مساعٍ إيرانية لاستنساخ ضاحية بيروت في الجنوب السوري

ﺗﻌﻴﺶ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍلفوضى والتعقيد ﺑﻌﺪ سيطرة ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻷﺳﺪ عليها ﺑﺪﻋﻢ ﺭﻭﺳﻲ – إيراني، ويشكل ما يمر به الجنوب السوري جزءاً من مخطط التغيير الديموغرافي في عموم الأراضي السورية، والذي يأتي في سياق تثبيت أقدام إيران بشكل دائم عن طريق أدوات أبرزها نشر المذهب الشيعي لضمان ولاء الأهالي للولي الفقيه في طهران.

ولعل إيران أدركت أن وجودها العلني في الجنوب السوري هو خطر عليها لما يشكله من تحدٍ لـ”إسرائيل”، فضلاً عن أن ايران تحاول العبث بديموغرافيا المنطقة، لذلك عمدت على تجنيد أبناء الجنوب، وإنشاء فصائل تعمل وفق أجندات خاصة بها، محاولة خلق ميليشيا شبيهةً بـ’’حزب الله‘‘ اللبناني في سورية، ليصبح جنوب سورية هو ضاحية جنوبية جديدة على غرار الضاحية الجنوبية في بيروت.

كما أن وجود قوات محلية سورية تابعة لايران بولائها وانتمائها الشيعي أفضل من وجود عسكري إيراني علني يتم استهدافه بشكل مباشر، أي لا مشكلة لدى طهران في استهداف من تجندهم من السوريين، حيث أنها تعتبرهم مرتزقة ولا قيمة لهم.

وحول التنظيمات التي جندتها إيران في الجنوب؛ أفاد مصدر مطلّع في حديث خاص لحرية برس، أن ما يدعى *بـ”القوة ٣١٣″* تتبع تنظيمياً لما يعرف بـ’’المقاومة الإسلامية‘‘ والتابعة بدورها لـ’’الحرس الثوري‘‘، منوهاً أنها كانت متخفية بداية تحت اسم ’’الدفاع المحلي أو الوطني‘‘، لكن المقاومة الإسلامية هي التشكيل الذي تحاول إيران لاحقاً تحويله لحزب إيران السوري الشبيه بميليشيا ’’حزب الله‘‘ في لبنان.

وأضاف المصدر، ’’يقود هذه القوة المدعو (الحاج أبو العباس) وفي بدايات تشكيلها كانت كتيبة في (لواء السيدة رقية) في داريا (القوة الجعفرية)، ثم انضمت لكتائب (سيد الشهداء) قبل أن تعرف بالقوة (٣١٣) حيث تحاول إخفاء طبيعتها الشيعية، وتحاول في سبيل ذلك الآن تجنيد من طائفة السنّة في الجنوب من المصالحين ضمن اتفاقيات التسوية.

وأشار المصدر إلى أن القوة ’’٣١٣‘‘ شاركت في الكثير من المعارك كمعارك داريا ٢٠١٥ ومعركة حلب ٢٠١٦ ومعركة تدمر الثانية ٢٠١٦ ومعارك ريف حماة الشمالي صيف ٢٠١٦ ومعركة المنشية في درعا ٢٠١٧ ومعارك الغوطة الغربية ٢٠١٧.

وأوضح أن هذه القوة تتبع لميليشيا ’’حزب الله‘‘ اللبناني وتعمل أمنياً تحت ستار عسكري الهدف منه تجنيد كوادر سنّية وتنفيذ عمليات اغتيال داخل صفوف ضباط نظام الأسد -حصراً - لمن لاترغب إيران بهم، لافتاً إلى أن من يدير الكوادر الأمنية هو ’’ابراهيم عقيل‘‘ القيادي في ’’حزب الله‘‘.

بدوره، تحدث ’’حسان عبدالله‘‘ ناشط وباحث بالشؤون الإيرانية في سورية عن التشكيلات الإيرانية في الجنوب وهدفها قائلاً: إن عمل تلك التشكيلات يتزامن مع عمل منظمات ذات خلفية إيرانية مثل جمعية البستان والزهراء لتوزيع مساعدات وكسب ود الشارع فضلاً عن حملات التشيع، مستدركاً بزيارة الطبطائي الذي كشف عن مخطط اقتصادي في المنطقة وعرض أيضاً حلولاً للعديد من المشاكل كون الجنوب يعاني من أزمات معيشية وغذائية.

وأضاف أن المليشيات الايرانية تبني قاعدة عسكرية في اللجاة بريف درعا، وتنتشر في معظم القرى للتجنيد ومؤخراً تم تجنيد حوالي ٨٠ عنصراً في مدينة الحارة وتقريباً تجاوز عدد المنتسبين لها حوالي ٣٠٠٠ في الجنوب السوري، حيث أنها تنجح في تجنيد الشباب لعدة أسباب، أهمها الرواتب التي تتراوج ما بين ١٥٠ دولاراً إلى ٣٥٠ دولاراً والحماية التي تؤمنها لمنتسبيها، أي أنهم لم يعودوا مضطرين لخدمة العلم أو الاحتياط، كما أن الأفرع الأمنية لا تستطيع المساس بهم.

كما ذكر أن هناك عدة مسميات وتشكيلات كـ’’الحرس الثوري‘‘ الإيراني وميليشيا ’’حزب الله‘‘ اللبناني و’’لواء أبو الفضل العباس‘‘ و’’قوات العرين‘‘ (قوة ٣١٣) و’’لواء الإمام الحسين‘‘ و’’قوات الدفاع الوطني‘‘، ليس لها هيكلية واضحة، إنما جميعها تتبع إلى قيادة ايرانية واحدة، وأن الإيرانيين يمتلكون غرفة عمليات توزع المهام على مختلف ميليشياتهم الموجودة، وينتشرون في مختلف أنحاء المحافظة مثل: ’’درعا المدينة – إزرع – بصر الحرير – اللجاة – صيدا – الحارة‘‘، وفي كل مقر من ١٠ إلى ١٥ عنصراً. (حرية بـرس)

وسوم: العدد 808