الإخوان قابلوا حرب آل سعود بالصفح وعفة اللسان

حمد بن راشد الإبراهيم

لو أن الأذى الذي صبه آل سعود على الإخوان وقع على جماعة سلفية كيف ستكون ردة فعلهم ؟ كيف سيتناولونهم في خطابهم ومؤلفاتهم ؟!

آل سعود: بذلوا أموالهم لمنع وصول الإخوان إلى الحكم في اليمن ومصر وسوريا وتركيا والجزائر وتونس والمغرب ومالي وماليزيا وبلاد كثيرة.

آل سعود: دفعوا الجيش المصري لسحق الإخوان في رابعة العدوية والنهضة وبرر لذلك بعض مشايخهم.

آل سعود: مولوا وصنعوا الحوثيين واستخدموا نفوذهم لتسليم صعدة وعمران وصنعاء للحوثيين وأصدروا عبر مجلس التعاون الخليجي بيان التأييد عشية تسليم صنعاء للحوثيين بدافع الحقد على إخوان اليمن وعندما تجاوز الحوثيون صنعاء دون القضاء على الإخوان تنبهوا لسوء تقديراتهم.

آل سعود: دعموا قرنق في جنوب السودان نكاية بالإخوان في السودان و واصلوا حصار السودان والتضييق عليه وعلى عملته ومنعوا الاستثمارات فيه حتى لا تتكون تجربة إسلامية ناجحة على غير النموذج السعودي.

آل سعود: اخترقوا الثورة السورية ثم شتتوها ثم خذلوها حتى لا يصل إلى السلطة ثوار بنفس إسلامي وأسقطوا الثورة بعد أن فشل بشار وإيران وروسيا في إخضاعهم.

ولكن الإخوان ردوا بحلم ولم يدفعوا باتجاه أي ثورة على ظلم آل سعود في 2011 لحساسية الدولة السعودية ومركزيتها وكونها مهيئة للتفكك مع أدنى ضعف لقبضة الدولة وتربص الشيعة والغرب وإحاطتهم بها.

الإخوان أصدروا بيانا رسميا يدعو إلى عدم اتهام آل سعود في قضية خاشقجي وانتظار التحقيقات .

الإخوان أفتوا بعدم جواز الاستعانة بالغرب الكافر على العراق ولما أفتى علماء آل سعود بالجواز وتبين فحش خطئهم لم يتشفوا بهم ولم ينسبوهم إلى الضلال ولم يتهموا نواياهم.

الإخوان ورغم توثيقهم لانتهاكات آل سعود ضدهم أعلنوا تعاونهم وتعاطفهم مع المملكة في اليمن بعدما وقع الفاس في الرأس وشاركوا في حرب الدفاع عن السعودية ضد الانقلاب الحوثيين الذين شكلوا خطراً عليهم وانخرطوا في المقاومة والجيش الوطني الذي أنشأته السعودية وحتى عندما تمنعهم من التقدم بغير إذن سعودي وتقوم بقصفهم بلا رحمة . قابل الإخوان ذلك بالصبر ومزيد من الاحتمال والصفح وكظم الألم ومثله عندما خذلت السعودية الجرحى و..... !!

الإخوان في العراق مزقوا وذبحوا بصمت وهم يشاهدون جيرانهم آل سعود يدعمون الصدر ويجتمعون به في مكة بينما خذلوهم مع كل المكونات السنية. ولم يخرجوا إلى وسائل الإعلام ليشمتوا بآل سعود.

الإخوان تحملوا وكظموا غيظهم في لبنان وهم يشاهدون خذلان آل سعود لهم مع المكونات المحسوبة على السنة وكيف مزقوهم وأهانوا ممثليهم لصالح نفوذ إيران وانهيار الجبهة السنية.

الإخوان تلقوا خبر تصنيفهم من قبل آل سعود بأنهم جماعات إرهابية وعلى رأسهم حماس بكل أدب وصبر واحتمال !!  رغم أنهم بإمكانهم أن يقولوا مثل هذا وضعفه من خلال نشر إحصائية فقط بجنسيات من تورطوا في الأعمال الإرهابية !! ولكنهم صمتوا ولم يصدر منهم أي رد رسمي يسيء لآل سعود.

الإخوان وثقوا حجم التدخل ضدهم من قبل آل سعود في حرب فتح ضد حماس في غزة بعد فوز الأخيرة بالأغلبية لكنهم لم يصرحوا علانية بالدولة العربية التي قدمت السلاح لإبادة حركة حماس.

الإخوان رؤوا حملة التشويه التي قادها ومولها إعلام آل سعود ضدهم في تونس وليبيا والمغرب العربي عموما وكل البلاد الإسلامية وكيف صنعت مخابرات آل سعود تيارات دينية متخصصة في سب الإخوان وشتمهم وتضليلهم وتكفيرهم و وصفهم بأقبح الأوصاف الشرعية وما لا يليق إلا بالفرق الضالة التي خرجت عن معتقد أهل السنة والجماعة !! ورغم ذلك لم ترد بالمثل رغم علمهم بعورات آل سعود وأسرار تحالفاتهم وخروجهم المسلح على الخلافة العثمانية وتحالفهم مع البريطانيين وما تلاه من تحالفات معلنة وغير معلنة مع الغرب ضد المسلمين.

وسوم: العدد 797