة "علي".

بعد فترة سمع علي بنبأ استشهاد اثنين من أصدقائه في المظاهرات

بعد هذه الحادثة التي تتكرر يومياً قرر الفتى "علي" رغم صغر سنه بحمل السلاح

فكان الرد من والديه صارمٌ جداً فلم يوافقا على هذه الفكرة..

تقول لنا والدته :" سأذهب لأدافع عن الإسلام ولن تمنعوني من الدفاع عن ديني"

فما كان من علي إلا ان اعاد الكرّة محولاً اقناعهم مرةً بعد مرةْ حتى فسحا له القليل من المجال للخروج مع الكتائب.

-أثبتت مراكز البحث أن عدد المقاتلين من المعارضة في سورية تجاوز 310000 مقاتل 90% منهم اعمارهم بين الـ 15 – 40.

واثبتت مراكز اخرى ان عدد المقاتلين في سورية التي اعمارهم تقل عن الـ 20 سنة

يتراوح بين الـ 10000 والـ 15000 مقاتل.

- التحق علي  في كتيبة من كتائب مدينة الميادين وخرج علي في الكثير من المعارك وكان مثالاً في الثبات والصمود رغم صغر سنه ورقة قلبه وأنامله وسطّر أروع الملاحم.

في احدى المعارك خرج علي على موقعه وكعادته أبى إلا أن يكون في الخط الأول من المعركة...

بدأت المعركة وبدأت القذائف تنهال عليهم وبدأ الطيران يقصف.

يقول لنا احد الشباب الذين كان معه في الخندق نفسه: لم نرى علي بمثل هذه الحالة من قبل كان كثير الضحك والابتسام حتى توقعنا انه سيستشهد...

وبينما هو كذلك سمع علي صوت الدبابة فتقلد قاذفه ونطق الشهادتين وخرج ليضربها..

....."علي" ضد "الدبابة" علي الفتى الصغير صاحب الروح الطيب والأخلاق الرائعة مقابل دبابة القتل والتدمير ضد قاتل الطفولة والبراءة ضد قاتل الاحلام والآمال......

خرج علي ليضربها ولكن رصاصة الغدر سبقة انامله التي كانت على زناد قاذفه

سقط "علي" صاحب الـ 16 عام بسبب الرصاصة التي اخترقت جسده.

يقول لنا الشباب اللذين كانوا معه عندما سقط "علي" أرضاً صرخ بصوت عالٍ:

" الله اكبر سأذهب لربي".

هرع الشباب نحو "علي" ليسعفوه...

يقول لنا الطبيب الذي كان معه في سيارة الإسعاف أن علي طول فترة إسعافه حتى فارقت روحه جسده كان يقرئ القرآن وهو مبتسم...

- قتل "علي" الشاب الرجل الذي حمل قضية الإسلام من صغره...

- قتل " علي" وقتلت معه إنسانية العالم....

- قتل "علي" وسقطت معه ضمائر البشر...

بعد استشهاده جلسنا مع والدته فقالت لنا:

انا لست حزينة على موت "علي" لأنه ذهب إلى ربه وهو الآن في الجنة

وأضافت أيضاً:

"يموت علي وإخوة علي لترفع راية التوحيد في العالم"   

"علي" لم يكن الأول ولن يكون الأخير, فالكثير من الشباب دفعوا ارواحهم ليحيى الوطن...

 

كم من الأطفال قتلوا نتيجة المعارك؟؟؟

كم من الأطفال والنساء والشيوخ شُرّدوا من أجل الحرية؟؟

كم من الشباب استشهدوا وهم يدافعون عن القضية؟؟؟

كم من أمهات قدمن فلذات أكبادهن ليحيى الإسلام؟؟؟

كم من آباء جاهدو بأموالهم وانفسهم وتركوا خلفهم اطفالهم ونسائهم وعوائلهم من أجل سورية؟؟

نعم قتل علي....ولكن أحيى فينا ألف الف علي.....

سورية... قدمت... وتقدم... وستبقى تقدم

من أجل أن يحيى الإسلام.....

وتستمر التضحيات حتى يرفع الأذان في كل مكان...... 

وسوم: العدد 745