الرُعْبُ والتَّرعِيبُ

د. حامد بن أحمد الرفاعي

غَالبُ المجتمعات الدوليَّةِ اليوم - للأسف - غَارقةٌ في الدِمَاءِ.. والأرضُ مُثقلةٌ بِالدَمارِ وَالفَسَادِ ..وأكثر النَّاس في رُعْبٍ وَرَهٍب.. يُؤرِّقهم جنونُ البَقر.. ويُرعبهم جنونُ البشر.. وتغتالُ حياتَهم وأمنهم فرقعةُ البَارودِ من فوقهم رؤوسهم ومن تحت أرجلهم.. أجل الرُعْبُ يُكَدِّرُ صفو حياتهم.. ويُسممُ غِذاءَهم .. ويُلَّوث ماءهم ويُفسد هواءهم .. ويُدمرُ صروح حضارتهم.. ويُعرقلُ مسيرة تنميتهم.. تأمل معي هذا المشهد القبيح البشع.. شعوبُ تُذبح وتسلب أرزاقها بحجة تحريرها.. وأخرى تُسرق خزائنُ ثرواتها بدعوى إسعادها.. وثالثةٌ تنهب كنوز تراثها وتمسخ حضارتها وتطمس هويتها بذريعة استرداد كرامتها.. وهناك شعوبٌ تُتهم بالإرهاب وتُوصف بالإجرام لأنَّها تُدافع عن وجودها وأرضها وكرامتها.. والأدهى والأوقح أنْ يُوصف من يذبحهم ويستولى على أرضهم.. ويهدم بيوتهم ويجّرف مزارعهم ويقتلع زيتونهم.. ويبيد أبقارهم وقطعان مواشيهم وحتى دجاجهم.. ويُحاصرهم ويحبسهم وراء الجدران وخلف الأسلاك الشائكة.. أجل يُوصف مَنْ يفعل كل هذه الجرائم بأنَّه رجلُ سَلامٍ ويُمنحُ جائزة نوبل للسلام !!؟ أجل فالرعبُ اليوم يُحْكِمُ قبضته على غالب المجتمعات الدوليَّة.. فقد حَولَّ قاعات الدرس وباحات المدارس إلى ميادين حربيَّة.. هذا ليس كلاماً إنشائياً ولا رواية خيالية.. هذه حقيقة حدثت في أكثر من مدرسة أطفال في العالم.. رآها النَّاس في بريطانيا وفي أستراليا وفي أمريكا في أكثر من ولاية.. فمن علّم الأطفال فنون تكنولوجيا الإرهاب المتطورة يا ترى..؟ فما هو مصدر الرعب والإرهاب العالمي..؟ بكل تأكيد هو نتاج ثقافة متوحشة ضالة.. إنَّه مخرجٌ أحمق مجنون لقيم شاذة خبيثة.. إنَّه تصرفُ عقول ضالة وسلوكيات ضمائر فاسدة....مما يُجيبُ على عقلاء ومفكري ومسؤولي كل أمة المبادرة بكل جديَّة وموضوعيَّة لترشيد العقول وتصحيح الضمائر ..أجل فمن هنا نبدأ .. لاستئصاله وتطهير المجتمعات من الرعب والترعيب.. فالأمر جد خطير ومدمر.

وسوم: العدد 814