معركتنا في سورية ليست معركة بين إيمان وكفر ...

على مسئوليتي

معركتنا في سورية ليست معركة بين إيمان وكفر كما يحلو للبعض أن يقول ..

هي معركة بين الحق والباطل ، والعدل والظلم ، والصلاح والفساد ...

قد تختلط بعض الصور والمعاني في هذا السياق ، قد يكون الخيط الذي يفصل بين الكفر وبين الباطل والظلم والفساد والبغي والعدوان دقيقا ،  وقد يكون المبطل الظالم الفاسد كافرا في نفسه أو في بعض شيعته ؛ ولكن كل هذا لا يجعل المعركة معركة إيمان وكفر وينبني على هذا أحكام كثيرة تتعلق بقواعد الحرب وأساليبهاوما ينتج عنها والكثير من مخرجاتها . أحكام خطيرة  ينبغي للعلماء الصادقين الوقوف عندها  وبيانها وتوضيحها للناس أجمعين ..

بعض الناس يعتقد أنه لا يحل قتال إلا بين مسلم وبين كافر ، فيجعلون من التكفير عتبة لاستحلال القتال ويندفعون فيه كما فعل الخواراج من قبل. ولقتال أهل البغي وأهل الصيال وأهل الحرابة والفساد أحكامه في مظانه الفقهية . وفقه التكفير كمدخل للمواجهة زلت فيه أقدام كثيرة على مدى التاريخ .. 

وأما الحديث المتفق على صحته عند الشيخين " سباب المسلم فسوق وقتاله كفر " فإنما يقصد منه تعظيم أمر البذاءة والعدوان على الدماء . فالمسلم لا يرفع السلاح في وجه أخيه لكل سبب ولا لأدنى اختلاف . المسلم لا يرفع السلاح إلا لدرء مفسدة عظيمة لا تندرأ إلا بالسلاح . ولو اندرأت بغيره على أي وجه من الوجوه لما جاز اللجوء إليه . 

هذا باب من الفقه دقيق وجليل وخطير يضطرب فيه بعض الناس ، ويقصر بعض أهل العلم في جلائه وبيانه ..

والله تعالى أعلم ...

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 803