مع الحق أم مع الباطل؟

يقول الإمام ابن عقيل رحمه الله "إذا أردت أن تعلم محل (أي مكانة) الإسلام من أهل الزمان فلا تنظر إلى زحامهم علي أبواب الجوامع ولا ضجيجهم في الموقف (عرفات) ب لبيك وإنما انظر إلى مواطأتهم أعداء الشريعة" أي موافقتهم وموالاتهم له، 

وإن قلت اﻷمر ملتبس عليّ، فاسمع للشافعي رحمه الله عندما سُئل: كيف نعرف أهل الحق في زمن الفتن؟! فقال: "اتبع سهام العدو فهي ترشدك إليهم" أي انظر سهام الكفار واليهود والنصارى والمنافقين واعلم أن المستهدف بها هو على الحق، ويؤكد شيخ الإسلام ابن تيمية أن وقوفك في صفوف الظالمين خيانة، ولو دندنت بآيات القرآن ليل نهار، فيقول رحمه الله: "إذا وجدتموني في صفوف التتار وفوق رأسي مصحف فاقتلوني".

ومن يدّعِ الحياد فإنه متردد بين الحق والباطل، والهدى الضلال، والحياد في أمر الحق والباطل أمر غير مقبول  {فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ}  يونس من الآية:32 فالمحايد شخص نصر الباطل بعدم إنكاره وخذل الحق وأعان عليه بسكوته، وتقليل أعداده وتأخير نصرته، وفتنة أهله وتلبيسه على الناس في أمره، بل قد يطعن في الحق بفذلكة لا طائل من ورائها أو بادعاءات كاذبة أو تأويلات باردة سخيفة فيقول عنه ابن كثير رحمه الله : "الطعن بالمجاهدين من دلائل فسق الرجل".

فاحسم أمرك، وتولّ ربك، {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}

المائدة - الآية 56

وسوم: العدد 823