مسلسل العقوبات الأميركية وقرب نهاية النظام الإيراني

 دخلت حزمة العقوبات الأميركية على إيران حيّز التنفيذ، وخلال الأشهر القليلة القادمة ستضغط واشنطن باتجاه تصفير صادرات النفط الإيرانية أو تحجيمها لدرجة كبيرة، وستصبح قدرتها في بيع نفطها على المحكّ. فما هي خيارات إيران حيال ذلك؟

 أسئلة مهمة، ومحاولة الإجابة عنها قد تساعدنا في استشراف مستقبل النظام الإيراني.

 فالسؤال الأبرز: ماذا يعني هذا التحجيم الكبير لصادرات النفط الإيراني؟ بكل تأكيد يعني تدمير الاقتصاد الإيراني، واستنزاف العملات الصعبة من يديه، وشل قدرته داخلياً وخارجياً وبالتالي سيؤدي إلى انهيار شامل لمقومات الدولة الإيرانية.

والسؤال الثاني: ما هي خيارات طهران؟ من الطبيعي أنها ستوظف خبراتها في مواجهة العقوبات، كما تحدثت في مقال سابق حول سعيها للالتفاف على الحظر بأي طريقة ممكنة، ومحاولة التوسل بكافّة الخيارات لتهريب النفط بحرياً وبرياً عبر جيرانها، ولكن السؤال من هي هذه الدول المستعدة لتحمّل تبعات تهريب النفط؟!، فإيران مقبلة على كارثة قومية غير مسبوقة، مع أنني أستبعد قدرة واشنطن على تصفير الصادرات النفطية الإيرانية، ولكن قد يكون في ضمن خيارات طهران أن تلجئ إلى دبلوماسية "حافة الهاوية النفطية"، من خلال استهداف حقول النفط في المنطقة لوكلاء أمريكا ومخالبها، ومن هذا كله ندرك بشكل تلقائي خيارات إيران "التخريبية".

 ومع هذا يبقى السؤال المحوري: هل أصبح انهيار النظام الاقتصادي الإيراني وشيكا، وهل يستطيع أن يصمد أمام العقوبات الأميركية ؟، أم أنّه قد وصل إلى الحائط المسدود، وكما يقول الإيرانيون: "بن بست"؟

 الكثير من الأسئلة السياسية والاقتصادية تتركز جميعها حول محور واحد، حول الآثار والتداعيات التي ستعاني منها إيران؟

 قد يقول قائل: إنكم تكتبون وتصلون إلى النتائج بناء على خصومتكم مع إيران وسياساتها؟ فنقول لهم: نحن لا نتجنّى على إيران، وربما تكشف الرسائل التي وجهها الرئيس السابق محمد خاتمي، ورسالة مهدي كروبي رئيس مجلس الشورى السابق والقابع تحت الإقامة الجبرية حجم المأساة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي باتت تعيشها إيران، وأنها ماضية نحو الانهيار بمكابرتها المعهودة.

 وبطبيعة الحال سعى أنصار النظام إلى التخفيف من وطأة تلك التصريحات، ملقين باللائمة في تدهور الأوضاع على "الفساد " لبعض العاملين في ادارة الدولة، وهو ما تحدّث به خامنئي، متجنبين تماما الإشارة إلى دور المرشد ومؤسسة الحرس الثوري الإيراني في افلاس الدولة، والتي أسفرت وفقا لتصريحات كروبي إلى قرب نهاية الدولة والثورة، كما طالب بإخضاع خامنئي للمحاكمة.

 وسط هذا الوضع يبقى السؤال الذي يهيمن على الساحة الداخلية الإيرانية هل اقتربت نهاية النظام الإيراني؟

وهذا هو الرئيس السابق محمد خاتمي يختصر الإجابة في كلمات معدودة بقوله: "الفساد سيؤدي إلى انهيار الدولة الإيرانية"، وكذلك الرئيس نجاد اختصر المشهد: بأن التاريخ بات يعيد نفسه في إيران، وهو أقرب في ذلك إلى السنوات الأخيرة قبيل الإطاحة بالشاة...

 فلننتظر ونراقب عن كثب، والكل مجمع على نهاية مؤلمة للدولة الإيرانية، ولكن متى وكيف؟!.

وسوم: العدد 799