دروس التجربة المرة

كانت تجربتنا مرة ولكن هل من مستفيد 

بنزوع عشائري غريب اعتبرنا دول الخليج العربي ركنا وظهيرا وحضنا وما زلنا غير قادرين على أن نجهر بالآه مما كان وَمِمَّا يمكن أن يكون ..

غربتنا القادمة بوصفنا عربا متحضرين ومسلمين متنورين ستكون أقسى 

الإمبريالية الغربية تحاربنا على خلفية ثقافية تاريخية مفعمة بالكراهية والبغضاء ..

الاستبداد العسكري المسلط على دولنا العربية لإبقائها خارج السياق الكوني الحضاري يحاربنا بخلفية الدفاع عن وجوده ومصالحه وهو يعلم انه متى تخلى عن دوره الوظيفي سيتخلى داعموه عنه ..

الكيانات الأقلوية الدينية والمذهبية والعرقية تثير في وجوهنا كل تناقضات الأقلية ضد الأكثرية ولا تجد غضاضة من التحالف مع جلادها القوي لتكسب ما تظنه بعض فضلات المائدة أو لتلعب دور خادم المنزل ضد خادم الحقل الذي هو نحن . وسيدة القوى الطائفية في المنطقة هي إيران كأقلية على مستوى الأمة تجعل من كل قواها أداة في يد العدو لتصفية حسابات تاريخية والحصول على مكاسب آنية ومستقبلية . 

وأخيرا هناك ما ظنناه الظهير العربي الذي يمثل المسيطرون عليه خلاصة الوهن العربي  بمعانيه الشرعية والقومية والتاريخية ..

ولن ننسى فيما نحن فيه قصورنا وعيوبنا وغلبة خطاب أعدائنا على عقول وقلوب الكثير من جماهيرنا ونخبنا . 

من. أدرك العلم منا فاتته الإرادة ومن أدرك العلم والإرادة فاتته القدرة وأول القدرة قدرتنا على الجمع والتجمع . 

فأي مستقبل ينتظر أجيالنا ؟! 

والله من ورائهم محيط

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 806