هكذا تكلم سيرغي شويغو وزير الدفاع الروسي !!

في منتدى عقد في سنغافورة بالأمس / 20 / 10 / 2018 لوزراء دفاع مجموعة من الدول في جنوب شرق آسية تحدث وزير الدفاع الروسي عن دور بلاده المهم في سورية المحتلة المستباحة ..

الحقائق والأرقام التي ذكرها الوزير المجرم هي إلى الاعترافات والإقرارات أقرب ، رغم كل محاولات التزييف والتحريف من المتكلم والتمرير من المشاركين والمجتمعين.

تصريحات أو اعترافات شويغو المتكررة حول سورية تصلح لأن تكون مادة مستقلة في دراسة سياسات إيفان الرهيب في سورية ، وأهم هذه التصريحات ما يتعلق بتحويل سورية إلى ساحة لتجريب الأسلحة الروسية الاستراتيجية ، حتى غدت عبارة "مجرب على الشعب السوري " بعض عناوين التسويق التجاري الروسية ..

مما اعترف به الوزير المجرم بكل الوقاحة والجرأة وعلى أعين بعض " من يلبسون الثياب " هو أن عدد قتلى الاحتلال الروسي في سورية بلغ خلال ثلاث سنوات ،هي عمر هذا الاحتلال : " 87500 " سبعة وثمانين ألفا وخمس مائة إنسان ..

يزعم شويغو أن هؤلاء الضحايا ، والذين هم بالنسبة إلينا شهداء أبرار ، هم من المقاتلين المسلحين ، فيا لها من ثورة بلغ عدد الشهداء من مقاتليها مائة ألف إنسان !!يعرف كل المتابعين والمراقبين والبشر الحقيقيين أن هؤلاء الضحايا الشهداء هم من الأطفال والنساء ونزلاء المستشفيات والرضع في حواضن الخداج ، وهم من المصلين في المساجد وطلاب المدارس والباعة البسطاء في الأسواق الشعبية ، وعلى أبواب الأفران ..!!

بعملية تقريب بسيطة يعترف هذا المجرم القاتل أن آلته العسكرية قتلت ما يقرب من مائة ألف إنسان سوري ولا يجد في المجتمعين من وزراء الدفاع وبعضهم يزعمون أنهم مسلمون يسأله فيم وعلام وكيف ؟!

وفي متوالية الكذب والادعاء يزعم شويغو الوزير المدعي في افتراء ثان أن بلاده حررت 95% من الأرض السورية ..

وبغض النظر عن سؤال المحتل المغتصب : ممن حررت هذه الأرض السورية ؟ ومن هؤلاء الذين هجرتهم وشردتهم آلة تدميركم وتقتيلكم ‘ تبقى الصفعة الصارخة على وجه هذا الكذاب الأشر ووجه سيده ووجه عميلهم الصغير بشار الأسد هي أن 30% من الأرض السورية ما تزال تحت سيطرة الأمريكي شريكهم في الاحتلال والعدوان !!

وأن كل الشمال السوري ما يزال حرا أبيا رافضا للإذعان .. تعجب ألا تجد في محفل دولي يحضره من يوصفون بأنهم وزراء الدفاع يصحح للوزير المغرور حقيقة رقمية واقعية لا يطمسها الادعاء والغرور هي أن عميلهم لا يزال عاجزا عن بسط سلطانه على نصف الأرض السورية بعد ثلاث سنوات من الاحتلال ...

والاعتراف الثالث وربما الذي لا يقل خطورة عن الاعترافين السابقين ولا يقل دلالة على وقاحة صاحبه قول الوزير المجرم : إن بلاده دمرت 120 ألف هدف للبنية التحتية في سورية ..

فهل تريد محكمة الجنايات الدولية اعترافات أوضح وأصرح وأوقح من هذا ...بجرائم الحرب المرتكبة ضد الإنسان والعمران في سورية المبتلاة بتحالف الأشرار ؟!

تبقى كل تلك الإقرارات المثيرة للغثيان مدانة في إطار جريمة حرب خاضتها قوى الغطرسة والهيمنة والنفوذ في هذا العالم ...

ويبقى من المثير للاشمئزاز أكثر تصريح وزير الدفاع الماليزي العامل في فريق مهاتير محمد أن بلاده مع الاحتلال الروسي في تدمير سورية وقتل السوريين ..هل المسئولية على كاهل المعارضة السورية العاجزة عن شرح قضيتها لشعب شقيق جميل أو أنها بعض سياسات " غمّس رغيفك بدم السوري " التي لم يعد يستحيي منها إلا القليل؟!

ومع كل الذي مر فإن الذي لا يقبل ولا يعقل ؛ ويدين صاحبه أكثر وأكثر وأكثر أن يوجد في صفوف السوريين من يعتبر نفسه ممثلا للثورة السورية وللشعب السوري في هذا المدعي الدعي الكذاب الأشر شريكا لرسم ملامح سورية الجديدة ..

تبا لها من شراكة وتبا لهم من شركاء ...

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 795