الجولان يوحدنا .. ضد مغتصبيه والمفرطين به وخاذليه

وأسقطت ثورات الربيع العربي لعبة " الذين يحبون الوطن يصطفون ورائي " . فلم يعد يروج لهذه اللعبة إلا لاعبوها والمستفيدون منها على السواء .

ويعتقد كل السوريين العقلاء الأحرار أنه لو دافع حافظ ومن بعده بشار الأسد عن الجولان كما دافعوا عن كرسي سلطتهم لكانت الجولان ، بل كل فلسطين قد تحررت وعادت إلى أهليها منذ عقود ..يشكل إعلان ترامب شرعنة احتلال الجولان جسر عبور متعدد الاتجاهات لإعادة التموضع بطرائق ترضي الغرور....

صاروخ نزل على بعض ضواحي تل أبيب جعل نتنياهو يقطع زيارته فيما قالوا إلى واشنطن - على أهمية الزيارة - ويعود ..

أي رد فعل حقيقي على إعلان ترامب كان عند بشار الأسد أو عند قادة فيلق القدس الجعفري والسليماني ولفيفهم المزاودين ..

النصرة للجولان على أرض الجولان تكون ..وما عدا ذلك من أحاديث الخرافة التي أدمنتها أم عمرو على مر العقود

ولكن إعلان ترامب شرعنة الاحتلال الصهيوني للجولان المحتل لم يعن للمفرطين بالجولان والمتخاذلين عن نصرته غير المزيد من التوظيف ..؟!

إن السؤال الأكثر وجاهة المطروح على المتداعين لنصرة الجولان أيهما أولى بالنصرة أو بالانتصار ، والانتصار في لغة العرب يفيد دفع الظلم عن النفس وعن المظلوم ؛ أيهما أولى الانتصار للأرض التراب أو الانتصار للإنسان الذي يعمر الأرض ويحميها ويعزها ويفديها ..

الجولان جرحنا القديم الغائر الذي ما يزال يضنينا ودير الزور وحلب وإدلب وحماة وحمص والقلمون وغوطة دمشق وحواضر حوران جرحنا النازف الثاعب حقائق لا يتغافل عنها إلا الذين يمترون أو يمارون ..

نعم الجولان يجمعنا ، يجمعنا ضد مغتصبيه ويجمعنا ضد المفرطين به وخاذليه .. وسيعلم الذين ظلموا والذين نكثوا والذين انقلبوا أو سينقلبون أي منقلب ينقلبون .

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 817