العداوة الوهمية بين نظام الملالي وأمريكا

اعزائي القراء ..

مازال البعض يعتبر ان هناك عداوة مريرة بين الولايات المتحدة وملالي طهران معتمداً على التراشق الإعلامي ، معتقدين ان هذا التراشق يعتبر سبباً كافياً  لهذه العداوة.

هذا البعض يحاول ان يدعم قناعاته بقوله: اليس الحصار على ايران احد مؤشرات هذه العداوة ؟

الجواب باختصار: لا 

لماذا ؟

لان امريكا  تريد تحجيماً مدروساً جداً للنظام الايراني ، هذا التحجيم يصب في قصقصة جزء من اجنحة الايرانيين بحيث لايصبحون بالنهاية قوة عالمية  مزعجة للغرب وإسرائيل ومشاركة لهم،  ولكنها بنفس الوقت تريد لهم ان يبقوا  قوة  إقليمية مزعجة للعالم العربي غايتها ابتزاز العرب .

هذا هو المنطق السياسي المعتمد  في منطقتنا العربية وفي الشرق الاوسط عموماً.

اعزائي القراء 

تعالوا معاً نستكشف منذ متى اتهمت امريكا  ايران بانها مصدر الارهاب بينما لم يعالج إرهابها بصورة كافية في المنطقة العربية:

في عام ١٩٩٥ فرضت الولايات المتحدة حظراً نفطياً وتجارباً على إيران بتهمة دعم "الإرهاب"، ومحاولة الحصول على سلاح نووي وعدائها لمسلسل السلام في الشرق الأوسط.

وفِي كانون الثاني من عام ٢٠٠٢  الرئيس جورج بوش يصف إيران بانها أحد  أطراف محور الشر محذرا من انتشار الصواريخ بعيدة المدى التي تطورها ايران.

وفِي عام ٢٠٠٦ مجلس الأمن الدولي يصوت على مشروع قرار يفرض عقوبات تجارية على إيران تتعلق باستيراد أليات وتقنيات نووية. ولم نلاحظ اي  تاثير على مشترياته.

 وفِي شهر تشرين الاول من عام ٢٠٠٧  الولايات المتحدة تعلن مجموعة جديدة من العقوبات على إيران. 

اكتفي بذلك.

 والسؤال الان هل كل هذه التصريحات والإجراءات اثرت في مخططات ايران ؟

الجواب على هذا السؤال بنعم ولا 

فهي اثرت عليها بحيث تمكن الغرب من حصر ايران  بامتلاكها قوة محدودة غير مؤثرة على الغرب وإسرائيل 

و ب لا كون ايران استطاعت من خلال التراخي في تطبيق بعض العقوبات عليها من تجهيز قوة تخيف بها محيطها العربي  .

نستطيع القول ان العقوبات التي يلوح بها ترامب اليوم  ليست جديدة فقد بدأها بوش الاول  منذ عام ١٩٩٥ ومازالت ايران رغم ضعفها قادرة على ضعضعة كيانات هزيلة للامة العربية وهذا هو كل ما يطلب من ايران اليوم .

خلاصة القول:

الغرب يريد ايران ضعيفة عالمياً ولكنها قوية في محيطها. 

الغرب استفاد من هذه المعادلة بابتزاز الحكام العرب فاقبلوا متهافتين على امريكا والكيان الاسرائيلي لحمايتهم ودعم حكمهم.

ايران اليوم مرتاحة من هذه المعادلة كونها لاتقترب من انهاء حكمهم ولايهمها بعد ذلك ان غرق الشعب الايراني في مستنقع الفقر. 

وحكام العرب مرتاحون من هذه المعادلة كونهم محميين من الغرب والكيان الاسرائيلي  وهم يغنون أغنية ام كلثوم الشهيرة :

خود عمري كلو بس النهارده خليني أعيش .

مع تحياتي..

وسوم: العدد 813