الإسلاميون وإشكاليات إدارة الأزمة

عبد المنعم إسماعيل

لنعلم جيدا أن:

¤ حسابات الدول غير حسابات الأفراد والجماعات والمذاهب الفقهية أو العقدية.

¤ حسابات المشاريع العابرة للقارات أعمّ من حسابات الدول.

¤ ظاهر الدولة في تصور معين ربما يكون بخلاف باطنها السياسي.

¤ الخطاب الإعلامي والديني غالبًا ما يتبع للتوجه السياسي في الدولة، وليس العكس.

¤ لا يوجد في السياسة الواقعية المعاصرة عدو دائم ولا صديق دائم، ومنهجية ربط الأجيال بهما يحكمها المكر والمصلحة لا الثوابت ولا المتغيرات لأنها السياسة المعاصرة يا سادة.

¤ استثمار رجال السياسة للخطاب الديني أقوى من استثمار رجال الدين للساسة، وغالبا ما تكون النتائج عكسية إذا ما حاول رجال الدين ذلك.

كيف نصنع الوعي؟

بهدوء نصنع الوعي المنشود، وعلينا أن ندرك طبيعة الأنظمة العالمية التي تسير حسب مصالحها ورؤاها.

والدول القطرية تعمل وفق منهجية "صيانة منافعها".

والإسلاميون مازالوا غرقى في مستنقع الانتظار لغائب لن يعود، وأوهام في التصورات تجعلهم واقفون في أماكنهم لا يبرحون ولا يتقدمون.

والعجيب أنهم ينتظرون من الآخر أن ينصفهم.

يا سادة:

لقد أثبتت الفردية والأحادية عجزها عن مواجهة المشاريع الدولية. وعليها أن تعود للمحضن الجامع للأمة لصناعة الوعي الجمعي للجماهير.

يا سادة الفكر ودعاة الإصلاح أنتم الرقم الصعب في دنيا الثبات والمقاومة للهزيمة النفسية، وصناعة الوعي الشامل لدى الشباب منوطة بأعناقكم، فأدركوا مواقعكم بالتوافق مع السنن الكونية والتاريخية...

 إذا لم تستطيعوا أن تتقدموا للأمام، فأقل ما يمكن أن لا تتراجعوا للوراء.

أدركوا مكر من يجلسون على كراسي الحكم من أي جهة كانوا، فشهوة السلطة ليست خاصة بالعلمانيين فقط، ففي رموز السياسة المعاصرة تتكرر مظاهر الاستهلاك لطاقات الحركة الإسلامية المعاصرة لتحقيق منافع شخصية بنكهة إسلامية ولا عزاء للمساكين.

يا سادة: اعلموا أن قطرات المياه إذا تجمعت بكثرة كونت نهرا، وإذا انحدرت بقوة نحو الأسفل تحولت إلى شلال هادر، وإذا استمرّت تغدوا قوة ترهب العدو، وتسر الصديق وهكذا تكون موجات التغيير والإصلاح.

الإشكاليات المعاصرة:

من إشكاليات العقول الإسلامية (المنتظرة للقرارات الدولية) في الأزمة المعاصرة:

إنها تنظر للأمور نظرة عاطفية من خلال معايير قاصرة لديهم، أو موظّفة من قبل تصوراتهم الجزئية.

إنها ربما تعيش عشوائية الإدارة لقواعد التنوع والتدافع البيني.

إنها تجهل البيئة الحاضنة لها من جانب موازين القوّة والضعف، والتأثير السلبي والإيجابي للخصوم والأولياء.

إنها تعيش التنازع وتنشد التمكين.

إنها تجهل التوازي مع ما يجب لتحقيق هدف أو دفع خطر.

إنها لا تملك منهج لتقييم التجارب السابقة ومن ثم تعيش تكرار أسباب التراجع.

إنها تعيش أوهام أن العالم يجاملها لتاريخ أو قواسم مشتركة.

إنها تفقد الاقتصاد ومن ثم تلاعبت بها السياسة نتيجة لاختلافها على منهج الإصلاح والتغيير.

على الإسلاميين إدراك معايير الإدارة الناجحة لأي أزمة:

- تكوين صورة شاملة عن الواقع.

-دراسة تاريخ ما قبل الأزمة.

- معرفة التصورات الحاكمة للأطراف المحيطة بالأزمة.

- وضع خطة للحلول ودراسة مآلات كل حل على الواقع والمستقبل.

-التصوّرات الذهني للحلول الإبداعية يجب أن تعمل خارج الصندوق المعتاد التفكير.

- مراعاة الحلول الممكنة وإيجاد البديل الأقرب.

-إدراك مخاطر الخصوم ومكرهم الاستهلاكي للجميع.

-لا يكون علاج الأزمة الحالية بداية لأزمات مستقبلية أشدّ منها.

-التخلص من العاطفة أو من ردود الأفعال، أو من الرهانات المحتملة والغير محتملة من الخصوم.

وسوم: العدد 796